شهدت، أمس، مدينة البليدة، استعمالا واسعا للكمامات الطبية، من طرف المواطنين الذين قلت حركتهم في الشوارع و الأسواق، في حين لم تنقطع الحركة بشكل نهائي و بقي التجار يمارسون نشاطهم بشكل عادي، فيما تباينت الإجراءات الوقائية من طرف المواطنين لتفادي انتشار الفيروس، بحيث في الوقت الذي استجاب بعض المواطنين، بقي آخرون غير مبالين بالوباء الذي تحول إلى أزمة عالمية و اكتظت، أمس، عدد من المقاهي و مطاعم الأكل السريع بروادها.
و من خلال الجولة التي قادتنا، أمس، إلى وسط مدينة البليدة، لاحظنا الاستعمال الواسع للكمامات الطبية من طرف كل الفئات العمرية و علامات الذعر و الخوف بادية على المواطنين، من خلال السير في أماكن مفتوحة بعيدا عن الاحتكاك بالأشخاص الآخرين و تفادي المواقع المكتظة.
لكن في نفس الوقت و من خلال جولة قمنا بها في سوق «بلاصة النصارى» بوسط المدينة، فإن الحركة التجارية لم تنقطع و التجار ظلوا يمارسون نشاطهم بشكل عادي، بالرغم من تراجع الإقبال من طرف المواطنين، حيث انعدمت مظاهر الزحمة التي يعرفها هذا السوق في باقي الأيام، كما تباينت الاستجابة للإجراءات الوقائية التي أعلن عنها من طرف الأطباء و السلطات العمومية، بحيث في الوقت الذي لجأ بعض المواطنين و التجار لاستعمال الكمامات الطبية و القفازات، فإن هناك مواطنين آخرين يمارسون حياتهم بشكل عادي غير مبالين بهذا الفيروس.
كما أن بعض المقاهي في المدينة، لجأ أصحابها لغلقها طواعية، على الرغم من عدم صدور أي قرار من السلطات العمومية بغلق المقاهي و آخرون لجؤوا لسحب الكراسي من المقاهي لتفادي تجمع المواطنين، في حين أن مقاهي أخرى لا تزال مكتظة بروادها و هو ما رصدناه بعدد من المقاهي بباب السبت و حي سيدي عبد القادر و لم يبال روادها بهذا الفيروس و كأنه لا حدث و نفس المشاهد رصدت بمطاعم الأكل السريع بمدينة البليدة، حيث العديد منها كانت مكتظة بروادها و في السياق ذاته تعالت، أمس، نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين بالولاية، يدعون لضرورة إصدار قرارا بغلق المقاهي و تجميد النقل العمومي لتفادي انتشار الفيروس، كما جرى مع دور العبادة التي أغلقت، أمس، و تم الاكتفاء برفع صوت الآذان فقط، في حن لجأ بعض المواطنين للصلاة جماعة بمداخل المساجد، كما حدث مع مسجد المجاهد وسط مدينة البليدة.
و في سياق متصل، حافظت امس أغلب الإدارات العمومية ، أمس، على الخدمات الضرورية بعدد قليل من الموظفين، بعد حالة الهلع التي انتشرت وسطهم و بقيت أغلبية الإدارات العمومية شبه فارغة، أمس، من موظفيها.
من جهة أخرى تزايد الإقبال على الصيدليات بالمدينة على غسول اليدين المعقم و الكمامات الطبية التي نفدت، كما رصدنا بوسط المدينة، شابين يضعان طاولة و يقومان بصنع كمامات طبية بالمناديل، يتم بيعها للمواطنين بسعر 50 دينارا، على الرغم من أنها غير صحية و لا تقي من الإصابة بالفيروس.
و لجأت السلطات العمومية، أمس، لتنظيف و تعقيم أغلب الساحات العمومية و الشوارع، في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا و شارك في هذه الحملات، عدد من الجمعيات و المجموعات الخيرية التطوعية، كما شرعت مصالح متيجة نظافة، في عملية تنظيف واسعة، بعد الانتقادات التي مست هذه المؤسسة نتيجة لانتشار القمامة في مختلف الأحياء و شملت عملية التعقيم و التنظيف، أمس، المدن الكبرى المتمثلة في البليدة، أولاديعيش و بوفاريك، على أن تشمل خلال الأيام القادمة مختلف المدن الأخرى. نورالدين-ع
