قتل ما يزيد عن 1300 شخص في زلزال عنيف ضرب اليوم السبت النيبال، في المنطقة الواقعة بين العاصمة كاتمندو و مدينة بوخارا السياحية ، بلغت شدته 7.9 درجات على سلم رشتر وبعمق 15 كيلومترا، ويعد الأقوى و الأسوأ الذي يضرب البلاد منذ زلزال 1934 .
و قد خلفت هذه الهزة الأرضية التي استمرت بين 30 ثانية ودقيقتين، دمارا كبيرا في البنى التحتية و المعالم الأثرية و التاريخية أبرزها انهيار كلي لبرج دارهرا التاريخي الواقع في مدينة كاتماندو الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، و إنهيار جليدي في جبل إفرست الذي يعد أعلى قمة في العالم - يبلغ ارتفاعه حوالي 9 كلم عن سطح البحر، وهو أحد الجبال التي تتكوّن منها سلاسل جبال الهملايا، على حدود الصين ونيبال وشمالي الهند- بالإضافة إلى تعطل شبكات الهواتف المحمولة وبعض وسائل الاتصالات الأخرى، كما تسبب في أضرار في الولايات الهندية المجاورة و بنغلادش.
و أفادت الشرطة النيبالية بأن عدد الضحايا في العاصمة كاتماندو وحدها بلغ 467 قتيلا، مؤكدة اختفاء عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض، متوقعة ارتفاعا كبيرا في الحصيلة الأولية المسجلة حيث لا تزال عمليات البحت جارية ، موضحة بأن سكان الدول المجاورة كباكستان و بنغلادش و الهند شعر سكانها بالهزة الأرضية لشدتها القوية، كما أفادت تقارير بتسجيل عدد من الضحايا في هذه البلدان، حيث سجل 12 وفاة في الهند بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية .
من جهته أفاد المدير العام لقطاع الأرصاد الهندي لاكسمان سينغ راثور أن مناطق شمال الهند كافة شعرت بقوة الزلزال إضافة إلى تسجيل هزات أرضية قوية في أتر برديش وبيهار شرقا فضلا عن ولاية سيكيم في بنغال الغربية على سفوح الهيمالايا، مشيرا إلى أنه تم رصد هزة ثانية بشدة 6,6 درجات بعد 22 دقيقة من الزلزال وتركزت في المنطقة ذاتها، حيث امتدت لفترات مختلفة بحسب المناطق ،ففي دلهي استمرت بين 50 و55 ثانية ،كما شعر السكان في مناطق واسعة من بنغلادش بالزلزال، و هو ما أثار حسب المتحدث الرعب في العاصمة دكا و دفع المواطنون إلى مغادرة منازلهم والخروج إلى الشوارع.
في المقابل وجه وزير الإعلام النيبالي مينيندرا راجال نداء إستغاثة للدول التي لديها خبرة كبيرة و تجهيزات و معدات للتعامل مع هذا النوع من الكوارث الطبيعية .
من جهته نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة نيبال في الهند كريشنا براساد داكال قال بأنه يخشى تسجيل خسائر فادحة في الأرواح، موضحا بأنه تم تسجيل أضرار كبيرة في المباني والممتلكات حسب التقارير الواردة إليه ، مشيرا إلى أن هذه الكارثة الطبيعية ليست محصورة ببعض المناطق في نيبال، فالبلد بأكمله مسته الهزة الأرضية .
أسماء بوقرن