قال، المجاهد عثمان سعدي، إن حدث استرجاع رفات وجماجم قادة المقاومة الشعبية بالجزائر، الذين سقطوا في مختلف المعارك خلال كفاحهم المستميت مع قوات العدو الفرنسي، بعد احتجازها لأزيد من 170 سنة، يعتبر انتصارا عظيما ما تزال الجزائر تحققه حتى بعد ثورة التحرير المظفرة وعيد الاستقلال، مشيرا إلى أن هذا الملف بالذات شكل وصمة عار وأكبر "مسبة" لفرنسا الاستعمارية.
و عبر المجاهد الدكتور عثمان سعدي للنصر، عن شعوره بالاعتزاز و الافتخار والجزائر تستعيد جزءا من ذاكرتها مجسدة في رفات أبطال المقاومة بمختلف مناطق الوطن، مثمنا جهود المخلصين من أبناء هذا الوطن لحفظ الذاكرة، ومنحها اهتماما يليق بحجمها من أعلى هرم للسلطة، ومن ذلك كما أضاف الاهتمام الشخصي لرئيس الجمهورية بهذا الملف ومتابعته، ماسمح باسترجاع رفات و جماجم الأبطال كمرحلة أولى، في انتظار أن تشمل ما تبقى منها، بعد عقود من حجزها وحبسها في علب بمتحف الإنسان بباريس دون إحساس بالعار وبحجم الخطيئة المرتكبة في حق البشرية والانسانية، خاصة و أن قوات العدو و فرنسا بقيت تحتفظ بها كما قال و كأنها تفتخر بتاريخها (العدواني) ضد الشعوب وضد الجزائريين على وجه خاص .
و أشار في حديثه عن هذا اليوم التاريخي، إلى أن حدث استرجاع رفات و جماجم قادة المقاومة الشعبية من متحف الانسان بفرنسا، و الاستقبال الأسطوري لرفاتهم بمطار هواري بومدين، أبرز حجم الاهتمام المتزايد بملف الذاكرة وكفاح الأجداد، كما كشف على أن الملف كان يشغل الرأي العام وفئات واسعة من الجزائريين و لم يكن مقتصرا على الباحثين والمهتمين فقط، لما له من رمزية وطنية وتاريخية وحق إنساني لدفن رفاتهم بعد احتجازها لأزيد من قرن ونصف في المتحف بفرنسا، بعيدا عن الشعور بالذنب وبأدنى القيم الانسانية والأخلاقية حيال هذا التعدي على حقوق الموتى في الدفن، مضيفا أن هذا الفعل سيبقى وصمة عار في جبين المستعمر الفرنسي الذي يدعي الحرية والانسانية، في حين تكشف مثل هذه الأحداث و التصرفات غير الإنسانية، عن همجيته وعدوانيته ليس خلال فترة الثورة التحريرية فحسب، بل منذ سنة 1830 التي دخلت فيها قواته الجزائر غازية ومحتلة .
ع/ بوعبدالله