تجاوب جل أصحاب المحلات التجارية بقسنطينة أمس، مع أوامر الغلق الصادرة من الحكومة ضمن الإجراءات الوقائية المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا، فيما أظهر مواطنون استهتارا في التعامل مع الوضع من خلال التجمع في زوايا وأماكن مغلقة، حيث تواجد العشرات منهم بمختلف الأحياء و الشوارع فيما كانت حركية السير عادية بالطرقات، وتدخلت مصالح الأمن لوقف كل خرق للتعليمات من طرف تجار وسائقي سيارات أجرة.
و شهدت شوارع المقاطعة الإدارية علي منجلي، المدينة الأكبر بالولاية، حركة ضعيفة للأشخاص و وسائل النقل في الساعات الأولى من صبيحة أمس وتحديدا في حدود الساعة السابعة و النصف، ولكن سرعان ما بدأ توافد المواطنين نحو الشوارع يرتفع شيئا فشيئا، حيث تجمع أشخاص بمساحات ضيقة، كما اتخذ آخرون مساحة أمام مقهى مغلق من أجل التجمع، وما كان ينقصهم سوى كوب، فيما كانت جل الطرقات مزدحمة وكأن سكان المدينة الجديدة غير معنيين بتعليمات الحجر في المنازل.
واحترم أصحاب المحلات التجارية المعنية بالغلق على غرار المقاهي والمطاعم كل التعليمات والأوامر، حيث لم يفتحوا أبوابهم، باستثناء صاحب مقهى في الوحدة الجوارية 13، قام باستغلال الوضع لبيع القهوة للزبائن خفية، كما تعمد غلق الباب وكأن المحل غير مفتوح، ولكن تفطنت مصالح الأمن وتدخلت مباشرة من أجل غلق المقهى، كما امتنع تجار عن ممارسة نشاطهم رغم أنهم غير معنيين بالغلق على غرار أصحاب أكشاك ومحلات بيع العطور والحلويات وغيرها من النشاطات.
توقيف حافلة و سيارات أجرة
وجاب أعوان الأمن شوارع المدينة بشكل دوري، من أجل مراقبة المحلات التجارية المعنية بالغلق، وكذا منع التجمعات بمحطات النقل، من خلال توفير شرطي على الأقل بمختلف المحطات، حيث تدخلت دورية على مستوى الوحدة الجوارية 8 وقامت بتفريق أشخاص كانوا ينتظرون قدوم حافلة، كما تم تفريق أصحاب سيارات غير شرعية ينشطون على خط الوحدتين 16 و8، كما تم إيقاف حافلة تعمل على خط المدينة الجديدة جبل الوحش، وقام رجال الشرطة بإنزال الركاب و اتخاذ إجراءات في حق السائق.
كما قام رجال الشرطة على مستوى حاجز المحور الدوراني ماسينيسا، بتوقيف عدة سيارات للأجرة قام أصحابها بنقل 4 ركاب ليتم إنزالهم في الحين، هذا وتواجد عدد معتبر من المواطنين في مختلف محطات سيارات الأجرة وخاصة بمحطتين الوحدة الجوارية 6 و 7، فيما قام سائقون بمحطة كوسيدار بنقل راكب واحد على أن يقوم بتسديد ثمن الثلاثة أماكن المتبقية، أي أن كل راغب في التوجه إلى وسط مدينة قسنطينة عليه دفع 400 دج عوض 100 دج.
تنظيم سحب الأموال بمراكز بريدية
وأدى توقف وسائل النقل بعلي منجلي عن العمل، إلى تنقل عشرات المواطنين بين الوحدات الجوارية سيرا على الأقدام، حيث شهدت الشوارع تواجد عدد كبير من الأشخاص جلهم حاملين لأكياس بها مواد استهلاكية، كما عرفت محلات بيع المواد الغذائية إقبالا كبيرا من الزبائن، ولجأ مسؤولو المراكز البريدية إلى غلق الأبواب واعتماد إدخال شخص أو اثنين فقط، فيما لم يحترم بقية المواطنين الإجراء الوقائي بتواجدهم على مسافات قريبة خلال الطابور الطويل، ولفت انتباهنا أن جل المتواجدين أمام مراكز البريد من الشباب، فيما سيتوافد كبار السن بداية من الغد لسحب المعاشات.واعتمدت مؤسسة سياكو لتوزيع المياه نفس الإجراء، حيث تم غلق الأبواب مع إدخال شخص واحد فقط، ليخلفه آخر بعد تسديد الفاتورة، فيما كانت جل البنوك العمومية أو الخاصة شبه خالية من الزبائن، شأنها شأن مؤسسات التأمين ومؤسسة امتياز لتوزيع الغاز والكهرباء الموزعة على علي منجلي، أما الفرع البلدي فقد شهد عزوفا للمواطنين فيما كان عدد الموظفين ضئيلا نسبيا.وأغلقت المراكز التجارية الواقعة في وسط مدينة علي منجلي أبوابها صبيحة أمس، خاصة وأنها عرفت في الأيام الماضية تجمعات كبيرة على مستوى فضاءات التسوق الواقعة بها، كما أغلقت كل الفضاءات الترفيهية ومساحات لعب الأطفال كإجراء وقائي، فيما انتشر الباعة الفوضويون بالأماكن المعهودة ومارسوا نشاطهم في بيع الخضر والفواكه بشكل عادي.وكانت الأجواء بمدينة الخروب شبيهة بعلي منجلي، حيث أغلقت المحلات التجارية مع تقيد تام بأوامر الغلق بها من طرف أصحاب المقاهي والمطاعم، فيما مارست بعض الصيدليات والمخابز عملها بشكل عادي، كما كانت الحركة عادية نسبيا بالنسبة للمواطنين من خلال تشكيل مجموعات تضم بين 3 إلى 4 أشخاص بمختلف الزوايا.
و شهدت طرقات الخروب حركية عادية، كما قامت الشرطة بدوريات بالأحياء لمراقبة المخالفين للأوامر سواء تجار أو ناقلين، فيما عرفت المدينة الجديدة ماسينيسا تواجدا للباعة الفوضيين بمحاذاة سوق بيع الخضر والفواكه، أما بالنسبة لمنطقة وادي حميميم فكانت الأجواء عادية من خلال إقامة تجمعات بين السكان بمحاذاة المقاهي المغلقة، فيما كانت بعض المحلات التجارية مفتوحة على غرار بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه.
و عرفت بلدية عين السمارة حركية ضعيفة صبيحة أمس، حيث كانت الطرقات شبه خالية، فيما تواجد عدد قليل من السكان خارج منازلهم، وطبق أصحاب المقاهي والمطاعم التعليمات إذ وجدناها مغلقة فيما فتحت بعض المتاجر أبوابها أمام الزبائن، أما بخصوص النقل بكل أنواعه فقد كان منعدما تماما، وعلى العكس فقد كان حي زواغي أكثر حيوية حيث تواجد شباب في شكل مجموعات بمختلف الأماكن، مع انتشار التجارة الفوضوية إضافة إلى فتح بعض المحلات أبوابها على غرار الخاصة ببيع المواد الغذائية.
شوارع شبه خالية
والتزم أصحاب جل المحلات الواقعة في وسط مدينة قسنطينة، بأوامر الغلق، حيث كان شارع عبان رمضان شبه خاليا ، كما لم يزيد عدد المحلات التجارية التي فتحت أبوابها عن 5، رغم أنه يعد من أكثر الشوارع حيوية في الأيام العادية، ولم يختلف الحال بالنسبة لبعض الأحياء الرئيسية على غرار بلوزداد، كما كان حي قدور بومدوس شبه خاليا من المارة، كما أغلق التجار محلاتهم باستثناء محل لبيع المواد الغذائية ومخبزة.
حال حي سيدي مبروك لم يختلف عن سابقيه، حيث كانت جل المحلات مغلقة، مع انعدام تام لوسائل النقل، فيما كانت حركة المواطنين ضعيفة، كما فتحت بعض الإدارات والمؤسسات العمومية أبوابها بشكل عادي على غرار البنوك ومؤسسات التأمين، واختلف الوضع في حي القماص أين كانت حركة السكان عادية، فيما امتنع أصحاب المقاهي والمطاعم عن مزاولة نشاطهم، كما وجدنا الحركة ضعيفة في شوارع حي بكيرة مقارنة بالمألوف. و شهدت عين عبيد غلقا كليا للمطاعم والمقاهي، و فتحت محلات بيع المواد الغذائية والمخابز أبوابها، كما عرفت الشوارع حركية ضعيفة تجاوبا مع نداءات أعوان الحماية المدنية التي قامت بدورية لتوعية السكان عبر مكبرات صوتية، فيما قامت شركة خاصة بتوزيع 200 قنطار من السميد لبيعها للمواطنين بالتنسيق مع البلدية، و هي عملية عرفت تدافعا كبيرا، كما كانت شوارع بلديتي بن باديس وأولاد رحمون شبه خالية أمس، مع غلق تام للمطاعم والمقاهي فيما مارس تجار بيع المواد الغذائية والخضر والمخابز نشاطهم بشكل عادي.
الأمن يدعو للبقاء في المنازل عبر مكبرات صوتية
وعموما عرفت شوارع قسنطينة حركة عادية بالنسبة لبعض المناطق فيما تمتع مواطنون بمناطق أخرى بوعي كبير من خلال عدم مغادرة منازلهم، كما لاحظنا غيابا كليا للأطفال في الشوارع بمختلف الأحياء.و حثت مصالح الأمن المواطنين على ابقاء في منازلهم، من خلال استخدام شاحنات مزودة بمكبرات صوتية، جابت مختلف أحياء وشوارع وسط المدينة، لتدعو المواطنين إلى التحلي باليقظة وبروح الوعي والمسؤولية والالتزام بالتدابير الصحية الضرورية لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، كما طالبت السكان بالبقاء في منازلهم وتفادي تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر مذكرة بأن حماية الأرواح مسؤولية الجميع، كما قامت شاحنات أخرى تابعة للأمن بتعقيم النقاط التي تعرف تجمعات كبيرة على غرار ساحة أول ماي و شارع عبان رمضان، فيما أغلق مدخل سوق الرحبة الذي عادة ما يعرف تواجدا مكثفا للمواطنين.
حاتم/ب