الشهادة الثانية مرتبطة بتوفر المقاعد البيداغوجية و هذه شروطها
راسلت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي، رؤساء الندوات الجهوية للجامعات من أجل تذكيرهم بشروط التسجيلات الخاصة بالحاصلين على شهادات قديمة من أجل الدراسة مجددا في تخصصات أخرى، و من أهم هذه الشروط، ضرورة مرور 5 سنوات منذ تاريخ صدور الشهادة الأولى، إلى جانب مراعاة مدى توفر المقاعد البيداغوجية في الشعب المطلوبة.
و أكد مدير التعليم العالي بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي، جمال بوكزاطة، في اتصال بالنصر، أن الأمين العام للوزارة أصدر تعليمة لمختلف المؤسسات الجامعية بخصوص تحضير الشهادة الثانية، بالنسبة للأشخاص الراغبين في الدراسة مجددا بالجامعة، لكن شرط أن تكون قد مرت على الأقل خمس سنوات منذ الحصول على الشهادة الأولى.
و أضاف بوكزاطة، أن المديرية العامة للتعليم و التكوين العالييين بالوزارة، وجهت أيضا مراسلة مؤرخة في 12 سبتمبر الماضي، إلى رؤساء الندوات الجهوية بالاتصال مع مدراء المؤسسات الجامعية توضح هذه المسألة، فزيادة على التذكير بشرط الخمس سنوات، فقد أوضحت أن الإجراء قابل للتطبيق كذلك على الحاصلين «على عدة شهادات بكالوريا مهما تعددت»، و أيضا الحاصلين على الشهادات من طرف مؤسسات خارج الجامعات لكنها تحت الوسائل البيداغوجية لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
و أردف الإطار بوزارة التعليم العالي بالقول إن هذا الأمر لا يعني أن كل حامل لشهادة أولى من حقه الدراسة، لأن ذلك يبقى، مثلما يضيف، من صلاحية المؤسسات الجامعية التي تستقبل في حدود الأماكن البيداغوجية المتوفرة مع مراعاة الأولوية للطلبة الجدد، حيث و بعد تلقيها الملفات، تدرسها ثم ترسل قائمة الطلبة الذين تم قبولهم إلى الوزارة من أجل المصادقة عليها، و هي قائمة غالبا ما تتم الموافقة عليها.
و عن التخصصات التي يسمح للمعني باختيارها، أوضح المتحدث أن المرجع في هذا الإطار هو المنشور الوزاري الخاص بسنة الحصول على البكالوريا القديمة، أي أن التسجيل يراعي شروط تلك السنة من حيث المعدل و الشعب، موضحا في ذات السياق، أن التسجيل في بعض الكليات، كالطب مثلا، غير ممكن، لأنها تدرّس في الأصل فوق طاقتها لذلك فإن الأماكن المتوفرة في السنة الأولى تكون جميعها لناجحي البكالوريا الجدد، و أضاف بوكزاطة أنه و على سبيل المثال، لا يمكن لحامل شهادة بكالوريا في العلوم التجريبية بمعدل 12، أن يسجل في الانجليزية إذا كان المعدل المطلوب في سنة الحصول عليها 14.
و أضاف الإطار في وزارة التعليم العالي، أن هذا الإجراء المعمول به منذ سنوات، يدخل ضمن ما أصبح يعرف بالتكوين مدى الحياة أو “لايف لونغ ليرنينغ” باللغة الانجليزية، و هو مبدأ عالمي اعتمدته منظمة “يونيسكو”، لأن المهن تتجدد و تزول باستمرار و بسرعة فائقة في الأعوام الأخيرة، خاصة مع الرقمنة، ما جعل العديد من الأشخاص يرغبون في مواكبة هذا التغيير، و التأقلم مع المهن المتجددة، مؤكدا أن الوزارة تسعى لضمان هذا المبدأ الذي قال إنه قد يتكرس أكثر بالذهاب إلى أنماط تعليمية أخرى كالتعليم عن بعد، لكن في حدود الأماكن البيداغوجية المتوفرة.
أطباء يسجلون في تخصصات المناجمنت و الحقوق
و أكد المتحدث أن الأشخاص الذين يتم قبولهم للتحضير للشهادة الجامعية الثانية، يدرسون كطلاب منتظمين و يُلزمون بحضور الأعمال التطبيقية و الموجهة كغيرهم من الطلبة، مضيفا أن الإجراء يضمن التكوينات متداخلة التخصصات، حيث يسجل أطباء مثلا، في الحقوق للاطلاع أكثر على القوانين و التشريعات و ليدعموا تكوينهم الأساسي، أو في المناجمت من أجل تسيير مؤسسة استشفائية خاصة، على اعتبار أن المهن الحالية تتطلب كفاءات أساسية و بعض الكفاءات الأفقية، لذلك فإن كثيرا من الطلبة يبحثون عن الشهادة الثانية للتكيف مع مستجدات المهن و يسيروا مسارهم المهني وفق المتطلبات الحديثة.
و قد أعلنت كلية العلوم السياسية بجامعة منتوري بقسنطينة، عن فتح المجال للتسجيل في دراسة هذا التخصص الذي يعرف عزوفا كبيرا من الطلبة، حيث أن غالبية المقاعد البيداغوجية ما تزال شاغرة ولم يلتحق بهذا الفرع سوى 67 طالبا فقط في السنة الأولى.
وأكدت إدارة الكلية، أن حاملي شهادات البكالوريا غير المستعملة وكذا المتحصلين على شهادة ليسانس منذ أزيد من خمس سنوات، بإمكانهم التسجيل وما عليهم سوى تقديم طلبهم على مستوى مكتب نائب العميد المكلف بالبيداغوجيا، إذ أن العملية وبحسب ما ورد في الإعلان، ستظل مفتوحة إلى غاية الثالث من أكتوبر المقبل، علما أن المترشحين مطالبون فقط بكتابة طلب خطي و تقديم نسخة من شهادة البكالوريا أو من الشهادة الجامعية المتحصل عليها.
ي.ب/ ل.ق