باحثـون يدعـون إلى إخـراج الأرشيف العـائلي للعــلن
أبرز، متدخلون، أهمية الاعتماد على الأرشيف الرسمي و العائلي و المذكرات الشفوية من أجل الحديث عن مختلف المحطات التاريخية خلال الثورة الجزائرية، و محاربة الإشاعات و الأكاذيب التي تحاول بعض الأطراف إلصاقها ببعض الشخصيات من أجل تشويهها و الأحداث من أجل تزييفها، مؤكدين بأن الاعتماد على الأدوات الثلاث مجتمعة، سيعزز الحقيقة التاريخية.
و ذكر أساتذة خلال ملتقى تاريخ الثورة التحريرية، الذي احتضنته جامعة جيجل، طيلة يومين، بأن الثورة التحريرية الجزائرية، كموضوع تاريخي، يتسم بالاتساع و التشعب، إذ يمكن الغوص في كل محطة تاريخية و معركة و اجتماع بين القادة، بأسلوب تاريخي ممنهج، و لا يمكن الاعتماد على أحد المنابع الثلاثة فقط، فإسقاط الواقعة التاريخية ، يتطلب أخذ معلومات من الأرشيف الرسمي، و العائلي و تعزيزه بالمذكرات الشفوية، مؤكدين بأن الاعتماد على أحد المنابع لا يعتبر بمثابة مسلمة أخيرة، حيث يتم بعدها التدقيق فيها و الموازنة، لتقديم الحقيقة النسبية، و الخروج بفكرة معينة، و التي يمكن بعد مرور سنوات، إعادة التطرق إليها بعد ظهور معطيات جديدة.
و أشار متحدثون بأن الاقتراب من الحقيقة التاريخية بشكل أكبر، لا يقتصر بالاعتماد على منبع فقط، فالأرشيف الرسمي، يعطي بعض الأحداث، كما أنه لا يمتاز بالحيوية، و يتسم في مرات عدة بالسرية، فالكثير من المعطيات الهامة غير موجهة للاستهلاك العام، إذ يمكن الاعتماد على الأرشيف الأجنبي في بعض الزوايا و التواريخ.
أما المذكرات الشفوية، فتعتبر من بين المنابع الحيوية، و التي تحكي عن بعض التفاصيل، تحمل معها جانبا روحيا من خلال الوصف الدقيق، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير، كون القاص أو المستذكر، يمكن أن تقع عليه نوع من الذاتية، و إغفال بعض الجوانب المهمة، لذا يجب أن تأخذ منها إحدى الجزئيات المرتكزة بالواقعة في حدث ذاتها ، حسب الأستاذ رمضان بورغدة، الذي أكد للنصر بأن تقصي الحقيقة، يتطلب الدقة و إبعاد الذاتية في عملية الكتابة التاريخية، مؤكدا أن العديد من المذكرات الشفوية تعتبر مصدرا ووجهة نظر في نفس الوقت، و يجب أن يكون الباحث ملما بكافة الجوانب عند الاعتماد على المذكرات الشفوية.
بالنسبة للأرشيف العائلي، ذكر متدخلون في الملتقى، بأنه يعتبر من بين أهم المنابع التي لم تكشف بعد، حيث لا تزال العديد من العائلات تخفي بعض الوثائق الرسمية، و يجب العمل على استرجاعها و تقديمها، لتساهم في سد بعض الثغرات التاريخية، و تقدم إضافة كبيرة.
و قال الأستاذ عبد القادر بورمضان للنصر، بأن مسألة الإجبار و الإقناع من أجل استرجاع الأرشيف التاريخي، يجب ألا تثار في الوقت الحالي، كي لا يتم إخفاء بعض الأوراق الرسمية من قبل العائلات المحتفظة بها، مؤكدا بأن غاية العائلات المحتفظة بجزء من التاريخ الجزائري نبيلة و سامية، كونها لا تريد أن يتم إخفاء أو طمس بعض الحقائق التاريخية، و يجب، حسب المتحدث، إقناع العائلات بأهمية الأرشيف المحتفظ به للتاريخ و الأجيال، و الاحتفاظ بالوثائق ، قد يؤثر على محطات تاريخية مشتركة، مضيفا بـأن الأرشيف العائلي يعتبر الفيصل في فك الغموض حول بعض الأحداث التاريخية خلال الثورة المجيدة.
و أكد الأستاذ بشير بوقاعدة، من جهته العلاقة بين المصادر الثلاثة التي اعتبرها تكاملية، فكل فجوة ناجمة عن أحد المصادر التاريخية، تغطيها إحدى المصادر، و دعا الجهات العليا إلى ضرورة تحفيز العائلات التي تحتفظ بالأرشيف، من أجل إخراجه و تقديمه، بالبحث عن آليات تخلق لديها الرغبة في إبرازه و تقديمه، مشيرا إلى أن الإقناع يعتبر من بين الركائز الواجب الاعتماد عليها، للكشف عن الأرشيف العائلي.
و ركز المشاركون في الملتقى على أهميته لكونه تطرق لأحد أهم المشاكل التي يتلقاها الباحث الجزائري، و المتعلقة بالحصول على مصدر المعلومة التاريخية. كـ. طويل