نفى أمس، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر " تاج " عمار غول، وجود " خلافات " أو " تناحر " في أعلى هرم السلطة، واتهم مسؤولين سابقين في الدولة بفبركة قصص خيالية عن " وجود خلافات بين مؤسسة الرئاسة وجهاز الأمن والاستعلام، الدياراس"، كما فنّد تفنيدا قاطعا أن يكون السعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر لرئيس الجمهورية قد سعى أو طلب مساعدته لكي يرث الحكم، فيما أعلن عن ترحيبه بالمبادرتين التي أطلقهما " الأفلان " و " الأرندي " لإنشاء قطب أو جبهة سياسية لتعزيز و دعم رئيس الجمهورية.
وفي ندوة صحفية نشطها بمقر حزبه في دالي ابراهيم بالعاصمة لاستعراض نتائج الندوة الوطنية للتنمية المحلية التي نظمها حزبه مؤخرا، قال غول " إن الكلام الكثير الذي دار و تحدث عن وجود خلافات وتناحر في هرم السلطة، وعن مساندة كل طرف لشخصية سياسية ولحزب معين مجرد مغالطات وكلام فارغ "، مؤكدا عدم وجود " أي مشكل بين الرئيس بوتفليقة وقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح والجنرال توفيق" وقال أن كل واحد يعمل وفق صلاحياته الدستورية ودون أي تدخل في صلاحيات الآخر، وأضاف غول " إن ما يدور مجرد كلام تزوق به الصالونات وهو من صنع سابقين انتفعوا من الدولة وأخذوا منها ما أخذوا وكرمتهم الدولة لكنهم تناسوا وراحوا يفبركون قصصا خيالية حول خلافات في قمة هرم السلطة لا وجود لها".
وفي هذا السياق، نفى غول وجود أي تدخل للجيش ولجهاز «الدياراس» التابع للمؤسسة العسكرية، في السياسة ، وأضاف " إن سي التوفيق إنسان وطني مخلص وعلاقتي الشخصية به جيدة مثل ما هي علاقتي جيدة بعمي صالح ( أحمد قايد صالح ) ورئيس الجمهورية ‘’، مبرزا بأن الجنرال توفيق ‘’ مجاهد وسليل جيش التحرير وأعطى الكثير للجزائر ولا يزال».
كما أشار رئيس «تاج» إلى أنه تربطه بالجنرال توفيق’’علاقة وطيدة منذ ما قبل أن يصبح وزيرا ‘’ وأضاف ‘’ سي التوفيق لاعب ماهر في كرة القدم وأنا لاعب أساسي في فريقه وألعب معه ثلاث مقابلات في الأسبوع’’.
وفي رده عن سؤال حول ما يتردد عن وجود مشروع لتوريث الحكم في الجزائر قال غول ‘’ إن شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، الذي يشتغل مستشارا لرئيس الجمهورية، لم يتحدث معي أو مع غيري يوما بأنه «يعمل ليرث شقيقه» وقال ‘’ أقدم لكم شهادة حق ونحن في رمضان، إنني أعرف سي السعيد منذ سنة 1999 ومنذ ذلك الحين وأنا أواصل عملي في 20 حكومة، لم يتدخل يوما في صلاحياتي ولم يتدخل ولم يفرض عليّ يوما أي إطار أو ملف أو مشروع وعندما نلتقي نتكلم في الشأن العام وفيما ينفع الجزائر وما ينفع الوطن والمواطن، ولم يتطرق معي أو مع أي مسؤول آخر عن رغبته في خلافة أخيه، كما لم يطلب منا أبدا أن نعمل لصالحه من أجل أن يرث الحكم’’ ، مؤكدا أن تاج لا يحبذ الدخول في ما وصفه بـ»ساحة المستنقعات السياسية والقذف والمغالطات والتجريح».
و في رده على سؤال آخر بشأن الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال المؤتمر العاشر للحزب، فقال غول " إن رئيس الجمهورية من حقه أن يكون رئيسا لأي حزب أو هيئة على غرار سائر الرؤساء في العالم»، و أن ما تناولته الصحف حول هذه القضية لم يأخذ بعين الاعتبار ما جاء في مضمون الرسالة حينما قال «أنه رئيس كل الجزائريين و الجزائريات»، مضيفا " إن رئيس الجمهورية في تعاملاته لم يهمش أبدا حزبا معينا أو أقصى حزبا، وإنما يتعامل مع كافة الأحزاب على قدم المساواة".
وبخصوص رسالة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح التي وجهها إلى الأمين العام للأفلان لتهنئته بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر للحزب، قال غول " نحن لم نقرأ هذه الرسالة باستغراب لأنها كانت عبارة عن رسالة تهنئة بروتوكولية عادية، ولم نعط لها أي تأويل كما ذهب البعض"، مضيفا " لقد أجاب عمي صالح وبالحرف الواحد، إن الجيش الشعبي الوطني سيبقى دستوريا ويعمل في إطار مهامه ويتطلع لأن يتعاون مع الجميع من أجل أمن واستقرار الجزائر وطمأنة المواطن فأين الحرج هنا وأين الإشكال هنا في توجيهه لرسالة التهنئة إلى سعداني".
وعندما سئل عن " حقيقة " صحة الرئيس بوتفليقة، رد رئيس تجمع أمل الجزائر بالقول " أحيانا استغرب وأحيانا أتعجب ممن ينتظرون رئيس دولة يصرح لهم بأنه بخير" وأضاف " إننا نتعامل معه يوميا في مهامنا وقلنا ولا زلنا نقول إن الرئيس بخير ويؤدي صلاحياته ومهامه بخير والرئاسة ليست شاغرة والمسؤولية والمهام تطبق وتتجسد ولا يوجد أي إشكال ومن يرى العكس فهو حرّ وعليه ألاَّ يكثر علينا من المزايدات السياسوية، لأن بالمزايدات السياسوية تدخل في إطار التهريج والتهريج يدخل أحيانا في إطار زرع البلبلة وزرع الفتنة وزرع ما يعكر أجواء الوطن"
وفي رده عن سؤال للنصر، بخصوص المبادرتين اللتين أطلقهما حزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي لإنشاء قطب أو جبهة سياسية لتعزيز و دعم رئيس الجمهورية قال غول «لا فرق بين المبادرة التي أطلقها سعداني (جبهة سياسية) و المبادرة التي أطلقها أويحيى (قطب سياسي) ،غير أن الاختلاف يكمن في التفاصيل" وأعرب غول عن استعداد حزبه للانخراط في مثل هذه المبادرات، مشترطا عدم تنكر أي مبادرة لمؤسسات الدولة، و أن لا تصب في خانة المصلحة الضيقة الحزبية أو الشخصية و أن تندرج في إطار المصلحة الوطنية».
وحسب السيد غول فإن الفرق الوحيد يكمن في أن حزب جبهة التحرير أضاف للفكرة مسألة إشراك المنظمات الجماهيرية والجمعيات والشخصيات الوطنية والنقابات ، وقال في هذا المقام أن حزبه يعمل على «بناء توافق وتقارب ما بين الفاعلين السياسيين» داعيا إلى بناء «جبهة وطنية» أو «جدار وطني بغرض لم شمل الجزائريين و مواجهة كافة التحديات والآفات التي تهدد البلاد».
ع ـ أسابع