الجزائر – غينيا (سهرة اليوم سا20)
يجد الناخب الوطني جمال بلماضي وأشباله أنفسهم سهرة اليوم، بمناسبة مواجهة منتخب غينيا لحساب ثمن نهائي كأس إفريقيا 2019، أمام ساعة الحقيقة، في بداية النصف الثاني من سباق الظفر باللقب الإفريقي، الذي تحول بعد المشوار الجيد في دور المجموعات لمطلب جماهيري، بعد تعاظم الأماني وتزايد الأحلام بإمكان إضافة النجمة الثانية من أرض الفراعنة، التي تنقل إليها الخضر بهدف المربع النهائي، قبل أن تتغير الأهداف ولو «شعبيا»، لحلم الظفر بأول كأس إفريقية بعيدا عن الأراضي الجزائرية.
ويهدف المنتخب الوطني سهرة اليوم من ملعب الدفاع الجوي، الذي باتت معالمه مكشوفة لزملاء القائد محرز، إلى كسر أرقام منتخب غينيا، التي حتى وإن يملك منتخبها أفضلية تاريخية، غير أن حقيقة الميدان أمر أخر وترشح في هذا الحوار، منتخبنا الوطني لضمان ورقة التأهل والتواجد ضمن قائمة أحسن ثمانية منتخبات إفريقية، وتجديد العهد مع دور ربع النهائي، بعد أن غادر العرس القاري، في الدور الأول خلال النسخة السابقة، شريطة كما حرص بلماضي على إيصاله لأشباله منذ نهاية الدور الأول، عندما شدد على وضع الأرجل على الأرض، وعدم ترك أي منفذ لتسرب الغرور، وهو الذي امتعض كثيرا في الأيام الماضية، من الهالة الإعلامية التي صاحبت أرقام النخبة الوطنية في الدور الأول.
الناخب الوطني، الذي ركز في عمله منذ نهاية الدور الأول على الجانب البسيكولوجي، حتى وإن دعا أشباله إلى استحضار الروح القوية التي لمسها الجميع في مباراة المنتخب السنغالي، من خلال التضامن الكبير للاعبين فوق أرضية الميدان، وجد في مفاجأة البنين المثال الحي لدعوة لاعبيه إلى عدم استصغار أي منافس، وهو الذي لم يكن أشد المتفائلين من مناصريه يحلم بإقصاء المغرب،وخطف من تأشيرة التأهل «أسود الأطلس».
كما حاول مدرب الدحيل السابق، وكعادته تجنب التطرق للخيارات الفنية، ولو أن كل المعطيات تشير إلى احتمال عدم إدخال تغييرات على كتيبته مقارنة بتلك التي خاضت المواجهتين الأولتين، وضمنت التأهل لهذا الدور وفي المرتبة الأولى، رغم إشادته بما قدمته عناصر «النسخة الثانية»، وخاصة الثلاثي أدم وناس وأندي ديلور والفتى الصاعد هشام بوداوي.
وإذا كان المنتخب الوطني، قد استفاد من التحضير لهذه المواجهة في حضور كل نجومه، يتقدمهم نجم مانشستر سيتي رياض محرز وصانع ألعاب نادي بورتو البرتغالي ياسين براهيمي، الذي اندمج في التدريبات، فإن حظ الغينيين لم يكن مماثلا، بعد صدمة غياب أحسن لاعب في تشكيلة منافس اليوم، ونعني به لاعب ليفربول نابي كايتا المصاب، وهي ورقة مهمة ضيعها البلجيكي بول بيت، وأراحت بلماضي كون المتوج مؤخرا بدوري أبطال أوروبا، لطالما شكل القوة الضاربة في خط وسط تشكيلة هذا البلد الإفريقي، الذي برزت نواديه بقوة سنوات السبعينات.
وبعيدا عن ضمان ورقة التأهل، والبقاء في سباق الصراع على لقب «أسياد إفريقيا»، يسعى الخضر في مواجهتهم المتجددة للمدرب البلجيكي بول بيت، لتأكيد في الجانب الأخر المستويات القوية، التي أظهروها في الدور الأول، رغم أن مواجهة غينيا ستكون صعبة للغاية، خاصة وأنها مثلت عقدة لنا، حيث يتفوق منتخب «السيلي ناسيونال» في المواجهات المباشرة ب6 انتصارات، مقابل 4 للخضر و4 تعادلات، وتقابل المنتخبان في «الكان» سنتي 1980 و1998، ويمتلك كل منتخب انتصارا وحيدا.
كريم كريد
الخضر تدربوا بتعداد مكتمل
بلماضي قد يراهن على سليماني
عرفت الحصة التدريبية التي أجراها المنتخب الوطني مساء أمس بملعب بيتروسبورت بضواحي القاهرة إنضمام الحارس ألكسندر أوكيدجة إلى المجموعة، بعدما غاب ليومين، وقد تماثل إلى الشفاء من الإصابة الخفيفة التي كانت قد تعرض لها على مستوى الظهر، كما تخلص من آلام التشنج العضلي التي كان قد أحس بها يوم الخميس الفارط.
عودة أوكيدجة جعلت «الخضر» يتدربون بتعداد مكتمل، بمشاركة 23 لاعبا، وقد أظهر العائد ياسين براهيمي جاهزية كبيرة من الناحية البدنية للمشاركة في مباراة سهرة اليوم ضد غينيا، ولو أن الناخب الوطني جمال بلماضي عمد إلى خلط أوراق كل المتتبعين، من خلال الجلسة التي عقدها مع الثنائي بن ناصر وسليماني في الدقائق الأولى من الحصة التدريبية، حيث اجتمع بهما لمدة ربع ساعة، وحاول تقديم شروحات وافية لكل عنصر بخصوص المهمة التي تسند له في مواجهة غينيا، في «خرجة» توحي بأن الناخب الوطني قد يراهن على خدمات سليماني إما كأساسي، أو يضعه كحل بديل إذا ما ارتأى تغيير بونجاح، وهذا على حساب أندي ديلور، الذي كان في اللقاءات الثلاثة الأولى من الدور الأول بمثابة الخيار الثاني للطاقم الفني الوطني عند تدعيم القاطرة الأمامية.
إلى ذلك فقد فضل بلماضي في حصة الأمس فسح المجال للإعلاميين من أجل متابعة 15 دقيقة الأولى من التدريبات، قبل غلق الأبواب، لأن الناخب الوطني لجأ إلى تجريب بعض الخيارات بخصوص الطريقة التي يعتزم انتهاجها في مباراة اليوم، مادامت أوراقه أصبحت مكشوفة لكل المنافسين، بعد التشريح الدقيق لأداء المنتخب في لقاءات الدور الأول، وهو الأمر الذي دفع ببلماضي إلى اللجوء إلى خطة جديدة، مبنية بالأساس على التوغل وسط محور الدفاع الغيني، انطلاقا من وسط الميدان.
من جهة المقابلة فقد أجرى منتخب غينيا حصة تدريبية مساء أمس بملعب السكة الحديدية بضواحي القاهرة، وقد شارك في التدريبات 22 لاعبا، مما يعني ترسيم عودة الحارسين علي كايتا و إبراهيما كوني، وكذا القائد إبراهميا طراوري وكذا المهاجم الحسن بانغورا، بعدما كانت الاصابات الخفيفة قد جعلت مشاركة هذا الرباعي في لقاء اليوم محل شك، لكن المدرب البلجيكي بول بوت عمد إلى إدراج هؤلاء اللاعبين في حصة الأمس، والتي كانت مفتوحة للإعلاميين في بدايتها. ص / فرطــاس
حذر من الثناء الزائد عن اللزوم بلماضي يؤكد
لم نأت لأجل الدور الأول ولسنا بحاجة لدرس المغرب
• أشعر أنني أعيش نفس سيناريو قطر
أكد الناخب الوطني جمال بلماضي، أن كل اللقاءات القادمة من بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 هي أدوار نهائية صغيرة، ويجب نسيان ما حدث في دور المجموعات، الذي أنهاه الخضر في المرتبة الأولى بالعلامة الكاملة، ودون تلقي أي هدف، وأضاف بلماضي أنه لا توجد منتخبات صغيرة وكبيرة، موضحا أن غينيا مثلت عقبة كبيرة للخضر سابقا، وإحصائياتها أفضل في المواجهات المباشرة.
وفي هذا الصدد، قال بلماضي خلال الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس:”حققنا مشوارا مميزا في دور المجموعات، ولكن هذا لا يعني أي شيء، على اعتبار أن الأمور ستكون مختلفة في مباريات خروج المغلوب، ولذلك علينا توخي الحذر، إذا ما أردنا الاستمرار في البطولة، ولو أنني وأشبالي ندرك ما ينتظرنا أمام منتخب غينيا، الذي يمتلك أسبقية تاريخية وإحصائياته في المواجهات المباشرة أفضل منا”.
وعبر بلماضي عن تفاجئه من إقصاء المنتخب المغربي من الدورة على يد منتخب البنين، مؤكدا أن «أسود الأطلس»، قدموا دورا أولا دون أخطاء وتألقوا، مضيفا أنه لا توجد أي ضغوطات على الخضر بعد خروج المغرب، التي كان يضعها المختصون كمرشح أبرز للفوز باللقب القاري.
هذا، وتابع بلماضي بأنهم لم يكونوا بحاجة لإقصاء المنتخب المغربي، حتى يأخذوا حذرهم من مباراة اليوم، وفي هذا الخصوص قال:» تابعتم جميعا الأداء القوي للمنتخب المغربي في دور المجموعات، ولكن هذا لم ينفعهم فهم يحزمون الآن الحقائب للعودة إلى الديار، بعد الخسارة أمام منتخب البنين، على العموم لم نكن بحاجة إلى إقصاء المغرب، حتى نأخذ حذرنا من مباراة غينيا، فاللاعبون يودون الذهاب إلى أبعد محطة في هذه المنافسة، ويدركون ما ينتظرهم بداية من الدور ثمن النهائي، علينا أن نضع الأقدام على الأرض، وأن نعي بأننا لم نأت من أجل الدور الأول، ولذلك علينا العمل بكل جدية، تحسبا للمواعيد المقبلة التي لا تقبل الأخطاء”.
إلى ذلك، شبه بلماضي مشوار المنتخب الوطني في نهائيات «الكان»، بمشوار قطر في كأس الخليج 2014، والتي توج بها العنابي في الأراضي السعودية بالذات، في رسالة مشفرة لمنتخب مصر منظم الدورة، ومؤكدا فيها بطريقة غير مباشرة أن الخضر هنا من أجل اللقب القاري:» عندما كنت مدربا للمنتخب القطري، العنابي لم يفز على السعودية منذ 32 سنة، ولم يسبق له حصد كأس الخليج، ومع ذلك تمكنا من العودة بها، واليوم في هذا «الكان» أحس بنفس الشعور، وأتمنى أن نعيش نفس النهاية، لقد حققنا العلامة الكاملة في دور المجموعات، وهذا لم يحدث منذ نهائيات «كان» 1990، والآن سنعمل على مواصلة التألق من أجل الوصول إلى اللقاء النهائي».
وحذر مدرب الخضر من الثناء الزائد عن اللزوم، وهنا قال:” بعد مشوارنا الباهر في دور المجموعات الجميع أثنى علينا، ونحن نستحق ذلك، ولكن حذار من الغرور والثقة المفرطة، علينا أن نواصل بنفس العزيمة، وفي حال خسرنا أمام غينيا ستكون أفضل منا لا غير ولن نبحث عن أي تبرير، فالأفضل من سيفتك تأشيرة العبور، ولو أننا عازمون على عدم ترك أي مجال للمفاجأة، خاصة وأننا درسنا منافسنا بصفة دقيقة من جميع النواحي”.
لقب المدرب الأفضل لا يهمني
وعن فوزه بلقب أفضل مدرب، خلال الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، فقد أكد بلماضي بأن هذا لا يهمه، بقدر ما هو مركز على الكيفية، التي تمكنه من قيادة الخضر نحو الهدف المنشود، وهنا قال:” بكل تواضع ومع احتراماتي للجميع، فوزي بلقب أفضل مدرب في الدور الأول لا يهمني، رغم أنه يشرفني بطبيعة الحال، ولو أن هذا التكريم يؤكد بأن اللاعبين كانوا الأفضل فوق أرضية الميدان، ولكن اللقب الذي نريده يعرفه الجميع دون استثناء”.
يأتي هذا، في الوقت الذي أكد بلماضي، أن براهيمي وأوكيجة في حالة صحية جيدة، مؤكدا بأن التحضير البسيكولوجي تغير مقارنة بالدور الأول، وهنا قال:” براهيمي وأوكيجة جاهزان وحالتها الصحية مطمئنة، وعن التحضير البسيكولوجي فاعتبره جد مهم بداية من هذا الدور، ولذلك ركزت كثيرا على هذا الجانب، ونحن واعون واللاعبون واعون أيضا بما ينتظرهم، ولذلك لا مجال للتهاون، إذا ما أردنا مواصلة إسعاد جماهيرنا».
مروان. ب