أبدى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ارتياحه لارتفاع حالات المتعافين من كورونا التي أصبحت تعدّ بالمئات، واستقرار المعدل اليومي للوفيات دون العشر وفيات، لكنّه بالمقابل عبّر عن قلقه أمام تزايد عدد الإصابات بالجائحة، ما نجم عنه اكتظاظ الهياكل الصحية في بعض الولايات، حيث طلب الرئيس إعادة النظر في إستراتيجية الاتصال لتتجاوز مجرّد سرد الأرقام، كما دعا إلى وضع صيغة لتمكين المرضى من المعالجة في ولاياتهم لتجنّب الضغط على مستشفيات الولايات الأخرى.
ترأس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، الخميس، جلسة عمل لدراسة الوضعية الصحية في البلاد بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في عدد من الولايات، وخرج الاجتماع الذي حضره الوزير الأول و وزراء، وولاة 5 ولايات ومسؤولون أمنيون، بعدّة إجراءات جديدة للحدّ من تصاعد وتيرة الإصابات الجديدة بالوباء.
تطرق رئيس الجمهورية في مستهل الاجتماع إلى الوضعية الصحية السائدة، فعبّر بادئ الأمر عن ارتياحه لارتفاع حالات المتعافين التي أصبحت تعدّ بالمئات، واستقرار المعدل اليومي للوفيات دون العشر وفيات، لكنّه عبّر عن قلقه أمام تزايد عدد الإصابات بالجائحة، ما أدى إلى اكتظاظ الهياكل الصحية في بعض الولايات، وسوء توزيع الإمكانات بين المستشفيات، لا سيما من حيث عدد الأسرة المتوفرة، وانعكاس ذلك على طريقة التكفّل بالمصابين بالوباء.
وأبدى الرئيس استغرابه أن يحدث ذلك رغم توفير العدد الكافي من الأسرة الإستشفائية مثلما هو حاصل في العاصمة، حيث تصل الطاقة الاستيعابية في المستشفيات الـثلاثة عشر إلى 5700 سرير منها فقط 743 سريرا محجوزا للمصابين بالوباء، وكذلك توفر كلّ المستلزمات الطبية والمواد الأولية للصناعات الصيدلانية بالكميات الكافية، والزيادة الملحوظة في المخابر، ووسائل الفحص والكشف. وقال الرئيس أنّ المسؤولية إذا كانت قائمة بين المسيّرين المحليين من حيث عدم التنسيق فيما بينهم، وأحيانا مع السلطات الوصية، فهي أيضا مشتركة مع المواطنين الذين لا يحترمون الإجراءات الوقائية المعمول بها في العالم.
إعادة النظر في إستراتيجية الاتصال
وسجل السيد الرئيس نزعتين في أوساط الشعب، الأولى تدعو إلى تشديد الإجراءات حتّى بإعادة تطبيق الحجر الكلّي وهي في حالة هلع، ونزعة أخرى لا تبالي بخطورة التمادي في الاستهانة بإجراءات الوقاية؛ وهنا، طلب رئيس الجمهورية إعادة النظر في إستراتيجية الاتصال التي يجب أن تتجاوز مجرّد سرد الأرقام، إلى الشرح الوافي باستعمال الإذاعات المحلية وأبلغ وسائل وصور الإقناع لتوعية المواطنين بالأخطار المترتّبة عن عدم التقيّد بإجراءات التباعد الجسدي، والوقاية الصارمة في أماكن التجمع والاكتظاظ ، وجدّد تعليماته بالتعامل بحزم مع المخالفين وتشديد العقوبات عليهم.
تجنب التهويل ومواجهة الإشاعات
وخلُص السيد الرئيس إلى أنّ الغاية من هذا الاجتماع هي تحديد طبيعة النقائص المسجّلة في الميدان، في توزيع المستلزمات الطبية، وعمليات الفحص والكشف، والجهات المسؤولة عنها، ومن ثمّ اتخاذ التدابير العَمَلية الفورية لمنع تكرارها، حتّى لا نزيد في هلع المواطن، وهنا دعا السيد الرئيس إلى وضع صيغة لتمكين المرضى من المعالجة في ولاياتهم لتجنّب الضغط على مستشفيات الولايات الأخرى، كما دعا إلى تجنّب التهويل وحذّر من الإشاعات المغرضة الهادفة إلى إثارة الذعر بين الناس، لافتا إلى ضرورة العودة إلى المصادر الرسمية. ع سمير