عرفت محلات بيع الزلابية بعنابة، أمس، إقبالا كبيرا، حيث تشكلت طوابير أمام محلات صناعتها، لاقتناء هذا النوع من الحلويات التقليدية التي يكثر استهلاكها في شهر رمضان .
و وقفت النصر بوسط مدينة عنابة، في ثالث يوم من شهر رمضان، على لهفة الصائمين الذين توافد الكثير منهم لشراء مختلف أنواع الحلويات المعسلة، خاصة الزلابية بأنواعها، حيث بدأ المواطنون يتجمعون أمام محلات بيع الحلويات التقليدية باكرا، بداية من الساعة العاشرة صباحا، في حين شرع أصحابها في عملية البيع بعد تحضير كميات كبيرة، كانت جاهزة للتسويق مع الساعات الأولى.
و رصدت النصر عند الاقتراب من بعض محلات الزلابية، مظاهر شراء بنوع من اللهفة، كون هذه الحلويات اختفت في اليومين الأولين من رمضان، بسبب فرض إجراءات منع ممارسة هذه الأنشطة و مع إعلان رفع المنع من قبل الحكومة، أمس الأول، سارعت أمس جميع المحلات المعروفة ببيع هذا النوع من الحلويات في شهر رمضان، للفتح بصفة رسمية، فيما فتحت بعضها في اليوم الأول و أنتجت كميات قليلة لبيعها بطريقة غير علنية.
و عبر أحد المواطنين من الذين اقتربت منهم النصر، عن سعادته الكبيرة بعودة نشاط صناعة الزلابية، قائلا «رمضان بلا زلابية ميحلاش، راني مصدقتش كي رجعوا يخدموا»، كما كانت كمية شراء المواطنين للحلويات المعسلة، كبيرة على غير العادة.
كما لاحظنا عند انتظار الدور للشراء، عدم احترام التباعد بين الزبائن، حيث كانوا متلاصقين و في بعض الأحيان يحصل تدافع للظفر بالطلب أولا، بحيث لم تتم مراعاة إجراءات الوقاية من الفيروس، كما لم يتم وضع الكمامات، سواء لدى الزبائن أو أصحاب المحلات، الذين يقدمون الحلويات دون لبس القفازات، ما يستدعي ضبط هذا النوع من الأنشطة التي تعرف إقبالا للمواطنين في شهر رمضان و في هذا الشأن، دعت جمعية حماية المستهلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، أصحاب المحلات، للتقيد بالتعليمات الوقائية أثناء مزاولة نشاطاتهم.
و لاحظت النصر، أمس، فتح عدد محدود من محلات صناعة الحلويات المعسلة، حيث أرجع بعض أصحاب المحلات ذلك، إلى عدم قدرتهم على استئناف النشاط، لندرة مادة السميد في المحلات، بحيث لا يمكن توفير كميات كافية للمعدل اليومي و هو ما وقفت عليه النصر فعلا، فهناك انعدام لمادة السميد في جميع المحلات و مساحات التسوق الكبرى و هو ما أثر أيضا على نشاط صناعة الكسرة التقليدية، حيث عجز أصحاب هذا النشاط، عن العودة للعمل، لعدم توفر مادة السميد.
و في سياق متصل، فرضت مصالح مديرية التجارة، حسب مصادرنا، التقيد بالسجلات التجارية في ممارسة نشاط صناعة الحلويات التقليدية التي تدخل فيها صناعة الزلابية، حيث وجهت تعليمات لمنع إصدار أي ترخيص من طرف السلطات المحلية، لممارسة أي نشاط تجاري ظرفي خلال شهر رمضان المعظم و معاقبة كل تاجر يغير نشاطه بطريقة غير قانونية.
و حسب مصادرنا، فان المركز الوطني للسجل التجاري، هو الهيئة الوحيدة المؤهلة للقيام بتقييد و تغيير و إضافة أي نشاط تجاري جديد أو شطبه.
و قد جندت مديرية التجارة عشرات الأعوان، لوضع حد للتجاوزات التي تحصل كل شهر رمضان، من قبل عدد كبير من أصحاب المقاهي و المطاعم، الذين يقومون بتغيير نشاطاتهم، ببيع كل أنواع «الزلابية و قلب اللوز» على واجهة محلاتهم.
حسين دريدح
