تشهد جماجم الشهداء قادة المقاومة الشعبية على وحشية الحركة الاستعمارية ليس في الجزائر فحسب وإنما في كل الدول التي تعرضت لغزو أوروبي منظم. إن استرجاع هذه الجماجم وعودتها إلى التراب الوطني في هذا التوقيت بالذات المصادف للذكرى 58 للاستقلال الوطني له دلالة ورمزية كبيرة أعادت إلى الأذهان صور وبطولات كل من استشهدوا دفاعا عن هذا الوطن قبل 170 سنة. فبعد استشهاد هؤلاء القادة خلال مقاومتهم للغزاة الفرنسيين، تعرضت جثثهم لأبشع أنواع التنكيل، ورُفعت جماجمهم في مداخل المدن في إطار الحرب النفسية وترهيب كل من يفكر في مقاومة جيوش الاحتلال، نُقلت جماجمهم إلى المتاحف المتخصصة لتصبح موضوعا للدراسات الأنثروبولوجية، دون أن يفكر مقترفوها بأنها ستصبح لاحقا شاهدا قويا على وحشية جرائمهم ضد الإنسانية. إن الدفعة الأولى من الجماجم المسترجعة هي عينة فقط من المئات من جماجم الشهداء الذين لقوا نفس المصير بينهم بعض قادة مقاومة الشمال القسنطيني في تلك الفترة على غرار سي زغدود الذي قطعت رأسه في 1843بعد محاصرته في جبال ايدوغ قرب عنابة والمرابط بن بغريش في نفس السنة قرب سيدي دريس والشريف بن يمينة الذي قطعت رأسه في أقصى شمال دوار وادي السبيخة بالسمندو–زيغود يوسف حاليا- في عام1849بعد مهاجمته لقوات الاحتلال المرابطة بمعسكر السمندو.
علاوة عمارة
