أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في بيان لها أمس، عن تسجيل حالتين جديدتين مؤكدتين للإصابة بفيروس كورونا ليصبح العدد الإجمالي 19 حالة مؤكدة، وتنتمي الحالة الأولى - حسب ذات المصدر- للعائلة التي تعرضت إلى الإصابة خلال الأيام السابقة والحالة الثانية تتعلق بمواطن عاد من إحدى البلدان الأوروبية.
وأوضحت الوزارة بأن التحقيق الوبائي ما زال مستمرا لمعرفة وتحديد هوية كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال معهما مشددة على ضرورة إتباع وتطبيق الإجراءات الوقائية المتمثلة في غسل اليدين بالماء والصابون أو باستعمال محلول كحولي. وعند السعال أو العطس توصي الوزارة بتغطية الأنف والفم بالمرفق أو بمنديل ورقي ذي الاستعمال الأحادي والتخلص منه فورا بعد الاستعمال وغسل اليد مباشرة.
وفي هذا السياق قال الطبيب المختص في الأمراض المعدية بمستشفى القطار، ياسين قريم، أن وضع الحالتين السابقتين المصابتين بفيروس كورونا والمتواجدتين حاليا بالمستشفى مستقر، ولا تعانيان من تعب أو سعال حاد، كما أنه تقدم لهما أدوية ومضادات حيوية لتسريع شفائهما. حيت تم عزل كل حالة على حدة، بمصلحة خاصة يتم فيها عزل الإصابات المؤكدة، في حين الحالات المشتبه فيها يتم عزلها على مستوى مصلحة أخرى بذات المستشفى.
وكشف ياسين قريم في تصريح صحفي، أن الأشخاص الذين تواجدوا رفقة العائلة المصابة بـ «كورونا» يتوافدون على المؤسسات الصحية سواء على مستوى مستشفى القطار أو بوفاريك أو أي مؤسسة صحية قريبة لإجراء الفحوصات. كما أشار إلى أنه يتعين استدعاء كل الحاضرين في الوليمة لإجراء الفحوصات والتأكد من عدم إصابتهم وانتقال العدوى إليهم، حيث استقبلت مصالح مستشفى القطار لحد الآن 9 أفراد من المقربين من هاتين الحالتين.
تحاليل المشتبه في إصابته ببومرداس سلبية
من جانب أخر، أكدت مديرية الصحة لولاية بومرداس، أمس، أن التحاليل الخاصة بالحالة المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا قد أثبتت أنها سالبة من طرف معهد باستور. وسجلت مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس صبيحة الجمعة في حدود الساعة 10.30 صباحا حالة جديدة مشتبه في إصابتها بفيروس «كورونا»
وحسب ما أفاد به بيان المديرية فإن الأمر يتعلق بشاب مغترب قدم من فرنسا قبل 10 أيام. يبلغ من العمر 39 سنة من دائرة بودواو حيث ظهرت عليه أعراض المرض منذ 3 أيام. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية والاحتياطات ووضع المعني تحت الحجر الصحي بالمؤسسة العمومية الاستشفائية الثنية.
تدابير جديدة للكشف عن المصابين
وكشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد مساء الجمعة بالجزائر العاصمة عن اقتناء خلال الأيام القليلة القادمة لتقنية جديدة للكشف عن فيروس كورونا في وقت وجيز وأكد الوزير خلال نزوله ضيفا على قناة التلفزيون العمومي رفقة خبراء من وزارة الصحة والمؤسسة الاستشفائية العمومية لبوفاريك والمدير بالنيابة لمعهد باستور الجزائر والصيدلية المركزية للمستشفيات أن التقنية الجديدة تتمثل في أخذ عينة دم تكشف عن الإصابة بالفيروس في وقت وجيز عكس التقنية المعمول بها حاليا والمتمثلة في أخذ جين أي افرازات من الأنف والفم والتي تعطي نتائج خلال 24 ساعة.
وأوضح المدير العام بالنيابة بمعهد باستور الدكتور فوزي درار أن اقتناء التجهيزات الجديدة ستستفيد منها عدة ولايات لتخفيف الضغط على المعهد وتقريب الصحة من المواطن من بينها تمنراست وسطيف ووهران وقسنطينة. كما أكد ذات الخبير أنه سيتم إجراء تدريبات للتقنيين بهذه المناطق قبل الشروع في استعمال التقنية الجديدة وأن المعهد يتوفر في الوقت الراهن عن الكواشف الضرورية لإجراء التحاليل وسيتم اللجوء إلى الاستيراد اذا اقتضى الأمر ذلك .
ومن جهة أخرى طمأن البروفسور بن بوزيد المواطنين بالتحكم في الوضعية التي «بلغت المستوى الثاني« لأن الفيروس انتشر حتى الآن لدى أفراد العائلة الواحدة وقد كانت نتائج الفحوصات سلبية لدى بعضهم والقليل جدا من بينهم يخضعون إلى الحجر الصحي سيغادرون كلا من مستشفيي بوفاريك والقطار بعد 10 أيام . وأضاف بالمناسبة أن القطاع في «حالة تأهب قصوى لكن الوضعية لا تدعو للقلق و لا داعي لفزع المواطنين «داعيا إلى ضرورة اتخاذ وتطبيق التدابير الوقائية التي وصفها «بالسهلة وفي متناول الجميع «.
ولدى تطرقه إلى وضعية المستشفيات الوطنية سيما مستشفى بوفاريك الذي يحتوي على مصلحة تتكفل بالأمراض المعدية قال وزير الصحة انه وبالرغم أن بناءه يعود إلى قرن ونصف من الزمن لكن الطاقم الذي يسهر عليه «لديه الخبرة الكافية للتكفل بمثل هذه الوضعية «معبرا في ذات الوقت عن أسفه «للمعلومات الخاطئة التي تنقلها بعض وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام للصورة السلبية والمشوهة للقطاع». وأكد من جانب آخر أن القطاعات المعنية ومن خلال خلية اليقظة التي تم تنصيبها تتابع عن كثب تطورات الوضع داخل وخارج الوطن وتطبق جميع تعليمات المنظمة العالمية للصحة .
وأوضح مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة الدكتور جمال فورار من جانبه أن سن المصابين يتراوح ما بين 15 شهرا و83 سنة وأن الوزارة قد أعدت خطة استراتيجية للاتصال من خلال ملصقات سيتم توزيعها بالنقاط الحدودية والمؤسسات وعرض ومضات إشهارية بمختلف وسائل الإعلام إلى جانب الرقم الأخضر 3030 والرسائل القصيرة عبر الهواتف النقالة .
وشدد رئيس مصلحة الأمراض المعدية الدكتور محمد يوسفي على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمهنية وعدم التعدي على حقوق المرضى سواء من خلال أخذ صور بالمستشفيات أو إزعاج الأطباء خلال أدائهم لمهامهم خلال هذا الظرف الصعب وذلك لمحاولة الحصول على المعلومات .
وطمأن مدير الصيدلية المركزية للمستشفيات السيد طارق جعبوب بدوره المصالح الاستشفائية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير المخزون الإستراتيجي الكافي لكل المستلزمات الطبية الخاصة بالظروف الاستثنائية من بينها الأقنعة والقفازات والأحذية .
كما استدعت الوزارة كل المنتجين المحليين لهذه المستلزمات –كما أضاف-لتعزيز قدراتهم الإنتاجية وعدم بيع منتجاتهم خارج المستشفيات . وقد قامت كذلك بمساعدة هؤلاء على حل مشاكلهم ومنع البعض الذي اغتنم الفرصة لتكديس وتصدير هذه المنتجات.
ع سمير