سجلت ولاية تيزي وزو إلى غاية، أمس الثلاثاء، أربع حالات مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا 19 و يتعلق الأمر بسيدة تبلغ من العمر 25 سنة، تنحدر من منطقة آث بووادو في دائرة واضية، تم وضعها في الحجر الصحي بالمستشفى الجامعي نذير محمد.
و حسب بيان مديرية الصحة و السكان بالولاية، فقد تم، أمس، إخضاع أربعة أشخاص للحجر الصحي بالمستشفى الجامعي، كما تم عزل أربعة آخرين في بيوتهم، للاشتباه في إصابتهم بالفيروس، في انتظار نتائج تحاليل معهد باستور، فيما وصل عدد الحالات المشتبه فيها منذ تفشي الفيروس في الولاية، إلى أكثر من 30 حالة، أغلبها عادت إلى منازلها بعد تأكيد التحاليل المخبرية أنها سلبية.
و قالت مصادر طبية، بأن جميع الحالات المسجلة على المستوى المحلي مستوردة و كانت الحالة الأولى التي أعلنت عنها مديرية الصحة و السكان يوم، الخميس الماضي، سُجلت على مستوى منطقة بوزقان الواقعة شرق تيزي وزو و يتعلق الأمر بشاب عائد من فرنسا يوم الفاتح مارس الجاري و يبلغ من العمر 39 سنة، تم عزله بالمؤسسة الإستشفائية العمومية مغنم لوناس بعزازقة، أين يخضع للعلاج.
أما الحالة الثانية، فقد سُجلت يوم 14 مارس و هي لرجل يبلغ من العمر 45 سنة، خضع للحجر الصحي بالمستشفى الجامعي نذير محمد، بعد ثبوت إصابته بالفيروس حسب نتائج تحاليل معهد باستور بالجزائر العاصمة و كان المعني قد عاد من فرنسا بعد أسبوع من إقامته بها في زيارة عائلية، كما سجلت مديرية الصحة حالة ثالثة في نفس اليوم، لسيد يعمل كسائق حافلة للنقل الجماعي بمنطقة عين الزاوية في دائرة ذراع الميزان، نقل معه مغتربين اثنين من مطار هواري بومدين الدولي، قدما من فرنسا و تسببا في إصابته بالعدوى.
و حسب مدير الصحة و السكان لولاية تيزي وزو، البروفيسور عباس زيري، فقد تم وضع مخطط استعجالي لمحاربة فيروس كورونا، بتسخير كافة الإمكانيات المتوفرة لحماية السكان من هذا الوباء، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص المستشفيات التي لم تستلم بعد أو مراكز التكوين المهني و الإقامات الجامعية، إن تطلب الوضع عزل المصابين بالمرض أو الحالات المشتبه فيها، مع توفير طاقم طبي للسهر على علاجهم.
و تم، مؤخرا، تنصيب خلية أزمة على مستوى الولاية، تضم مختلف القطاعات التي ستكون مهمتها تنظيم إجراءات توعية و رفع درجة اليقظة بين المواطنين و ضمان تنسيق أفضل بين مختلف الأطراف المعنية لمواجهة أي خطر لانتشار فيروس كورونا .
وعقد البروفيسور عباس زيري، اجتماعا مع مدراء مختلف المؤسسات الصحية بالولاية، لمناقشة الوضع و تهيئة هؤلاء لمجابهته، كما عقد اجتماعا آخر مع المختصين في علم الأوبئة، رفقة أطباء مصالح الوقاية العامة، من أجل تكوين الممرضين و الأطباء و أصدرت إدارة المستشفى الجامعي نذير محمد، قرارا يمنع زيارة المرضى في المستشفيات كإجراء احترازي للوقاية من انتشار الفيروس و شدد البروفيسور زيري، على أن الوقاية هي الوسيلة الفعالة الوحيدة لوقف انتشار الوباء.
من جهته البروفيسور ارزقي تيبيش من مصلحة علم الأوبئة التابعة للمستشفى الجامعي، فقد أكّد على أنه لا يجب زرع الهلع و الخوف وسط المواطنين، إلا أنه يجب التركيز على التوعية و اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب انتشار الوباء من شخص لآخر و على الجميع أن يساهم في التوعية، مؤكدا على أن كل شخص معرض للعدوى بالطرق المعروفة و أبرز أعراض المرض، تتجلى في صعوبات التنفس، لأن الفيروس يؤثر على الجهاز التنفسي و القصبات الهوائية.
و لفت إلى أن مستشفى تيزي وزو، قد خصص مصلحة الأمراض المعدية للحجر الصحي، لتوفيرها على الوسائل و المعدات الضرورية للعزل و متابعة المرضى، مشيرا إلى مراقبة الوضع و متابعته باستمرار، لتزويد المصلحة بالإمكانيات اللازمة و تفادي انتقال العدوى بين المقيمين فيها.
و أصدرت خلية الاتصال لولاية تيزي وزو، أمس، بيانا أعلنت فيه أنه و تنفيذا للتعليمات الوقائية ضد فيروس كورونا، قامت السلطات الولائية بغلق جميع الأماكن العمومية و الحدائق و الملاعب الجوارية و رياض الأطفال و مؤسسات الطفولة الصغيرة، من أجل الحد من انتشار الفيروس و أضاف البيان، بأن الجهات المختصة تعلم المواطنين بأن احترام الإجراءات الوقائية أمر ضروري، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.
فيما شُرع مختلف المصالح الولائية، في تطهير و تعقيم جميع الأماكن التي يجتمع فيها المواطنون و المرافق العمومية، مثل الدوائر و البلديات و مراكز البريد و الإدارات و غيرها. سامية إخليف