قامت المديرية العامة للحماية المدنية من خلال مديرية التنسيق الوطني بتجنيد العشرات من الفرق الاحتياطية وكذا العتاد المخصص للتدخل السريع، لمواجهة الفيضانات التي قد تنجم عن التقلبات الجوية التي تعرفها بعض المناطق، إلى جانب التحسيس بضرورة توخي الحذر وتفادي التنقل في مثل هذه الظروف المناخية.
كشف عضو خلية الإعلام للمديرية العام للحماية المدنية الملازم الأول بن عيدة زهير "للنصر" عن الإجراءات التي اتخذتها مديرية الحماية المدنية لإسعاف المناطق المهددة بخطر الفيضانات، تزامنا مع استمرار مصالح الأرصاد الجوية في إصدار نشرية جوية خاصة تحذر من تساقط أمطار غزيرة خلال الساعات المقبلة على 14 ولاية بالمناطق الداخلية، موضحا أن كل نشرية تصل إلى مصالح الحماية المدنية يتم تحويلها فورا إلى مديرية التنسيق الوطني، التي تتولى بدورها توزيعها على مراكز التنسيق الولائية لاتخاذ كافة الاحتياطات.
وتتمثل أهم الإجراءات الاحترازية للمديرية العامة للحماية المدنية في مضاعفة عدد فرق التدخل عن طريق إقحام فرق احتياطية، إلى جانب الفرق العاملة بغرض تدعيم تعداد أعوان الحماية المدنية المختصين، مع تأجيل فترات الراحة إلى غاية تحسن الأوضاع الجوية، وكذا تسخير كافة العتاد الموجود على مستوى الولاية ، مع تمكينها من وسائل إضافية يتم استقدامها من المناطق المجاورة، في حين تتولى الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل الكائن مقرها بالدار البيضاء بالعاصمة بتحويل العتاد الموجود على مستواها إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، فضلا عن العنصر البشري، وأوضح المتحدث أن مصالح الحماية المدنية ملزمة بتأجيل أيام الراحة التي يستفيد منها الأعوان، كلما تزامن الظرف مع وقوع كارثة طبيعية.
ويبلغ معدل تعداد أعوان الحماية المدنية المجندين يوميا على مستوى كل ولاية بحوالي 3 آلاف عون مختصين في مجالات مختلفة للتدخل الأولي فور تلقي إنذار بوقوع حادث ما، ويتم تدعيم هذا العدد في حال الكوارث، في حين يتضمن العتاد المخصص لمواجهة مخاطر الفيضانات وحماية أرواح الأشخاص والممتلكات في شاحنات امتصاص مياه الأمطار إلى جانب المضخات اليدوية وكذا الأضواء الكاشفة فضلا عن فرق للغطاسين وكذا فرق للكلاب المدربة للبحث عن ضحايا محتملين، ولإنقاذ العالقين بسبب ارتفاع منسوب مياه الوديان، أو انتشال المركبات التي تجرفها مياه الأمطار.
كما تقوم ذات المصالح بتنظيم حملة تحسيسية على مستوى الفضاءات العامة والمدارس وكذا المساجد لتوعية الأفراد بكيفية التعامل مع كارثة الفيضانات، من خلال دعوتهم إلى عدم المخاطرة بحياتهم وتجنب مغادرة المنازل في حال تساقط أمطار طوفانية، مع شحن الهواتف النقالة لطلب النجدة في حال التعرض إلى خطر ما، وكذا اقتناء الأضواء الكاشفة لاستعمالها عند انقطاع الكهرباء، والأهم من ذلك عدم المغامرة بمحاولة إنقاذ أشخاص آخرين قد تجرفهم الفيضانات، على اعتبار أن ذلك قد يودي بهم إلى التهلكة نظرا لعدم التحكم في الأساليب الصحيحة للنجدة، كما قد يضطر أعوان الحماية المدنية إلى محاولة إنقاذ شخصين بدل شخص واحد، وينصح المكلف بالإعلام بذات المصلحة بتفادي بعض التصرفات السلبية التي أضحت منتشرة، والمتمثلة في محاولة توثيق كارثة الفيضانات عن طريق الهواتف النقالة، لأن ذلك أيضا قد يعرض الشخص إلى الهلاك.
ويعد التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون من بين المخاطر التي تعمل على مكافحتها الحماية المدنية، و التي تهدد صحة الأشخاص خلال فصل الشتاء بسبب سوء استعمال أجهزة التدفئة، وتعد هذه المخاطر من بين المضامين الأساسية للحملة التحسيسية المبكرة التي أطلقتها مصالح الحماية المدنية، بالنظر إلى ارتفاع عدد ضحايا هذا الغاز خلال السنة الماضية، فضلا عن ذلك يتم التنسيق مع الجماعات المحلية للتحضير لموسم الشتاء، بانعقاد اجتماعات مغلقة على مستوى كل ولاية، لمناقشة الإجراءات اللازمة بحسب وضعية كل منطقة، والاتفاق على تنسيق الجهود والوسائل لمواجهة المستجدات.
لطيفة/ب