لم يحترم المواطنون يوم أمس، مسافة الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا في الطوابير الطويلة التي تشكلت أمام محلات المواد الغذائية بسبب الندرة، في وقت تؤكد فيه إدارة ملبنة نوميديا أن إنتاجها من حليب الأكياس يصل إلى مئتي ألف لتر يوميا، كما انخفض إنتاج الخبازين بنسبة كبيرة بسبب إعراض المواطنين عن اقتنائه.
و تجمع العشرات من المواطنين أمام نقطة البيع الخاصة بملبنة نوميديا في سوق «فيروندو» بوسط المدينة، حيث لاحظنا عدم وجود مسافة السلامة للوقاية من الفيروس التاجي «كوفيد 19»، و اقترب الزبائن من بعضهم البعض غير مبالين بظروف الوباء التي تمر بها البلاد، بينما لم يستمر وقوفنا بعيدا عنهم لملاحظة الوضع ليُعلن الموظف البائع عن نفاد الكمية المتوفرة من الحليب و طلب من المواطنين العودة في وقت لاحق.
و سُجّلت طوابير طويلة لاقتناء مادة الحليب على مستوى نقطة البيع التابعة لملبنة «نوميديا» بالمدينة الجديدة علي منجلي أيضا، حيث ذكر لنا مواطنون أن بعض التجار باعوه بسعر خمسين دينارا للكيس الواحد، بعدما استفادوا من التوزيع دون غيرهم من أصحاب محلات المواد الغذائية، بينما تساءل محدثونا عن وجهة الكميات الكبيرة من الحليب التي يتم بيعها في ظل غلق المقاهي و المطاعم و جميع المحلات التجارية التي تعتمد عليه بصورة مكثفة، فيما أوضح لنا سكان من الوحدة الجوارية رقم 13 أن أحد المحلات تحول إلى بيع كيس الحليب بسعر خمسين دينارا كما يفرض على الزبائن اقتناء كيسين من الحليب العادي و آخر من حليب البقر، كما أكدوا لنا أن البائع ينتهج هذه الطريقة منذ عدة أيام.
و سجلت الندرة في بعض النقاط على مستوى أحياء الجهة الشرقية من مدينة قسنطينة على غرار حي سيدي مبروك السفلي، الذي تحدثنا فيه مع أحد البائعين و أكد لنا أن الحليب متوفر لكنّ التهافت الكبير هو ما يتسبب في نفاده بسرعة، بينما أكد بائع آخر أنه لم يستلم حصته من حليب البودرة ولا من حليب البقر، الذي تمكن مواطنون من الحصول عليه من حي الدقسي.
وطمأن المدير العام لملبنة نوميديا بولاية قسنطينة في اتصال بالنصر، أن مخزون المؤسسة من مادة الحليب كاف، مشيرا إلى أن كمية الإنتاج اليومي تقدر بمئتي ألف لتر من الحليب توزع على جميع نقاط البيع بالولاية. وذكر رئيس الفيدرالية الولائية للخبازين التابعة لاتحاد التجار والحرفيين أن إنتاج المخابز قد انخفض خلال الأيام الجارية بسبب المخاوف من انتقال فيروس كورونا إليهم، موضحا أن الانخفاض وصل إلى خمسين بالمئة على مستوى بعض المخابز، فضلا عن أن خبازين اضطروا إلى التخلّص من كميات فائضة بسبب إعراض الزبائن عنها، لكنه أكّد على أنّه من المستبعد جدا تسجيل ندرة.
سامي.ح
