* سأعفو عن المساجين كلما استحق الأمر * ليس لدينا أي مشكل مع شعب المغرب الشقيق ولا مع الملك * سنعود للحجر الصحي التام إذا قرر المجلس العلمي ذلك
أكد، أمس السبت، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وجود فرصة للتوصل إلى علاقات هادئة مع فرنسا، مضيفا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صادق و نظيف، عندما يتحدث عن الماضي الاستعماري، كما تمنى أن تعلن فرنسا اعتذارها بشأن جرائمها إبان الحقبة الاستعمارية في الجزائر، حتى يساهم ذلك في تلطيف الأجواء بين البلدين، فيما رحب الرئيس تبون بعودة جماجم شهداء المقاومة، متمنيا أن تقوم فرنسا بخطوات مماثلة في المستقبل.
الرئيس تبون، قال في حوار خص به، قناة «فرانس 24» الفرنسية، بأنه مع الرئيس ماكرون، يمكن الذهاب بعيدا في التهدئة وفي حل المشاكل المتعلقة بالذاكرة، مؤكدا بأن ماكرون رجل صادق ويسعى إلى تهدئة الوضع، مشيرا إلى أنه يريد أن يخدم بلاده فرنسا ولكن في نفس الوقت، كما أضاف، «السماح لعلاقتنا أن تعود إلى مستواها الطبيعي.. علاقات بين بلدين مستقلين وبين بلدين سياديين». موضحا في ذات الشأن «أعتقد أن الرئيس ماكرون صادق في كل ما يقوله، وهو رجل نظيف من الناحية التاريخية».
وبشأن استعادة الجزائر، يوم الجمعة الماضي، لجماجم 24 شهيدا من قادة الثورات الشعبية المقاومة للاستعمار الفرنسي، فقد رحب الرئيس تبون بهذه الخطوة، متمنيا أن تقوم فرنسا «بخطوات مماثلة في المستقبل»، واعتبر رئيس الجمهورية بأن فرنسا بهذه الخطوة، قد قدمت «نصف اعتذاراتها» عن الجرائم التي ارتكبتها خلال هذه الفترة، متمنيا في الوقت نفسه أن «تواصل على نفس المنهج وتقدم كامل اعتذاراتها»، بشأن جرائمها إبان الحقبة الاستعمارية في الجزائرية، حتى يساهم ذلك في تلطيف الأجواء بين البلدين.
وبخصوص إمكانية تبادل الزيارات الرسمية بين رئيسي البلدين، قال الرئيس تبون بأنه يتم التحضير لزيارة دولة إلى فرنسا وأخرى مماثلة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر، وذلك «لولا أجندتنا المكثفة»، يضيف الرئيس تبون، خاصة في الظرف الحالي الذي يعيشه العالم بسبب انتشار وباء كورونا.
على الصعيد الداخلي، أكد الرئيس تبون، أنه بالإمكان إطلاق سراح موقوفين آخرين من الحراك الشعبي، مشيرا أن الوقت قد حان من أجل المرور إلى مرحلة الحوار الهادئ والبناء، مؤكدا في هذا الشأن بالقول «سأعفو عن المساجين كلما استدعى الأمر ويمكن أن أعفو عن آخرين لاحقا»، كما أكد قي ذات السياق بأنه ليس هناك تضييق على حرية التعبير في الجزائر، بل على سلوكات الشتم والتحريض التي يعاقب عليها القانون.
وفيما يتعلق بمشروع تعديل الدستور، قال الرئيس تبون «تلقينا حوالي ألفي مقترح حول مسودة الدستور يتم دراستها حاليا من قبل اللجنة»، مشيرا إلى أنه يتوقع تنظيم استفتاء شعبي للمصادقة على دستور جديد للبلاد «ينهي النظام الرئاسي»، بين سبتمبر وأكتوبر المقبلين، مؤكدا في هذا الصدد بأن الجزائر تتوجه نحو نظام شبه رئاسي بصلاحيات واسعة للبرلمان وغلق المنافذ أمام الحكم الفردي.
وحول إمكانية محاكمة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في القضايا التي يتابع فيها مسؤولون سامون سابقون، أكد الرئيس تبون أن هذا القرار «يعود إلى العدالة الجزائرية وحدها»، التي عبرت عن موقفها في هذا الخصوص.من جهة أخرى قال الرئيس تبون إنه لم يكن يوما مع العهدة الخامسة، مشددا على أنه لا بد من توضيح اللبس في هذا الشأن مضيفا لقد «تم استبعادي منذ 2017، بينما محاولة فرض العهدة الخامسة كانت في 2019».
أما بخصوص تواصل انتشار وباء كورونا والتدابير الوقائية المتخذة في هذا الإطار، فقد أكد الرئيس تبون إمكانية العودة للحجر الصحي التام إذا قرر المجلس العلمي ذلك، مشيرا في سياق متصل بأن أجور العمال مضمونة، ولن تتوقف، وبأن احتياطي الصرف يغطي احتياجات الجزائر عامين كاملين.
في الملف الليبي، أشار رئيس الجمهورية، إلى أن ليبيا تتواجد اليوم في نفس وضع سوريا بسبب تعدد التدخلات الأجنبية، فيما حذر من أن حمل القبائل الليبية بدورها للسلاح، قد يحول ليبيا إلى صومال جديد، وينعكس سلبا على أمن كل المنطقة، مشيرا أيضا، إلى أنه ينبغي الذهاب إلى الحل المتمثل في إقامة انتخابات في ليبيا.
وبشأن العلاقات الجزائرية المغربية، أكد تبون أنه بعد التصعيد اللفظي، نشهد تصعيدا أخطر في إشارة إلى سؤال الصحفي عن بناء المغرب لقاعدة عسكرية قرب الحدود الجزائرية، وأضاف أن الجزائر ليس لديها أي مشكل مع المغرب ولا مع ملك المغرب، بل هناك في المغرب من لديهم مشكل مع الجزائر، وأنه على المملكة أن تغير تصرفاتها إزاء الجزائر، مؤكدا أنه «مستعد لقبول أي مبادرة للحوار تطلقها المملكة المغربية».
عبد الرزاق.م