فتـــح تحقيـــق في تربصات أساتــذة الجامعــات في تونس و المغـرب
ألغى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، أول أمس التوجيهات التي كانت قد صدرت يوم 11 من الشهر الجاري المتضمنة تجميد التربصات قصيرة المدى لفائدة الأساتذة الجامعيين في كل من المغرب وتونس، وطلب إيفاده بشكل مستعجل بتقارير عن التربصات التي جرت في البلدين المذكورين برسم سنتي 2017 و 2018 من أجل تقييمها بشكل معمق ووفق معايير جديدة.
وحسب إرسال صادر عن الوزير، الطيب بوزيد، أول أمس الأحد 17 نوفمبر الجاري موجه إلى رؤساء الندوات الجهوية للجامعات من أجل تبليغها إلى رؤساء المؤسسات الجامعية، فقد أعلم الوزير الجميع بأنه "قد تم إلغاء التوجيهات المتعلقة بتجميد التربصات قصيرة المدى في كل من المغرب وتونس".
وفي ذات التعليمة طلب وزير التعليم العالي والبحث العلمي من رؤساء المؤسسات الجامعية موافاته في أقرب الآجال بتقارير التربصات الخاصة برسم سنتي 2017 و2018 التي تمت بالبلدين المذكورين، و دعا إلى إيلاء عناية فائقة لإرسال هذه التقارير، التي قال إنها ستكون موضوع تقييم معمق من قبل الوزارة والتي ستخضع إلى معايير جديدة سيتم إحداثها قريبا وهذا من أجل تحسين مردودية هذا البرنامج وزيادة مستوى الفعالية والأداء.
وكان قرار يحمل الرقم 1536 مؤرخ في 11 نوفمبر الجاري قد صدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يقضي "بتجميد" التربصات قصيرة المدى بالنسبة للأساتذة في تونس والمغرب، وهو القرار الذي أحدث فتنة وفوضى في أوساط الأساتذة الجامعيين خلال الأيام الأخيرة، حيث قوبل برفض كبير وتساؤلات كثيرة عن خلفيته.
من جانبه بارك المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في بيان له أمس قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد إلغاء التوجيهات المتعلقة بتجميد التربصات في تونس والمغرب.
ودعا بيان "الكناس" الموقع من طرف منسقه الوطني عبد الحفيظ ميلاط إلى "فتح تحقيق إداري حول خلفيات قرار تجميد التربصات" سالف الذكر، الذي أحدث حسبه فتنة داخل الجامعة الجزائرية في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد.
كما دعا في ذات البيان إلى مراعاة كل ما من شأنه تثمين الروابط الأخوية والوحدوية بين أبناء المغرب العربي مستقبلا وفي مقدمتها البحث العلمي خاصة التربصات والتبادلات والندوات والملتقيات العلمية بالشكل الذي يرقي و ينمي الخبرات العلمية بين جامعات المغرب العربي.
ويستفيد الأساتذة الجامعيون منذ سنوات وفي كل المؤسسات التابعة لقطاع التعليم العالي من تربصات وتكوين قصير ومتوسط وطويل المدى في العديد من البلدان التي تربطها علاقات تعاون وتبادل مع الجامعات الجزائرية، لكن العديد من الخبراء يرون أن الكثير من هذه التربصات لا يستفيد فيها الأساتذة بالشكل المطلوب، وهناك من وصل إلى حد وصف هذه التربصات بجولات سياحية يقوم بها الأساتذة في العديد من البلدان، دون تحقيق الغرض المعرفي والعلمي المطلوب منها، في الوقت الذي تكلف فيه خزينة الوزارة الوصية أموالا معتبرة بالعملة الصعبة.
إلياس -ب