اعتبرت نقابات في قطاع التربية الوطنية تسبيق العطلة الربيعية لتفادي انتشار العدوى بفيروس كورونا بين التلاميذ، ليس مطلبا استعجاليا في الظرف الحالي، مادام الوضع متحكما فيه، والفيروس ما يزال منحصرا في منطقة محددة، معلنة استعدادها للتعاون والتنسيق فور تلقيها تعليمات من الوزارات المعنية، طالما أن الأمر يتعلق بحماية صحة الأفراد.
وأوضح في هذا السياق رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية لنقابة السناباب الأستاذ لغليظ بلعموري في اتصال معه، أن قرار تسبيق العطلة الربيعية قد تلجأ إليه وزارة التربية في حال تم تسجيل مؤشرات تفيد بإمكانية انتشار فيروس كورونا، لحماية صحة المتمدرسين، وتبديد مخاوف الأولياء من انتقال العدوى ما بين أبنائهم، كاشفا عن مقترح تقدمت به النقابة لوزير القطاع في لقاء جمعه بالتنظيم مؤخرا، لكنه لم يبد أي موقف بشأن الموضوع.
وقال بلعموري إن الأساتذة يحرصون يوميا على توعية التلاميذ باتباع شروط النظافة، مقترحا تجنب حث الأولياء على اقتناء الكمامات لأبنائهم، لأن مجرد الحديث عن هذا الموضوع سيكون كافيا لإحداث حالة من الهلع والخوف ما بين التلاميذ، في حين أن الوضع ما يزال مستقرا لحد الآن، وبحسب المتحدث فإنه في حال اتساع انتشار الفيروس فإن إنهاء الفصل الثاني قبل الموعد، أي تسبيق العطلة الربيعية سيكون الحل الأفضل لحماية صحة التلاميذ، وسيلقى تجاوبا من التنظيمات النقابية.
وحول ما إذا كان إنهاء الفصل الثاني قبل موعده سيؤثر على إتمام البرنامج الدراسي، أفاد المصدر بأن تسبيق العطلة بأسبوع واحد فقط لن يضر التلاميذ، لأن الفترة التي تلي إجراء الاختبارات الفصلية عادة ما تخصص للتصحيح و لانعقاد مجالس الأقسام، لكنه توقع أن يلجأ الآباء إلى عدم إرسال أبنائهم للدراسة الأسبوع المقبل، في حال تزايد الخوف من انتشار كورونا، وهو ما قد يلجأ إليه أيضا الطلبة الجامعيون.
وأما بالنسبة للعضو القيادي في نقابة مجلس ثانويات الجزائر روينة زبير، فإن مكافحة انتشار فيروس كورونا في الوسط المدرسي، يجب أن يكون عبر تكثيف عمليات تطهير وتنظيف المؤسسات التعليمية، لا سيما التي تعاني وضعيات متدهورة، مع تقديم المعلومة الصحيحة بشكل متواصل وفي حينها بشأن الوضعية الوبائية لفيروس كورونا، متأسفا لغياب ثقافة الوقاية لدى عامة الجزائريين، وكذا في الوسط المدرسي.
وقال هذا الناشط النقابي في رده على سؤال «للنصر» حول مدى تجاوب المؤسسات التعليمية مع الحملات التحسيسية التي أطلقتها وزارة الصحة مؤخرا، إن كثيرا من المدارس لم تتخذ لحد الآن أي إجراءات خاصة، في حين ينبغي مضاعفة الجهود لتعزيز شروط النظافة، معلقا على مقترح تقديم العطلة الربيعية عن موعدها المحدد، بأنه قرار لا يعود إلى الأساتذة بل إلى الجهات المعنية، أي وزارتي الصحة والتربية، اللتين يمكنهما اللجوء إلى إجراءات استثنائية إذا توفرت معطيات تؤكد سرعة انتشار الفيروس، واحتمال وصوله إلى فئة المتمدرسين.
وأعلن المتحدث استعداد النقابات للتنسيق التام مع القطاع لحماية الصحة العمومية، دون تعقيب أو اعتراض على أي قرار يمكن اتخاذه، مع التزامها بتطبيق كافة التوصيات دون تحفظ، لكنه شدد على ضرورة تزويد المواطن بالمعلومة الصحيحة بخصوص انتشار كورونا، حتى يتخذ احتياطاته ويتفاعل إيجابيا مع الوضع، لأن معظم الناس لا يتعاملون بجدية مع الوضع، حسب المصدر، وتقديم المعلومة في حينها كما هي سيرفع درجة الحيطة والحذر.
وبالنسبة للعضو القيادي في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بلعيدي مبارك، فإن الوضع مطمئن حتى الآن فيما يخص انتشار فيروس كورونا، كما أن قطاع التربية الوطنية يشرف على الدخول في العطلة الربيعية، وأما عن الإجراءات استعجالية أو الاستثنائية التي قد يتم اتخاذها، فإن ذلك يندرج ضمن صلاحيات الوصاية، التي ستجد تجاوبا من الأساتذة الذين تكفلوا بتحسيس التلاميذ بكيفية تجنب العدوى والحفاظ على الصحة، وبحسبه فإن دروس التربية المدنية والإسلامية كافية لتلقين التلميذ على مدار السنة كيف يحافظ على نظافته وسلامة المحيط.
لطيفة بلحاج