الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

يزاحمون بعضهم لاقتنائها في النهار ويتخلّصون منها بعد الإفطار: مواطنون يرمون الكسرة وأكياس السميد في القمامة بقسنطينة

يقوم مواطنون برمي مختلف المواد الغذائية من عجائن و خبز وكسرة بحاويات القمامة في مدينتي الخروب وعلي منجلي بقسنطينة، في ظاهرة أثارت استهجان الكثيرين و أصبحت تتكرر كل شهر رمضان، لكن الجديد فيها هذا العام هو رمي أكياس سميد بأكملها، يأتي ذلك في وقت يعاني العديد من أرباب العائلات من بطالة إجبارية فرضت عليهم الاكتفاء بالقليل، أمام استمرار أزمة كورونا.
يعمل مراد منذ سنوات في مهنة رفع القمامة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث يشرف على فرز النفايات داخل الحاوية، لذلك فهو يرى أبرز ما يتم رميه من طرف المواطنين في شهر رمضان، و يقول لنا هذا الكهل، إنه يصاب بخيبة أمل وحسرة لما يقف على رمي عائلات لأطباق تتمثل في الكفتة والدجاج والسلطات والعجائن، في وقت لم تجد أسر أخرى ما تأكله خلال أول أيام الشهر الفضيل، مضيفا أن أكثر ما يحز في نفسه، هو تعمد  بعض المواطنين التخلص من مادة الخبز مع بقية القمامة، عوض إبقائها في كيس نظيف يُترَك بعيدا عن الحاويات.
مرطبات و زلابية تستقر في الحاويات!
وأكد مراد وهو  عامل بمؤسسة النظافة بعلي منجلي، أنه يرى أثناء رفعه للقمامة خلال أول أيام رمضان، عدة أطباق جاهزة، وكذا حلويات متمثلة في مرطبات وقلب اللوز والزلابية، موضحا أن رائحة وشكل تلك المأكولات الموضوعة في كيس منفصل يوحي بأنها غير فاسدة، وإنما تم رميها بسبب اقتناء كميات كبيرة منها تعذر على مقتنيها استهلاكها كاملة، وهو ما يؤكد أن التبذير يتواصل في شهر رمضان، رغم أن الفترة الحالية تعرف تقشفا كبيرا من طرف جل العائلات بسبب انعكاسات انتشار فيروس كورونا وما خلفه من جمود تجاري في عديد القطاعات، خاصة وأن فترة بقائه من زواله غير معلومة.
وأضاف المتحدث، أنه وبقية زملائه يجدون صعوبة كبيرة في شهر رمضان أثناء رفع القمامة، بسبب رمي بعض العائلات لوجبات غير مغطاة ودون استعمال أكياس بلاستكية، حيث يضعونها في علب كرتونية مع فضلات أخرى مختلطة بزجاج أو مواد صلبة، كما أكد أن كمية النفايات ترتفع كثيرا في أول أيام رمضان ولكنها تتراجع في المنتصف وعند نهايته، مرجعا الأمر إلى رغبة كل عائلة في تناول أطيب وأشهى المأكولات، لكن سرعان ما تتلاشي هذه الرغبة وتتقلص القدرة الشرائية بمرور الأيام، وتتحول الأنظار والمصاريف إلى اقتناء ألبسة العيد ومواد صناعة الحلويات.
وأضاف عامل النظافة، أنه يتأسف لرمي بعض العائلات لكميات معتبرة من «الكسرة»، وهو ما وقف عليه في أول 3 أيام من شهر رمضان، موضحا أن حالة تلك المواد المصنوعة من السميد جيدة وليست قديمة، كما ذكر أن الكميات المرمية بمختلف حاويات المقاطعة الإدارية علي منجلي، كبيرة جدا.
وقال مراد، إنه وقف على رمي كميات كبيرة من الخبز في السنوات الماضية خلال شهر رمضان، ولكنه لاحظ هذه المرة أن كميات الكسرة التي تم التخلص منها تفوق بكثير حجم الخبز الذي تراجع الإقبال عليه بشكل كبير منذ انتشار فيروس كوفيد 19. بالمقابل، لاحظنا أن نشاط المخابز في مدينة علي منجلي، بدأ ينتعش شيئا فشيئا، حيث يوجد إقبال على بعض منها، ويتسابق بعض المواطنين في اقتناء مختلف أنواع الخبز الذي يتم صنعه خصيصا في هذا الشهر الفضيل، لكن الكميات المشتراة ينتهي بها المطاف في كثير من الأحيان، في سلة المهملات بعد ساعات قليلة من اقتنائها.
أطباق الدجاج و اللحم تُرمى أيضا!
وقال عدلان وهو أيضا عامل نظافة بعلي منجلي، أنه يستغرب رمي بعض المواطنين للكسرة، رغم أنهم قد يقضون ساعات في الوقوف ضمن طوابير من أجل اقتناء مادة السميد التي ما تزال تعرف ندرة منذ أسابيع على مستوى المقاطعة الإدارية، كما أخبرنا عامل آخر من المؤسسة العمومية للنظافة لبلدية الخروب، أنه عثر في ثاني أيام رمضان على كيس سميد مغلق وغير مستعمل، وهو ما أثار حيرته، موضحا أن صاحبه قد يكون اقتنى كميات كبيرة من هذه المادة، لدرجة أنها أتلفت بعد تخزينها لمدة طويلة، وأضاف أن كميات السميد المرمية بأكياس بلاستيكية كبيرة جدا، و قد وجدها فاسدة كلها، كما ذكر أن ما يرمى في مختلف قمامات مدينة الخروب وعلي منجلي لا يختلف كثيرا، حيث وجد هو الآخر خبزا وكسرة وسط الفضلات، إضافة إلى أطباق مكونة من الدجاج واللحم.
و تظهر صور المواد الغذائية المرمية وسط القمامة، انعدام ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين عموما، رغم أنهم يقفون لفترات طويلة وهم صائمون أمام مختلف المحلات التجارية من أجل شراء بعض المواد الغذائية، ليخاطروا بانتقال عدى كورونا إليهم، يأتي هذا في وقت لم تجد عائلات ما تقتات منه وخاصة أصحاب الدخل اليومي الذين دخلوا في بطالة مجبرين منذ أسابيع.
مدير مؤسسة النظافة لبلدية الخروب: نتألم لمشاهد الخبز المُلقى وسط القمامة
وأكد مدير مؤسسة النظافة لبلدية الخروب، عبد الكريم حوري، أن أعوان رفع القمامة وجدوا أن المواطن يرمي الخبز والكسرة ومادة السميد في المزابل، وهو ما آلمه كثيرا، مما جعله يقرر التقاط صور لتلك المواد المرمية ونشرها في صفحة المؤسسة على «فيسبوك» من أجل تحسيس الناس وتحفيزهم على تفادي هذه التصرفات، وتظهر في إحدى هذه الصور حوالي 15 قطعة من الكسرة الموضوعة قرب حاوية، وكذلك كيس سميد ممتلئ.
وذكر حوري أن مواطنين في مدينة الخروب يقومون برمي هذه المواد في أماكن منفصلة وبأكياس بلاستيكية، مضيفا أن بعضهم طلبوا منه توفير حاويات خاصة برمي الخبز، وهو اقتراح قال إنه خاطئ وغير مناسب من الناحيتين الإنسانية والمهنية، حيث أن ذلك سيحفز السكان أكثر على رمي الخبز، ليصبح هذا التصرف أمرا طبيعيا.                  حاتم بن كحول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com