يؤكد الطاقم الطبي بمستشفى الإخوة سعد قرمش بسكيكدة، بأن المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19 يوجدون في صحة جيدة، ويتماثلون للشفاء بعد إخضاع عدد منهم لبروتوكول العلاج الجديد، بالموازاة مع تسجيل خروج 9 منهم، تماثلوا للشفاء، بينما يؤكد مدير المستشفى، بأن الوضع متحكم فيه وتحت السيطرة، واصفا المهمة في مجابهة الفيروس بالجهاد.
النصر وبغرض الوقوف على مراحل علاج المصابين بالفيروس بهذا المستشفى، تقربت من الطاقم الطبي والشبه طبي المشرف على علاج و متابعة المرضى، ونقلت كل التفاصيل والشروح المتعلقة باستقبال الحالات المشتبه به و المؤكدة وطرق علاجها، إلى غاية شفائها وخروجها من المستشفى.
هكذا يتم استقبال الحالات المشتبه فيها أو المؤكدة
بعد حصولنا على موافقة من مدير الصحة تبر محي الدين، كانت وجهتنا مستشفى الإخوة سعد قرمش بوسط المدينة، الذي تم تحويله إلى مستشفى خاص بالمصابين بفيروس كوفيد 19، بعد نقل المرضى الماكثين به إلى مستشفى عبد الرزاق بوحارة، وكان في استقبالنا مديره خالدي بوعزيز، الذي حولنا بدوره إلى مسؤول مصلحة الأمراض والأوبئة كمال عليوة، حيث أكد بأن مهام القائمين على المصلحة، السهر على متابعة كل كبيرة وصغيرة بالمستشفى وعملها تنسيقي بالدرجة الأولى بين الطاقم الطبي والشبه طبي و مديرية الصحة وإدارة المستشفى وكذا مصلحة العلاج الفوري بمستشفى عبد الرزاق بوحارة (صامو)، التي تتكفل باستقبال حالات الأشخاص، الذين لديهم شكوك في حملهم للفيروس، قبل أن يتم تحويلهم إلى المستشفى، من طرف الحماية المدنية بعد التأكد من حالة الإصابة.
وأشار رئيس المصلحة كمال عليوة، أنه لاحظ بأن الكثير من الأشخاص الذين تنتابهم شكوك بحملهم للفيروس، من خلال بعض الأعراض، تجدهم يقعون في الخطأ، حيث يتوجهون إلى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بمستشفى الاخوة سعد قرمش، من أجل إجراء الفحص و التأكد من مدى اصابتهم بالفيروس.
و أوضح محدثنا أن المصلحة قامت بتنظيم حملات توعية وتحسيس في هذا الشأن لفائدة المواطنين لشرح الجهة التي تتكفل بهذه المهمة، وهي مصلحة العلاج الفوري «صامو»، من خلال إجراء التحقيق الوبائي ومعرفة الأشخاص الذين احتكوا بهم، وكذا المناطق التي تنقلوا إليها وغيرها من الأسئلة، وفي حالة تأكد الطبيب من وجود اشتباه، يتم الاتصال بالحماية المدنية لنقل المشتبه فيه إلى المستشفى، أين يتم وضعه في الطابق المخصص لهذه الحالات، على أن يتم في كل هذه الخطوات الانضباط بالجانب الوقائي لتفادي انتقال العدوى.
مسنون مصابون بأمراض مزمنة قاوموا الفيروس وتماثلوا للشفاء
رئيسة مصلحة الأمراض المعدية الدكتورة نادية فزاز، التي تشرف على علاج ومتابعة حالة المصابين بالفيروس وكذا المشتبه بهم، قدمت لنا صورة تشخيصية للمرضى، منذ بداية استقبال أول مصابة من تمالوس إلى غاية الوقت الحالي، أين بلغ عدد المصابين مثلما قالت لغاية يوم الخميس الماضي، 21 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، تتراوح أعمارهم بين 18 شهرا إلى 83 سنة، بينهم نساء و رجال، وكذا شيوخ و شباب، بينما توجد 11 حالة مشتبه فيها تنتظر ظهور التحاليل، إن كانت سلبية أم إيجابية.
وبخصوص الحالات التي شفي أصحابها في الدفعة الأولى، ونقصد بهم المغتربة من تمالوس وأربعة آخرين من بلدية أولاد أعطية بينهم مغتربة واحدة من القل، أكدت الطبيبة فزاز بأن إصابتهم كانت خفيفة، ولم تكن شديدة لدرجة الخطورة، كما أن البعض منهم لم تظهر عليهم الأعراض، رغم حملهم للفيروس، مؤكدة بأن خروجهم من المستشفى، كان بعد شفائهم من الفيروس، حيث جاءت نتائج التحاليل الأولى والثانية سلبية.
وهنا أشارت، إلى أن بعض المصابين ورغم تقدمهم في السن ومعاناتهم من أمراض مزمنة كالسكري والضغط، لكنهم تمكنوا من مقاومة الفيروس والتغلب عليه، وهذا ربما لأن لديهم مناعة قوية، حسبما أضافت.
وضمن ذات السياق أشارت المتحدثة، أن إجراء هذه التحاليل تكون بعد التأكد من زوال أو انخفاض درجة حرارة المصاب، منذ أول يوم من دخوله المستشفى، فإن كانت سلبية ننتظر مرور 24 ساعة لإجراء التحاليل الثانية و إن كانت سلبية يسمح للمصاب بالمغادرة، أما في حالة ما إذا كانت ايجابية، فيتم انتظار ثلاثة أيام أخرى لإجراء تحاليل جديدة، وهكذا تتم العملية مع بقية المصابين.
مريض تماثل للشفاء في 10 أيام و رضيع يوجد في صحة جيدة
أما بقية المصابين فقد تم حسب الطبيبة فزاز إخضاعهم لبروتوكول العلاج الجديد، وذلك وفق تعليمات وتوجيهات وزارة الصحة، حيث يخضع إليه حاليا خمسة مصابين من ضمن 13 مصابا لمدة عشرة أيام، مؤكدة «نقوم خلالها بفحص المصاب بجهاز سكانير لمرتين، الأولى عند بداية العلاج والثانية في اليوم العاشر والأخير من فترة العلاج، وفي حال جاءت النتائج سلبية لكليهما، يتم خروج المريض من المستشفى».
وأضافت المعنية «العلاج أثمر والحمد لله بتماثل أول حالة للشفاء، وقد غادر المستشفى يوم الخميس الفارط، ونرتقب شفاء حالات أخرى، خاصة وأن هذا النوع من العلاج، أعطى نتائج مرضية، كما أن المرضى استجابوا للعلاج وهم حاليا في صحة جيدة، وهذا ما يبشر بنتائج وأخبار سارة في قادم الأيام إن شاء الله».
وذكرت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية، أن هذا النوع من العلاج لا يمكن تقديمه كدفعة واحدة، وإنما على شكل دفعات، مع إبقاء المرضى تحت المراقبة والمتابعة، لا سيما وأن الحالات التي وصلت المستشفى كلها عائلات، مثل تلك التي تضم ستة أفراد بينها رضيع عمره 18 شهرا.
وفي هذا الخصوص أكدت الطبيبة، بأن الطفل، يوجد في صحة جيدة و حالته لا تبعث على القلق، خاصة وأنه متواجد بالقرب من والديه ويقضي وقته في اللعب بالألعاب، التي يجلبها له الأهل والأقارب، والبعض من المتبرعين، كما أن صغر سنه لا يسمح بإخضاعه لبروتوكول العلاج.
هكذا يتم عزل المصابين والمشتبه فيهم ومتابعة حالتهم
من جهته، أوضح رئيس مصلحة الأمراض الوبائية كمال عليوة، أنهم كانوا يخشون من الشخص الذي أصيب بالفيروس ببلدية صالح بوالشعور، أن ينقل العدوى لعائلته التي تتكون من 14 فردا ولحسن الحظ أن العدوى، انتقلت لثلاثة أفراد فقط، بينما غادر هو المستشفى بعد تماثله للشفاء، لكن أكد محدثنا، بأن هذا الشخص عليه البقاء تحت الحجر المنزلي طيلة 14 يوما كإجراء وقائي، لأن زوال الفيروس من الجسم حسب الأخصائية فزاز يتطلب فترة من ثمانية أيام إلى 37 يوما، وبعدها يبدأ الفيروس في التلاشي، وتكون قدرته ضعيفة جدا لنقل العدوى والانتشار.
وذكرت الطبيبة فزاز، أن الطابق الأول من المستشفى، تم تخصيص أجنحته لحالات المشتبه بهم، وهم صنفان حسبها، مشتبه به خطر إيجابي، ومشتبه به خطر سلبي، يشرف عليه أخصائي في الأمراض الصدرية والتنفسية، حيث يتم فحص الحالات التي يتم استقبالها، مع طرح أسئلة عليها، وعند التأكد من وجود أعراض للفيروس، يتم الإبقاء على المصاب بالمصلحة في غرفة منفردة، وأخذ عينة من الدم وإرسالها لملحق مخبر باستور بقسنطينة.
وفي المرحلة الثانية، تضيف المتحدثة، «ننتظر نتائج التحاليل إن كانت ايجابية، فيتم تحويله للطابق الثالث الذي يضم أصحاب الحالات المؤكدة الحاملة للفيروس، وهناك نعيد فحص المصاب، ولما نتأكد من إصابته بالفيروس، يشرع في متابعة العلاج، مع أخد بعين الاعتبار بقية الأمراض التي قد يعاني منها المريض سواء السكري أو الضغط الدموي».
وفي هذا الصدد تتدخل الأخصائية في الأمراض المعدية حدة كابويا، لتضيف أن متابعة المرضى تكون يوميا وبصفة مستمرة ودقيقة ونلاحظ تناوله للدواء ومدى استجابته للعلاج، حيث أنه في بعض الأحيان تحدث مضاعفات للمريض، لا سيما في التنفس ويكون التشاور بين مختلف الأطقم الطبية لإسعافه، فغالبا ما يكون المشكل يتعلق بانخفاض التنفس تحت درجة 90، لأن المتعارف عليه علميا حسبها، «أن الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي ويتم وضع الشخص المصاب في غرفة الانعاش ويبقى تحت المراقبة إلى حين تحسن حالته»، وحاليا يتواجد شخص مصاب فقط،يعاني من ضيق في التنفس، بينما توفي المصاب الثاني، الذي كان في غرفة الانعاش يوم الأحد، بعد تأزم حالته.
وتضيف الطبيبة نادية فزاز، أن المستشفى في طابقه الثاني يتوفر على جناحين، به ست قاعات، يمكن تخصيصها للمصابين من عائلة واحدة، بغرض المحافظة على الأجواء العائلية، لأن ذلك يساعدهم من الناحية البسيكولوجية، على التغلب على القلق ومواجهة الفيروس، وجناح آخر طاقته تتسع لـ 12 مريضا، إضافة إلى جناح ثالث في قسم الانعاش يستوعب 22 مريضا، وفي حالة عجز في الأسرة، يتم اللجوء إلى الطابق الأرضي.
وتضيف المتحدثة أنهم يحرصون جيدا على عزل حالات المشتبه بهم، ووضعهم في جناح خاص، كل في غرفة منفردة، ولا يمكن جمعهم مع الحالات المؤكدة، لتفادي انتقال العدوى، بينما يمكن الجمع بين حالتين مؤكدتين ووضعهما في غرفة واحدة، حسب ما تضيف الطبيبة.
مرضى لم يتقبلوا الإصابة وأحدهم اتهمنا بنقل العدوى له
وذكر أعضاء الطاقم الطبي والشبه طبي، أن تعاملهم اليومي مع المصابين، كشف بأن العديد منهم، لم يتقبلوا فكرة إصابتهم بفيروس كورونا، وكانت بادية عليهم حالة القلق، لدرجة أن البعض منهم صدرت عنهم سلوكات وتصرفات غير لائقة، ومنهم من اتهمنا بأننا نقلنا له الفيروس، مضيفين «لكننا لم نتأثر وحافظنا على هدوئنا وقمنا بواجبنا المهني، كما يمليه علينا الضمير المهني، لأننا ندرك جيدا نفسية المريض وما يعانيه من قلق قرابة 15 يوما، ونسعى لتوفير كل ظروف الراحة لهم».
وأكدت الطبيبة حدة كابوية أن المتابعة النفسية ضرورية جدا للمرضى، وذلك كما قال «حتى نرفع من معنوياتهم لأنهم في حاجة ماسة إلى دعم معنوي للتخفيف من قلقهم، لا سيما وأنهم يتواجدون بمفردهم داخل قاعات طيلة 14 يوما، وربما أكثر وبالتالي يصيبهم القلق والملل والضجر، نتيجة لبعدهم عن أفراد العائلة».
وأضافت المعنية، أن أعضاء الطاقم الطبي كانوا في بداية الأمر يتخوفون عند التعامل مع المرضى، بحكم أن المرض جديد وليس لديهم خبرة مسبقة عنه، لكن بمرور الوقت تم التخلص من عقدة الخوف، بفضل الممارسة والخبرة التي اكتسبوها، وأصبح التعامل يتم بصفة عادية وطبيعية، لا سيما مع الحرص على إتباع الطرق الوقائية، من خلال التعقيم اليومي للقاعات والمصالح الاستشفائية وارتداء اللباس ووسائل الوقاية.
رئيسة مصلحة شبه الطبي اسمهان بن ثابت : كل خطوة مدروسة في التعامل مع المصابين ولا شيء للصدفة
تؤكد منسقة مصلحة الوقاية اسمهان بن ثابت، أن الاحتكاك اليومي بالمرضى، يكون مدروسا بشكل دقيق، وأن كل خطوة تكون بألف حساب، لأن طبيعة المرض تقتضي حسبها، التعامل بحذر شديد، من خلال الحرص على متابعة كل كبيرة وصغيرة، انطلاقا من العمل الاداري في ملأ استمارات المرضى، وأخذ عينات الدم ونقلها للمخبر بقسنطينة، و كذا العمل الطبي من خلال الاتصال مع الأطباء وتقديم الدواء للمرضى، والتنسيق مع مختلف المصالح ومديرية الصحة، وكذا المرضى، منذ استقبالهم وإلى غاية مغادرتهم المستشفى.
وهنا أوضحت المتحدثة أن الجانب المتعلق بالنظافة والتعقيم، لا يمكن التغاضي عنه، فه مسألة بالغة الأهمية وحساسة جدا، على حد تأكيدها، إذ لا يمكن التغافل، مع الحرص الدائم على تذكير الممرضين وكذا عمال النظافة بضرورة أخد كامل احتياطاتهم الوقائية، وارتداء اللباس وتعقيم الغرف والأروقة، تضيف المتحدثة، التي أشارت إلى أنه تم تخصيص ممر خاص لعمال النظافة لوضع النفايات الاستشفائية في أكياس خاصة لونها أصفر، ليتم حرقها لتفادي انتقال العدوى، فأي خطأ يكلف صاحبه غاليا، وبالمناسبة توجهت المعنية بشكرها الخاص لأعوان الشبه طبي وعمال النظافة الذين يقومون بمجهودات جبارة، لأنهم الفئة الأكثر قربا وبقاء مع المرضى يوميا، حسب ما أكدت.
وضمن هذا السياق، أوضحت المتحدثة، أن مديرية الصحة، وبالتنسيق مع مدير المستشفى، قرر تخصيص نزل «المعلم» لإقامة أعوان الشبه طبي، بعيدا عن أسرهم، من أجل تجنب احتمال نقل العدوى لهم.
الممرض عواطي نور الإسلام : عدم وعي بعض المرضى يزيد من حجم الخطر
يؤكد الممرض نور الإسلام عواطي، أنه يعمل بالطابق الخاص بالمصابين، وروى لنا يوميات عمله مع المرضى، حيث وصف مهمته بالصعبة نظرا لحساسية المرض وخطورته وسرعته في الانتشار، إذ يحرص، كما قال، على اتباع الطرق الوقائية، بداية من ارتداء اللباس الواقي في غرفته في الطابق الأرضي، وعند صعوده يشرع في تعقيم الرواق وكل شيء يجده أمامه يشك أنه قد يلمسه، وبعدها يدخل لقاعة المرضى.
وأضاف المعني، أنه بعد الانتهاء من عملية التعقيم، يشرع في مراقبة حالة المرضى، من حيث الضغط أو الحرارة، وفق ما دونه الأطباء في البطاقة الاستشفائية، مشيرا إلى أنه هناك من المرضى من يعتبر الفيروس مزحة، لدرجة أنهم يجزمون بأنهم ليسوا بمرضى، وهو ما يزيد من حجم الخطر علينا، بينما هناك آخرون تقبلوا الأمر وتعاملوا معه بشكل طبيعي، ولذلك يضيف، لا بدأن تحسب كل خطوة تخطوها وتدرك معناها ولا مجال للصدفة.
مدير المستشفى خالدي بوعزيز : نحن في جهاد و"الفايسبوك" زاد في تهويل الوضع
أوضح مدير مستشفى الإخوة سعد قرمش خالدي بوعزيز، أن الكل متجند لمجابهة جائحة كورونا، واصفا مهامهم بالجهاد، نظرا لصعوبة وحساسية الوضع، مشيرا إلى أن المستشفى يتوفر حاليا على جميع الامكانيات البشرية، من طاقم طبي و أخصائيين في الأمراض الصدرية والتنفسية والأوبئة والأمراض المعدية، وكذا أطباء في الأشعة والتخدير والإنعاش، بالإضافة إلى طاقم شبه طبي وعمال.
وأضاف المتحدث أن الوضع متحكم فيه وبأن الجميع مجند 24/24 وفق الإمكانيات المتاحة، بينما أكد بأن التبرعات من الوسائل والتجهيزات والمستلزمات الطبية لا تزال تسير بصورة جد محتشمة و ليست في مستوى التطلعات و كذا أهمية وحساسية الوضع.
مضيفا أنه يتوجه بنداء للناس بضرورة الكف عن الاشاعات التي يروجونها في شبكات التواصل الاجتماعي، و التي تسببت في تهويل الأمور والتأثير على المعنويات، وبالتالي فمن لديه كلمة طيبة فليقلها ومن ليس له كلمة طيبة فأحسن له أن يلتزم الصمت، حسب يختتم المدير حديثه.
كمال واسطة