فرنسا تحتفظ بوثائق ومراسلات القائد وقصة حرقها مغالطة!
أكد الباحث بجامعة باريس 1، رياض شروانة، أنَّ فرنسا وتحديدا وزارة دفاع هذا البلد لا تزال تحتفظ بوثائق ومراسلات خاصّة بالثورة الجزائرية، بالمتحف، خصوصا تلك التي خطّها الشهيد زيروت يوسف بيده، إلى جانب مذكراته، ولم يحرقها قائد المنطقة التاريخية الـ2 على ما ذكره بمذكِّراته، رئيس المجلس الأعلى للدَّولة، الرّاحل علي كافي.
وقال الباحث رياض شروانة، في مداخلة له، بقسنطينة، تحت عنوان «تاريخ السيرة الذاتيّة لقائد المنطقة الثانية زيروت يوسف من خلال وثائق الثورة بين 54 ــ 1957»، بمناسبة استشهاد هذا القائد، أنَّ مصالح الأمن والعسكر الفرنسي قد وضعت يدها على ما يزيد عن 90 مراسلة بين القائد الشهيد ومجلس التنسيق والتنفيذ الثوري، آنذاك، ومُراسلات إلى قادة ومنسقي المنطقة الثانية، والعقيد عميروش، و29 وثيقة، منها المذكِّرات الشخصيّة لابن دوار الصوادق، بالسمندو، في الشمال القسنطيني، المكتوبة بخطِّ يده، والتي تحدث فيها عن صغره وامتهانه الحدادة، ثمَّ التحاقه بالمجلس البلدي، عن كتلة «أو.آ.بي.آل.دي»، وصولا لاندلاع الثورة والتحاقه بها.
الباحث بجامعة باريس 1، قال إن الكثير من المغالطات التي لا أساس لها من الصحّة، حول الوثائق التاريخية، منتشرة بين الناس، غير أنَّ البحث المتواصل بين رفوف المتحف، واتباع أثر شهود الحقبة، على غرار حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر، واندلاع ثورة التحرير، سيفاجيء للكمّ الهائل للوثائق الخاصة ببلادنا، والمحجوزة بأدراج الفرنسيين، وهو ما يعيد طرح استرجاع ممتلكات الجزائر من المستعمر القديم، والمطالبة باستغلال القانون الدولي.
من جهة أخرى، قدّم البروفيسور علاوة عمارة، عن جامعة الأمير عبدالقادر، مداخلة عن القائد زيروت يوسف، محاولا الحديث عن حقيقة اسمه العائلي، والذي حوِّر بسبب لكنة المستعمر، مؤكدا أنَّ الأصل في الاسم هو زيروت، وفق ما تثبته وثائق الحالة المدنية بقرية الصوادق، وكذا السمندو، معرجا على نشأته ودراسته وبعض الصور النادرة له في الصغر، وصولا إلى صوره مع قادة المنطقة التاريخية الثانية، وتنسيق إطلاق الرصاصة الاولى المعلنة عن ثورة التحرير الجزائرية، ومنها تفجير الجسر المزدوج ببلدية مسقط رأسه، وصناعته للمتفرجات والقنابل بيديه، والهجوم على مقرّ الجندرمة وبلدية سيدي مروان، وصولا إلى استشهاده يوم 23 سبتمبر 1956، بضواحي سيدي مزغيش بسكيكدة.
وتمَّ في اختتام الندوة التاريخية، تكريم ابنة الشهيد زيروت يوسف، شامة، من قبل السلطات المدنية والعسكرية، وعلى رأسها والي الولاية عبدالسميع سعيدون.
فاتح/ خ