زيارة قيس سعيد بداية التأسيس لعمل سياسي مشترك وتنسيق أمني حقيقي
اعتبر خبراء ومحللون، أن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر، بداية التأسيس لعمل سياسي مشترك وتنسيق أمني حقيقي في الميدان، لمجابهة مخلفات الأزمة الليبية والعديد من التهديدات التي يتعرض لها البلدان، وأوضحوا أن الملف الليبي، يعتبر الملف الأساسي في المباحثات بين الطرفين على اعتبار أن تونس والجزائر، هما البلدان المتضرران من تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا وانعكاساتها على البلدين.
وأوضح المحلل السياسي و الباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر ، أمس، أن زيارة الرئيس التونسي للجزائر ، ستكون بداية مسار تنسيق سياسي حقيقي وتنسيق أمني لمجابهة ليس فقط مخلفات الأزمة الليبية وإنما هناك الكثير من التهديدات التي يتعرض لها البلدان ، ومن بينها الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية والهجرة غير الشرعية وقضايا التهريب والاتجار بالبشر والمخدرات.
وأضاف الدكتور بشير شايب، أن هذه الزيارة، ستسمح بإعادة هيكلة العلاقات الجزائرية التونسية والانطلاق بها نحو مستقبل يحقق السلم والأمن والرخاء للبلدين، موضحا أن زيارة قيس سعيد هي زيارة وفاء بالعهد، على اعتبار أنه التزم أثناء حملته الانتخابية، أنه في حال نجاحه وانتخابه من قبل الشعب التونسي كرئيس للجمهورية التونسية، ستكون الجزائر أول بلد يزوره وهذا يعود إلى مكانة الجزائر عند التونسيين وثقلها كجار في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة المغرب العربي.
وأضاف المحلل السياسي، أنه من بين الملفات المطروحة في الزيارة للمناقشة وتبادل وجهات النظر حولها، بالإضافة إلى القضايا المشتركة وهي القضايا الاقتصادية والسياسية ، فإن حصة الأسد هي للملف الليبي، على اعتبار أن تونس والجزائر، هما البلدان المتضرران من تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا وانعكاساتها الاجتماعية على البلدين، لافتا إلى أن تونس استقبلت العدد الأكبر من النازحين الليبيين بعد سقوط نظام معمر القذافي وهي التداعيات التي أثرت اجتماعيا على البنى التحتية في تونس .
ومن المنتظر، أن تكلل الزيارة بوجهات نظر متطابقة وخطة عمل متطابقة يقودها البلدان في إطار تفعيل الحل الليبي الليبي والوصول إلى تحقيق السلم والأمان في هذا البلد الجار، مضيفا أن الجزائر تنسق مع مصر وتونس بحصوص المسألة الليبية.
و قال إن تونس مثل الجزائر، فهي ضد التدخلات الأجنبية ومع الحل الليبي الليبي ومع مصالحة وطنية ليبية ومسار سياسي يقود إلى حل، وأضاف في السياق ذاته أن تونس ستكون من المشجعين و المنخرطين في تنشيط ندوة المصالحة المزمع عقدها بين الأطراف الليبية في الجزائر بدعم دولي ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المشكلة تكمن في كيفية إقناع الأطراف الليبية وهي المشير خليفة حفتر وجماعته وحكومة السراج بالجلوس في الجزائر، حول طاولة والتحدث إلى بعضهم البعض .
وأوضح أن هذا يتوقف على تأثير الأطراف الخارجية على الطرفين ، ويرى أنه لا يمكن لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس أن تتحرك دون ضوء أخضر تركي ، كما لا يمكن للمشير خليفة حفتر أن يتحرك دون ضوء أخضر إماراتي سعودي مصري .
و من جانبه، يرى أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3 ، الدكتور عامر مصباح، أن الملف الأساسي، على رأس المباحثات ، خلال زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للجزائر هو الملف الليبي، وذلك في محاولة لبلوة رؤية مشتركة، حول الطريقة التي يمكن التعامل معها إزاء هذه الأزمة المعقدة.
وأضاف قائلا يبدو أن الجزائر تحضر لمؤتمر أو لقاء بين الفرقاء الليبيين في الجزائر، ولاشك أنها تطلب دعم تونس ، والتي من الممكن أن تكون حاضرة أيضا في هذا اللقاء للبحث عن حل يجمع الليبيين .
ومن جهة أخرى، أشار إلى التطرق إلى ملف ثاني، خلال زيارة الرئيس التونسي، و المتعلق بالجوانب الاقتصادية ، أما الملف الثالث، حسبه فهو ملف مكافحة الهجرة والتي تقلق كلا الدولتين، خاصة وأن ليبيا ما زالت هي البوابة الكبيرة لهذه الظاهرة التي لم تعد فقط أمنية ولكن أيضا إنسانية .
وأوضح أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمنية بجامعة الجزائر 3 ، الدكتور عامر مصباح في تصريح للنصر، أمس، أن الرؤية الجزائرية التونسية، حول المسألة الليبية متقاربة جدا ، لأن كلا الدولتين تعترف بحكومة السراج وترفض الحل العسكري والتدخلات الخارجية .
وأبرز الدكتور عامر مصباح ، أن المبادرة المطروحة من قبل الجزائر ، تدعو إلى مؤتمر مصالحة لجميع الفرقاء الليبيين ، مضيفا أن الجزائر تبحث عن نجاح هذا المؤتمر ولابد من دعم إقليمي وإحدى الدول المهمة في هذا الملف ، هي تونس وقال إن قيس سعيد يبدو أنه منفتح على التعاون أكثر مع الجزائر .
وأوضح الدكتور عامر مصباح أن الأزمة في ليبيا تتحرك، في ظل زيادة التدخلات، و زيادة حجم تدفق الأسلحة و أيضا تدفق المرتزقة ، بحيث أن هذه الأزمة آخذة في التعقيد ، وقال إن المؤتمر القادم في الجزائر حول المصالحة في ليبيا ، كي ينجح لا بد أن يدعم باتفاق وذلك بنشر قوات لضمان تطبيقه ، لافتا إلى أن اتفاق الصخيرات بقي من دون ضمانات وفشل ، مؤكدا أن الليبيين في حاجة إلى خطوات عملية تحقن دماءهم وتعيد بلادهم آمنة .
وقال إن الجزائر، إذا أرادت دبلوماسية فعالة ومؤثرة في الواقع، يجب الدخول إلى ليبيا عبر البوابة الإفريقية، لضمان وقف إطلاق النار ، وهذا لا يكون إلا بوجود قوات تشرف على وقف إطلاق النار، سواء بدفع الأمم المتحدة إلى إصدار قرار لنشر قوات للأمم المتحدة، أو أن يقوم الاتحاد الإفريقي بهذه العملية، معتبرا أن هذه الخطوة سوف تقاوم وتواجه بشدة من قبل الدول المتورطة في الأزمة الليبية والتي تموّن الحرب في ليبيا، لذلك الجزائر -كما أضاف- بحاجة إلى تونس ، و أيضا أصدقائها الأخرين، الذين يبحثون عن الأمن لدعم خطوات وقف إطلاق النار فعليا في ليبيا. مراد - ح