عرفت محلات بيع المواد الغذائية بولاية قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين تهافتوا على مادتي الزيت والسكر خلال آخر يومين، حيث تشكلت طوابير طويلة نفدت معها معظم الكميات في ظرف وجيز، في حين أكد اتحاد التجار أن هذه الأزمة حركتها إشاعات، حيث طمأن بأن مخزون الولاية يكفي لعدة أشهر مقبلة.
فوضى وطوابير طويلة وسيارات محملة بقارورات الزيت وأكياس السكر من الحجم الكبير، هي المظاهر التي بدأت منذ مساء الخميس إلى غاية أمس، حيث عرفت مختلف المحلات التجارية في جل المناطق بقسنطينة، إقبالا كبيرا على المادتين حيث حدثت فوضى في عشرات نقاط البيع لرغبة كل مواطن في شراء كميات كبيرة، ما أدى لنفاد السلع بالمحلات وكذا لدى تجار الجملة، لتتواصل رحلة مسابقة الزمن من طرف مواطنين فشلوا في اقتناء الزيت و السكر إلى غاية أمسية أمس.
واستثمر بعض التجار في تهافت المواطنين من خلال رفع سعر قارورة الزيت ذات 5 لتر، حيث بيعت بأثمان وصلت إلى 660 دج للقارورة رغم أن ثمنها لم يكن يتجاوز 570 دج قبل 3 أيام، يأتي ذلك بعد أن انتشرت إشاعات مفادها أنه ستحدث ندرة في مادتي السكر والزيت، و قال أصحاب محلات بأنها راجعة ربما إلى قيام تجار من ولايات شرقية باقتناء كل الكميات المتوفرة في أسواق الجملة بغرض تخزينها، فيما افترض البعض أن الغرض من إطلاق الشائعات هو تسويق أكبر كمية ممكنة من المادتين.
وأكد للنصر المكلف بالاعلام بالمكتب الولائي لاتحاد التجار، بوقرن عبد العزيز، أنه اتصل بأصحاب محلات تجارية وكذا تجار جملة، وأكدوا له أنهم لم يستوعبوا التهافت الكبير على السكر والزيت، موضحا أن الكميات المخزنة لدى بائعي الجملة نفدت كلها، مضيفا أن الإقبال غير المسبوق على المادتين فاجأ أعضاء الاتحاد بعد رواج إشاعات حول تسجيل ندرة مستقبلا، مطمئنا المواطنين بتوفير كميات من المواد الغذائية وخاصة الزيت و السكر المطلوبين بقوة، و ذلك بداية من اليوم السبت.
وأوضح بوقرن أن جل التجار يقتنون سلعهم يوم السبت من كل أسبوع، حيث وعدوه بأن كل المواد الغذائية ستكون متوفرة بالكميات اللازمة، مضيفا أن المصانع والمتعاملين الاقتصاديين أكدوا أن مخزون المواد الغذائية بقسنطينة كاف لعدة أشهر. وبخصوص الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد في ظل ندرة بعض المواد، رد بأن أعضاء من هذه الهيئة سيجوبون مخازن تجار الجملة والتجزئة بداية من اليوم، من أجل تسجيل النقائص والمشاكل بخصوص توفر مختلف المواد الغذائية، مع تسجيل كل التحفظات من أجل حلها في أقرب الآجال.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة، الملازم الأول للشرطة بلال بن خليفة، أن مصالح الشرطة حجزت مساء أول أمس الخميس كميات من المواد الغذائية، أغلبها سكر و زيت، و ذلك داخل مركبة تم توقيف صاحبها على مستوى الحاجز الأمني بمعبر ماسينيسا، حيث وجهت له تهمة ممارسة نشاط تجاري غير قار دون القيد في السجل التجاري، مضيفا أن تفاصيل أكثر عن هذه القضية ستنشر لاحقا في بيان إعلامي.
حاتم/ب