قطر تعتزم استثمار ملايير الدولارات في مشـــاريع ضخمــــة بالجـــزائـــر
كشف سفير الجزائر لدى قطر عبد العزيز سبع ، بأن مشاريع استثمارية ضخمة توجد حاليا قيد التفاوض بين الجزائر وقطر تخص قطاعات مختلفة على غرار السياحة والفلاحة والخدمات، والتي من المقرر أن يتم الاعلان عنها رسميا خلال الاجتماع المقبل للجنة التعاون المشترك ومجلس رجال الأعمال. والتي ستضاف إلى مشاريع اخرى بين البلدين على غرار مشروع بلارة للحديد والصلب.
اشاد عبد العزيز سبع، بالمستوى الذي بلغه التعاون الاقتصادي بين البلدين، وذلك خلال احتفالية نظمتها سفراة الجزائر بقطر، بحضور وزراء قطريين، وقال سفير الجزائر في قطر، أن التعاون الاقتصادي شهد قفزة نوعية، جسّدها بشكل جيد إنشاء شركة «الجزائرية القطرية للصلب»، التي شَيّدت في غضون 3 سنوات مجمعاً ضخماً للصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل، بتكلفة استثمارية بلغت حوالي ملياري دولار، وبطاقة إنتاجية تفوق 400 مليون طن من الصلب، موجهة في المرحلة الأولى للسوق المحلي، على أن تتجه في المرحلة الثانية نحو التصدير.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز يفتح آفاقاً جديدة أمام الفاعلين الاقتصاديين لاستغلال الإمكانيات الهائلة وفرص الشراكة التي يتيحها اقتصادا البلدين الشقيقين، بما يخدم مصالحهما على أفضل وجه. ونوّه إلى أنه من المتوقع أن تتعزز هذه الشراكة، وتتوسع إلى مجالات الزراعة والسياحة والخدمات، مع الاجتماع المقبل للجنة التعاون المشترك ومجلس رجال الأعمال.
وقال عبد العزيز سبع إن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً مستمراً تحت القيادة السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لافتاً إلى أن المشاورات السياسية المنتظمة على جميع المستويات والزيارات المتبادلة بين المسؤولين خير شاهد على النوعية الاستثنائية للعلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
واشار سفير الجزائر بدولة قطر، ان الجالية الجزائرية في قطر متواجدة منذ وقت طويل في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لا سيّما النفط والغاز، والطيران، والرياضة، والإعلام؛ مقدمة بذلك مساهمة متواضعة، تحظى بالتقدير من الإخوة القطريين، في التطور الملحوظ الذي تشهده قطر في إطار رؤيتها الوطنية 2030 وتحضيراتها لكأس العالم 2022.
وبخصوص التعاون الامني، قال عبد العزيز سبع، «إن الجزائر كانت أول بلد يواجه ظاهرة الإرهاب التي تهدد اليوم السلم والأمن الدوليين. فبفضل التفاف الشعب حول جيشه وأجهزته الأمنية، ووضع استراتيجية متماسكة وفعالة، تمكنت البلاد من تجاوز تلك العُشرية التي خلفت كماً هائلاً من الأضرار البشرية والمادية».
وأضاف أن سياسة المصالحة الوطنية، التي تبناها رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة، وزكّاها الشعب الجزائري من خلال استفتاء، عززت السلام والأمن والاستقرار؛ مما سمح للبلاد باستئناف مسيرتها التنموية وإنعاش اقتصادها الذي جذب بفضل مزاياه التفاضلية الاستثمارات بشكل متزايد في إطار شراكات ذات منفعة متبادَلة. وخلص للقول: «إن الجزائر تقاسم التجربة التي اكتسبتها في مكافحة الإرهاب خلال سنوات الجمر، مع جميع شركائها؛ اقتناعاً منها بأنه لا يمكن القضاء على هذه الآفة إلا من خلال تعاون دولي فعّال ومخلص على الجبهة الأمنية، وكذا الأيديولوجية لمواجهة الخطاب الراديكالي المتطرف الذي يغذي الإرهاب».
ع س