أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عمار بلحيمر، أمس السبت، أن تاريخ مهنة الصحافة الوطنية «لا طالما ارتبط ارتباطا وثيقا بالالتزام التام تجاه القضايا الوطنية الكبرى والمحطات المصيرية الحاسمة في حياة الأمة».
و ذكر السيد بلحيمر، في بيان له عشية الاحتفال بالذكرى الـ 58 لاسترجاع السيادة الوطنية، أن «حرية التعبير كان لها وزنها، وسيظل معاملا أساسيا في اتخاذ القرارات المصيرية وتصويب المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم بين أفراد الشعب الواحد».
و أضاف أن هذه «هي نفس المهام المنوطة برجالات الصحافة والإعلام، الذين لم يتخلفوا عن المشاركة في حرب التحرير لاسترجاع السيادة الوطنية ولم يتأخروا عن معارك البناء والتشييد على مر عقود من الزمن عرفت خلالها الجزائر تحولات عديدة كان للصحفيين خلالها دور بارز في تحقيق رسالة الشهداء والدفاع عن مضامين بيان أول نوفمبر، وهو ما يترجم البداية الاستعمارية لتاريخ الصحافة الجزائرية، التي كانت بدايتها بجريدة (المبشر) آنذاك وهي أول ما عرفه الجزائريون في هذا المجال».
و تابع قائلا إن الجزائر «عرفت نهضة فكرية بصدور عدة صحف وطنية، ما أزعج السلطات الاستعمارية التي بات موقفها واضحا وهو مصادرة كل الصحف الجزائرية التي كانت تهدف إلى تنوير الرأي العام الجزائري وتعدى ذلك إلى بعض الإجراءات التعسفية ضد الصحف الوطنية من المصادرة إلى ملاحقة أصحابها بالسجن والنفي والتغريم».
و أبرز الوزير أنه «ورغم كل العراقيل التي واجهت الصحافة الجزائرية في بدايتها إلا أن إيمان الشعب الجزائري بمسؤولية الصحافة في إيقاظ الأمة ودورها البارز في بث الوعي الوطني لم يستسلم للمعاملة القاسية فقابل جبروت المستعمر بالحكمة وضبط النفس، فما إن تصادر السلطة الفرنسية جريدة حتى يسارع الجزائريون إلى إصدارها بطريقة أخرى، وهو ما يوضح لنا صمود الجزائريين وإلحاحهم بالمطالبة بحرية الصحافة».
و شدد في هذا السياق أن تاريخ مهنة الصحافة الجزائرية «لا طالما ارتبط ارتباطا وثيقا بالالتزام التام تجاه القضايا الوطنية الكبرى والمحطات المصيرية الحاسمة في حياة الأمة وصون صوت الشعب وإرادته القوية التي كانت الفيصل في شهر الاستقلال ذات الـ 05 جويلية 1962»، لافتا إلى أن هذه المرحلة «وجدت أمامها آنذاك جيلا من الشباب المتشبع بالروح الوطنية ومبادئ وقيم ثورة نوفمبر الخالدة. شباب تسلح بالعلم والمعرفة للحفاظ على استقلال هذا البلد ورافع بقوة من أجل التخلص من كل أشكال التبعية».
و أوضح السيد بلحيمر أن تلك «المحطات المضيئة في تاريخ الجزائر المستقلة كانت ولازالت في حاجة ماسة إلى تثمين وإبراز حتى تبقى تلك الصلة بين الأجيال المتعاقبة جيل بعد جيل تحفظ رسالة الشهداء الذين يعودون دوما إلى الأرض الطيبة كما عادت رفات رموز الثورة الشعبية والمقاومة من أرض المستعمر إلى معانقة تراب الجزائر المستقلة المسقية بدماء البواسل والشجعان الأشراف».
و أكد الوزير أن رفات الشهداء، «وبعد أن حظيت باستقبال الأبطال وعادت شامخة مسجاة بالعلم، تشيع غدا الأحد في عيد الاستقلال إلى مثواها الأخير بمربع الشهداء في مقبرة العالية في مراسيم يمتزج فيها الاحتفال بالافتخار والإصرار على استكمال تنفيذ وصية الأسلاف والحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الأمة».
و بخصوص إحياء الشعب الجزائري للذكرى الـ58 لعيدي الاستقلال والشباب المصادف لـ05 جويلية من كل سنة، قال الوزير أنها «مناسبة عظيمة عظم تاريخ شعبنا الأبي وعظم التضحيات الجسام التي قدمها لأزيد من قرن من خلال المقاومة والنضال والتصدي للاستعمار الغاشم».
و أردف قائلا «كما تعد المناسبة احتفالا باسترجاع السيادة وتحقيق الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، و عيدا للشباب، الذي يمثل قوة المجتمع ورهان الدولة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية، ففي مثل هذا اليوم قرر الشعب الجزائري مصيره وتخلص من أعتى قوة استعمارية قضت على الأخضر واليابس فوق هذه الأرض الطيبة».
و لفت إلى أن عيد الاستقلال هذه السنة، له «ميزة خاصة» على اعتبار أنه يأتي --مثلما أوضح-- «في ظروف استثنائية بعد رسو سفينة الجزائر الجديدة بميناء ما بعد 12 ديسمبر» 2019.
و أكد الوزير أنه «مثلما قال الشعب الجزائري ذات الـ03جويلية 1962 (الجزائر للجزائريين)، أعادها مرة ثانية في الـ12 ديسمبر 2019 بكل حرية وديمقراطية وسيادة قرار ليعيش في الجزائر التي حلم بها الشهداء الأبرار والمجاهدون الأخيار».
وأج