قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن إيران ستحترم إطار الاتفاق النووي بشرط أن تحترمه القوى العالمية التي وقعته، مشيدا بالاتفاق الذي وصفه بأنه تاريخي. بينما رحبت العواصم العالمية شرقا و غربا بالتوصل للاتفاق الذي ينتظر أن يمهد لرفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، بسبب غموض نوايا برنامجها النووي.
وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة «إذا احترم الطرف الآخر وعوده فسنحترم وعودنا».واعتبر أن الاتفاق سيفتح «صفحة جديدة» في إطار علاقة إيران مع المجتمع الدولي. وقال «إن الشعب الإيراني اتخذ بصموده خطوة أخرى في مسار الحفاظ على المصالح الوطنية».
و اعتبر روحاني أن «هذا اليوم سيخلد في الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية». و أضاف أن البعض «يرى أنه ينبغي علينا إما محاربة العالم أو الاستسلام للقوى العالمية، نحن نقول إن هناك طريقا ثالثا، يمكننا أن نتعاون مع العالم». وأوضح أن «الخطوة الثانية في المفاوضات اتخذت بالحفاظ عل الحقوق النووية وإلغاء الحظر’، مضيفا أن ‹الخطوة الثالثة في المفاوضات هي الاتفاق النهائي حتى نهاية جوان».
وتابع أن «الجميع اعترف بأن التخصيب في إيران لا يشكل تهديدا لأحد»، مؤكدا أنه «وفق ما تم التوصل إليه في لوزان ستستمر منشأة فوردو في نشاطها وفيها ألف جهاز للطرد المركزي».
وأشار إلى أن «جميع إجراءات الحظر ستلغى فور تنفيذ الاتفاق»، مؤكدا أن «إيران ستلتزم بجميع تعهداتها، وهي بطبيعة الحال تعهدات تأتي في إطار المصالح الوطنية وقوانين البلاد».
ويمهد الاتفاق المبدئي الذي أبرم يوم الخميس بعد محادثات استمرت ثمانية أيام في سويسرا الطريق لتسوية تهدئ مخاوف الغرب من أن يكون لإيران سعي لإنتاج قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
تواصلت ردود الفعل الدولية المرحبة في أغلبها بالاتفاق الإطار بشأن برنامج إيران النووي الذي تم التوصل إليه أمس بين طهران والقوى الكبرى بعد جولة مفاوضات شاقة في لوزان بسويسرا، وسط تفاؤل حذر باستكمال الاتفاق النهائي وتحذيرات لإيران إذا لم تطبق الاتفاق.
وتزامنت التصريحات الرسمية هذه مع وصول الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي إلى طهران بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف. و كانت في استقباله حشود شعبية أشادت بالاتفاق، علما أن الاحتفالات في العاصمة الإيرانية انطلقت منذ شيوع خبر الاتفاق.
وفي أبرز ردود الفعل الدولية، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتفاهم السياسي بين الغرب وإيران، وقال إنه يمهد لاتفاق تاريخي، كما رحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتفاق.
وفي كلمة له، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق بأنه أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، قائلا إن الخيارات الأخرى بما فيها قصف المنشآت النووية لن تحول دون تطوير قنبلة ذرية، لكنه اعتبر أن الاتفاق لا يقلل المخاوف بشأن ما وصفه برعاية إيران للإرهاب والتهديدات تجاه إسرائيل.
في السياق، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية إلى اجتماع، لبحث تداعيات الاتفاق مؤكدا أن إسرائيل «تعارض بشدة» هذا الاتفاق وتعتبره «تهديدا لبقائها».
من جهتها، توعّدت باريس بأن العقوبات ستُفرض مجددا على إيران «إذا لم تُطبق الاتفاق»، في حين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها أقرب من أي وقت مضى من منعِ إيران من حيازة سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه من السابق لأوانه الاحتفال بالاتفاق، لكنه عبر عن أمله في أن تلتزم طهران باتفاق الإطار. كما دعا الحكومة الإسرائيلية -التي انتقدت الاتفاق- إلى دراسته بعناية أكبر.
بدوره قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاتفاق يتجاوز ما كان يمكن تحقيقه قبل عام ونصف. أما الكونغرس الأميركي فقال ‹إن الاتفاق يمثل انحرافا مثيرا للقلق› عن أهداف أوباما المبدئية.
كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قال للرئيس الأميركي في اتصال هاتفي إنه يأمل في التوصل لاتفاق نهائي مع إيران يعزز الأمن في المنطقة والعالم. بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن هناك «فرصة جيدة» لتتوصل إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نهائي قبل انتهاء المهلة في جوان المقبل.
كما أعلن كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف أن روسيا على استعداد لتزويد ايران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها أو ستبنيها موسكو في إيران، مشيرا إلى أن هذا العرض لا ينطبق سوى على «المفاعلات التي شيدت بإيران في إطار مشروع روسي وبمشاركة روسية».
وكالات