حذر رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي المشروبات علي حماني من اقتناء أنواع غير معروفة من العصائر والمشروبات، يتم الترويج لها تزامنا مع التحضير للاحتفال بمناسبة العيد، وهي تعرض حاليا بالأسواق الموازية، رغم عدم تطابق تركيبتها مع المعايير الصحية، بسبب احتواء عديد منها على غاز ثاني أكسيد الكربون الصناعي.
ونبه علي حماني إلى ظاهرة انتعاش السوق بأنواع غير معروفة من المشروبات الغازية والعصائر كلما تزامن الظرف مع إحياء المناسبات والأعياد، محذرا المستهلكين من اقتناء هذه المواد التي تباع عادة بأسعار منخفضة مقارنة بالعلامات المعروفة، مؤكدا «للنصر» بأن كثيرا من هذه المنتجات التي تعرض بطرق غير قانونية بعيدا عن أعين مصالح الرقابة، تحتوي على مواد خطيرة على الصحة، من بينها غاز ثاني أكسيد الكربون الصناعي، بدل الغاز المخصص لإنتاج المشروبات الغازية.
وتأسف رئيس جمعية منتجي المشروبات لتنامي ظاهرة الغش في الترويج للعصائر والمشروبات من قبل الدخلاء على النشاط، قائلا إن الجمعية التي يرأسها بريئة من الطفيليين والدخلاء على النشاط، مؤكدا بأن المشروبات مجهولة الهوية تمثل حوالي 3 بالمائة من إجمالي الكميات التي توزع يوميا على الأسواق، ورغم قلتها إلا أنها تمثل خطرا كبيرا على صحة المستهلكين، سيما الأسر محدودة الدخل التي قد تنجذب إلى هذه المواد بسبب أسعارها المنخفضة غير مكترثة للأخطار التي تحملها.
وناشد المصدر المستهلكين بالاطلاع على البطاقة الموضوعة على التعبئة المتضمنة قائمة المواد والمضافات التي يتكون منها المشروب، مع ضرورة تفادي كل علامة مجهولة وغير معروفة أو معروضة تحت أشعة الشمس وعلى الأرصفة، مقترحا على المستهلكين اقتناء قارورة واحدة حتى وإن ارتفع سعرها، بدل شراء كميات كبيرة من مشروبات وعصائر مجهولة المصدر بدعوى أسعارها المعقولة.
وكشف السيد حماني عن لقاءات عقدت مع وزارة التجارة والسلطات المعنية لتنظيم عملية توزيع المشروبات والعصائر ومشتقات الحليب والمياه المعدنية، بإخضاع الموزعين وتجار الجملة للإجراءات القانونية التي تمنع الغش، مؤكدا بأن التجاوزات المسجلة يوميا لا تخص فقط هذه المنتجات بل تشمل أيضا مختلف أنواع المواد الغذائية، وهي ترتكب أيضا من قبل تجار التجزئة الذين لا يحترمون سلسلة التبريد ويوقفون تشغيل أجهزة التبريد للاقتصاد في فاتورة الكهرباء، غير آبهين بصحة المستهلكين.
وذكر رئيس جمعية منتجي المشروبات بلقاءات نظمت مع وزارة التجارة وجمعيات حماية المستهلكين، إلى جانب الحملات التحسيسية للتوعية بخطورة استهلاك مواد دون التأكد من مصدرها وتركيبتها الغذائية، وتاريخ انتهاء الصلاحية، موضحا بأن استعمال شحنات غير مهيأة لتوزيع المواد الغذائية، من بينها المشروبات والعصائر تتم من قبل الموزعين الذين يمونون تجار التجزئة.
وبحسب المتحدث فإن أي مساس بسلسلة التبريد سيؤثر على نوعية المنتوج ويضر بسمعة المنتجين، وهو ما دفع إلى إبرام عقود مع شركات للنقل لتزويد تجار الجملة بشاحنات مجهزة، لضمان الشروط الصحية أثناء نقل المشروبات والعصائر من الوحدات الإنتاجية إلى المستهلكين.
وبشأن ظروف العمل في ظل جائحة كورونا والتدابير المتخذة للحفاظ على مستويات الإنتاج في إطار الإجراءات الوقائية، أكد المصدر تسجيل تراجع في الطلب على المشروبات والعصائر بمختلف أنواعها منذ ظهور الفيروس، مما اضطر بعض المؤسسات لتقديم عروض ترويجية، لكنه طمأن بضمان الاحتياجات خاصة من المياه المعدنية لتموين الأسر وكذا المستشفيات، بفضل حرص الوحدات الإنتاجية على استمرار النشاط، في انتظار تطبيق قرارات الحكومة لدعم المنتجين في إطار معالجة التداعيات الاقتصادية للجائحة.
وأكد السيد حماني التزام المصانع بتوفير الأقنعة الواقية والمواد المطهرة والبدلات الخاصة لفائدة العمال، إلى جانب فرض التباعد الجسدي للوقاية من انتشار الفيروس.
لطيفة بلحاج
