• إطلاق حملة تحسيسية واسعة للوقاية من فيروس كورونا خلال أيام العيد
كشف مدير معهد باستور فوزي درار أمس عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية واسعة خلال أيام عيد الأضحى للوقاية من جائحة كورونا، لإحياء شعيرة النحر في إطار الإجراءات الصحية، تفاديا لانتشار العدوى من جديد وسط التجمعات العائلية، ولتخفيف العبء على الطواقم الطبية التي بلغت درجة الإرهاق والتعب بعد أن استنزفت جهودها في التكفل بالمصابين.
جدد فوزي درار في تصريح «للنصر» التأكيد على إمكانية التعايش مع جائحة كوفيد 19 إذا ما احترم الجميع التدابير الوقائية، قائلا إن اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة انتشار الفيروس تعمل جاهدة من أجل الانتقال من مرحلة استقرار عدد الإصابات اليومية بالمرض، إلى تراجع في عدد الحالات خلال الأيام القليلة القادمة، لذلك فهي تخشى أن يكون عيد الأضحى مناسبة أخرى لرفع حالات العدوى بسبب التجمعات العائلية التي ساهمت في انتشار المرض بشكل واسع بين كثير من العائلات تزامنا مع إحياء عيد الفطر، على غرار ما حدث بولايات سطيف وبسكرة والوادي.
وأعلن درار عن التحضير لإطلاق حملة تحسيسية واسعة بمساهمة وسائل الإعلام ستدوم طيلة أيام العيد خاصة يوم النحر، لتذكير المواطنين بالتدابير الاحترازية الواجب اتباعها للحفاظ على الصحة، وعدم نقل العدوى إلى أشخاص آخرين لا سيما كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، لتقليص عدد الإصابات وتخفيف الضغط على المستشفيات والطواقم الطبية، وحتى يحتفل الجميع بهذه المناسبة في ظل الطمأنينة والسكينة.
واعتبر المصدر الأيام القادمة مرحلة مفصلية بالنسبة للوضعية الوبائية التي تعيشها الجزائر، غير مستبعد تراجع حلات الإصابة بعد ان استقرت خلال الأيام الأخيرة عند مستويات محددة عبر الوطن، غير أن ذلك يبقى مرهونا بدرجة وعي المواطنين ومدى الالتزام بتدابير الحجر الصحي خلال أيام العيد، داعيا الجميع إلى التكاتف والتعاون لمساعدة الفرق الطبية على تجاوز هذه المحنة، والخروج من الأزمة الصحية في أقرب وقت.
تسجيل مؤشرات إيجابية حول الوضعية الوبائية في الجزائر
وأبدى السيد درار تفاؤلا بشأن آخر الأرقام الخاصة بانتشار الفيروس، وإن بدت للكثيرين مقلقة ومخيفة، وذكر من بينها على سبيل المثال عدم تسجيل ولا إصابة واحدة عبر 19 ولاية خلال الأيام الأخيرة، مع استقرار عدد الإصابات ما بين 1 و10 إصابات جديدة مؤكدة يومية عبر 24 ولاية، والأهم من ذلك تسجيل 311 حالة شفاء في ظرف 24 ساعة فقط، وهي تعد كلها مؤشرات إيجابية ستأخذها بعين الاعتبار اللجنة العلمية في تحليلها للوضع الصحي ولتركيبة الفيروس في حد ذاته، فضلا عن استقرار الأوضاع بولايات كانت تشكل بؤرة وبائية من بينها سطيف والوادي.
غير أن المتحدث أرجأ تأويل هذه الأرقام وتفسيرها، لأن ذلك يحتاج بعض الوقت وانتظار ما إذا تكررت نفس المعطيات والنتائج في الفترات المقبلة، للخروج بتحاليل موضوعية ودقيقة تعكس حقيقة الواقع، بدل الاكتفاء بتكهنات واستنتاجات سطحية غير مبنية على معطيات علمية. وقيم المصدر الوضعية الصحية بالولايات التي عرفت انتشارا للفيروس مؤخرا، بأنها ما تزال تحت السيطرة ولا تستدعي القلق إذا ما تمت مقارنة إجمالي الإصابات بعدد السكان وبعدد الحالات المشتبه بها، قائلا إن تسجيل 65 إصابة مؤكدة بالفيروس على مستوى العاصمة لا يثير أبدا مخاوف الأخصائيين إذا قورن العدد بالحالات المشتبه بها، وبالحالات السلبية التي أكدتها التحاليل المخبرية التي تبقى جد مرتفعة.
وتوقع السيد فوزي درار تراجع المنحنى التصاعدي لفيروس كوفيد 19 في الفترات القادمة، إذا ما التزم الجميع بإجراءات الحجر الصحي خلال أيام العيد الأضحى، لكنه لم يستبعد في ذات الوقت أن يعاود المرض الانتشار في بعض المناطق التي تصر على خرق قواعد الحجر الصحي، مجددا الدعوة للتحلي بالحيطة والحذر، ورد المدير العام لمعهد باستور على توقعات بعض الخبراء بشأن إمكانية تراجع قوة انتشار فيروس ودرجة تأثيره على صحة المصابين خلال فترة الصيف، بفعل درجات الحرارة المرتفعة، قائلا إن كل الاحتمالات واردة والفيروس حاليا قيد الدراسة والتحليل على مستوى المخابر بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة، لمعرفة ما إذا كان للفيروس خصائص ذاتية تؤدي إلى انتشاره على نطاق واسع، أم أن عدم الانضباط من قبل الافراد هو السبب الرئيسي وراء تفشيه وعودته بقوة في مناطق عدة من العالم بعدما تراجع بشكل ملحوظ.
وأوضح عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا بأنه لا توجد لحد الآن دلائل علمية قاطعة حول علاقة درجات الحرارة المرتفعة بزوال الفيروس، لذلك فإن احترام القواعد الصحية والتباعد الجسدي وارتداء القناع الواقي تبقى الطرق الأمثل للحفاظ على الصحة والقضاء التدريجي على الجائحة.
لطيفة بلحاج