تصدعت الأرض و انشقت، صباح أمس الجمعة، بمدينة ميلة، إثر زلزال بلغت شدته 4,9 على سلم ريشتر، في حدود الساعة السابعة والربع صباحا، ما أدى إلى انهيار و سقوط سكنات من عدة طوابق، فيما تصدعت بنايات أخرى فردية و عمومية بحي الخربة العليا و السفلى في الضاحية الغربية الجنوبية للمدينة، خاصة بعد هزة ارتدادية قوية نسبيا، بعد منتصف النهار، فيما أكدت المديرية الولائية للحماية المدنية، انهيار 3 منازل بشكل كلي، وجزئي بـ 31 منزلا آخر، إلى جانب تشقق طرقات وسكنات.
و لم تسجل أية خسائر بشرية، ذلك أن المواطنين غادروا مساكنهم مباشرة بعد الهزة الأرضية، قبل أن تظهر تصدعات أرضية عميقة في كل الاتجاهات و بعمق تجاوز المتر في بعض المقاطع بحي الخربة، ولحسن الحظ أن الانهيارات مست بنايات غادرها سكانها خوفا.
مباشرة بعد حصول الكارثة بهذه المنطقة، طوق رجال الشرطة الحي وسدوا المنافذ المؤدية إليه، خاصة في وجه السيارات و باقي المركبات، أما المارة و الراجلين، فعلى الرغم من النصائح التي كانوا يقدمونها رفقة أعوان الحماية المدنية، بضرورة مغادرة المكان خوفا على حياتهم في حال اهتزاز الأرض مرة أخرى، إلا أن المواطنين لم يستمعوا للنصائح و فضلوا التواجد في موقع الحدث للمعاينة و أخذ الصور و مقاطع الفيديو لتدوين الأضرار التي مست البنايات الفردية و العمومية منها متوسطة بن التونسي وكذا الشوارع و حتى الأرض الفلاحية، علما بأن هذا الحي المزود بمختلف الشبكات التحتية، سكناته منجزة، كما هو حال معظم أحياء المدينة، فوق أراض فلاحية في شكل تحصيص فوضوي مازال يفتقر للتهيئة الخارجية.
و طالب سكان متضررون بالحي بضرورة توفير و نصب الخيم على الأقل للنساء والعجائز والأطفال، وهو المطلب الذي قال بشأنه والي الولاية الذي حضر لعين المكان، بأنه في انتظار توصيات هيئة الرقابة التقنية للسكن، التي يعود لها قرار معاينة مدى الخطورة التي لحقت بالسكنات و تصنيفها و التي على ضوئها تأتي القرارات و الإجراءات الأخرى، أما رئيس دائرة ميلة، فأكد للنصر على التضرر الكبير لحوالي 18 مسكنا بهذا الحي.
طيلة وقت تواجدنا بعين المكان، كانت الأرض تهتز تحتنا وصوت حركة و تأثر البنايات بهذا الاهتزاز مسموع و قد لاحظنا أن حوالي مائتي مسكن ظهرت بها أضرار متفاوتة، إما بالشقوق التي ظهرت عليها أو بتصدع الأرض حولها.
بالمقابل فقد أشارت المديرية الولائية للحماية المدنية، إلى تسجيل انهيار 3 منازل بشكل كلي وجزئي بـ 31 منزلا آخر، إلى جانب تشقق طرقات وسكنات.
وبحسب ذات المصدر فإنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح، واقتصرت على الجانب المادي فقط، حيث تم تسجيل انهيار كلي لمنزلين اثنين بالمدينة القديمة إلى جانب انهيار تام لمنزل مكون من 4 طوابق بحي الخربة القديمة، فيما تم إحصاء انهيار جزئي بـ 15 منزلا بالمدينة القديمة و11 آخر بالخربة و5 على مستوى منطقة قصر الماء ببلدية ميلة.
وعلاوة على ذلك فقد تم إحصاء تشققات في أعمدة وجدران عديد المنازل والبنايات، شأنها شأن طرق وممرات ظهرت عليها تشققات بعضها عميق.
كما أوضح مدير الأشغال العمومية عبد الله صلاي بأن الهزة الأرضية و كذا الهزة الارتجاجية المسجلة حوالي منتصف نهار أمس، تسببت أيضا في سقوط صخور بالطريق الوطني رقم 27، دون تسجيل أي أضرار، مشيرا إلى أن عملية استباقية تمت الخميس، بغلق جزئي لهذا المحور من أجل القيام بنزع الحجارة الآيلة للسقوط.
أضرار الهزة الأرضية، أمس، لم تقتصر على مدينة ميلة القديمة و حي الخربة وحدهما، بل امتدت إلى بلديتي القرارم قوقة و زغاية اللتين شهدتا بحسب المعلومات المستقاة، تضرر سكنات بهما وحالة من الخوف بعد انتشار إشاعات عن الشروع في تفريغ سد بني هارون من المياه وهناك من طالب السكان بترك الحنفيات مفتوحة، وقد ورد خبر تفريغ السد في صفحة الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى صباح أمس، قبل أن تكذب الوكالة بعد دقائق من تداول المنشور فحواه، وتكشف أن صفحتها الرسمية تعرضت للاختراق، كما أكدت وزارة الموارد المائية في بيان توضيحي على صفحتها، أنه لم يتم تسجيل أي ضرر بسد بني هارون وأن التقارير التي رفعت إليها تفيد بعدم تسجيل أي تأثر أو ضرر من الهزة الأرضية على مستوى السدود الثلاثة بولاية ميلة، التي أظهرت مقاومة إيجابية للهزة.
وفندت الوزارة من خلال نفس البيان كل ما يتم تداوله من أخبار مغلوطة بخصوص مباشرة عملية تفريغ مياه بني هارون لتخفيف الضغط تحسبا لأي طارئ، التي كان لها تأثير سلبي على النفوس بولاية ميلة وخاصة بالمناطق القريبة من المنشأة المائية.
إبراهيم شليغم