«نوعية الفرينة وراء التبذير والنخالة تباع للموالين»
أجمع مختصون، أمس، أن نوعية الفرينة المستعملة في تحضير مادة الخبز بالجزائر، وراء ارتفاع معدل تبذير هذه المادة، كونها فرينة خالية من مادة النخالة والألياف الصحية، إلى جانب عوامل أخرى مرتبطة بالمحيط.
وفي هذا الصدد، دعا رئيس نادي الحرفيين الخباز فوزي بحيش، في مداخلته خلال لقاء حول مكافحة تبذير الخبز والذي احتضنته الإقامة الجامعية البدر للبنات بوهران، السلطات الوصية لإلزام المطاحن بتوفير فرينة كاملة بما أنها مادة مدعمة، وليس فرينة خالية من المواد الصحية، موضحا أن نوعية الفرينة المستعملة في تحضير الخبز الذي يتناوله الجزائري، هي من صنف «ت 45» و»ت55» ومن المفروض أنها مخصصة لتحضير الحلويات لأنها خالية من الألياف والأملاح المعدنية، وكذا النخالة التي هي ضرورية لصحة المستهلك، وبالتالي يستهلك المواطن حاليا، حسبه، خبزا غير قابل للحفظ ويستهلك بسرعة ولا يشبع مستهلكه.
و أشار ذات المتحدث، أن الفرد الجزائري الواحد يستهلك حوالي 4 خبزات يوميا ، وهو معدل مضاعف لما يجب أن يستهلك والمقدر بنصف خبزة يوما أي 140 غرام فقط، علما أن خبزة واحدة وزنها يقارب 250 غرام مصنوعة من فرينة غير كاملة لأن النخالة التي من المفروض تشكل لب الخبز، تباع من طرف المطاحن للموالين كأعلاف للماشية وبأثمان أغلى من الفرينة التي توجه للمخابز وبالتالي فان فائدة المطحنة في بيع كل مادة لوحدها لأن خلطها لا يذر عليها مداخيل كبيرة.
وأضاف بحيش، أنه توجد أنواع أخرى من المواد التي يمكن أن تستخدم في تحضير خبز صحي، ولكن هذه الأنواع من الخبز غير متوفرة في الجزائر لانعدام التخصص في تحضيرها وكذا لأن المواطن تعود على الخبز الحالي الغني بالسكريات والنشويات، وأفاد المتحدث أنه حتى الخميرة التي تضاف في تحضير الخبز حاليا، غير صحية، خاصة المحسنات والمواد التي تضاف إليها، مشيرا أنه في وقت مضى، كان الخباز يحضر الخميرة لوحده وهي مخمرة ببكتيريا نافعة للجسم.
أما ممثلة مديرية الصحة بوهران، فركزت في مداخلتها على أن الخبز المستهلك حاليا يحتوي على السكريات ومادة الغلوتين اللذين يؤديان لمشاكل صحية، ولخفض هذه المخاطر دعت المتدخلة لضرورة خفض استهلاك الخبز لنصف خبزة يوميا لكل فرد، وهذا بتغيير سلوكات الاستهلاك.
أما ممثلة مديرية البيئة فتطرقت للاحتباس الحراري ودوره في تقليص المساحات الزراعية الخاصة بالقمح عبر العالم، موضحة أن الجزائر انتقلت من تصدير 60 بالمائة من القمح في الستينات، إلى استيراد 60 بالمائة من القمح، وذلك بسبب تقلص المساحات المزروعة وانخفاض المردود، مضيفة أنه يجب توفير 10 ملايين خبزة، التي ترمى يوميا لتبقى على شكل حبوب ومواد أولية تستغل في أمور أخرى أو توفيرها بخفض فاتورة الاستيراد، مشيرة أن الجزائر تأتي في المرتبة الخامسة في استيراد الحبوب على المستوى العالمي والثانية إفريقيا وعربيا.
للتذكير، فإن لقاء أمس كان الانطلاقة الرسمية لحملة توعية وتحسيس للطلبة الجامعيين في الإقامات، حيث ستمس هذه الحملة 7 إقامات بوهران، وتندرج ضمن إستراتيجية وزارة التجارة لمكافحة تبذير الخبز، ويشارك في الحملة إلى جانب مصالح التجارة والبيئة والصحة، فعاليات من المجتمع المدني منها نادي الحرفي الخباز والمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك «أبوس»، وكذا جمعية التفاؤل لحماية المستهلك.
بن ودان خيرة