يطالب سكان الأحياء المتضررة من الهزتين الأرضيتين، اللتين ضربتا ولاية ميلة، يوم الجمعة الماضي، بإعلان حي الخربة وما جاورها من أحياء متضررة منطقة حمراء، غير صالحة للسكن، بالنظر إلى التشققات والتصدعات المتواصلة على مستوى الأرض، فضلا عن تخصيص تحصيصات للبناء، ومنحهم مساعدات مالية، وكذا توفير أماكن لإيوائهم مؤقتا، على غرار السكن الجاهز، وهي انشغالات وعد والي الولاية مولاي عبد الوهاب، بإبلاغها للسلطات العليا.
تحول، صباح أمس، جمع غفير من سكان منطقة الخربة، والأحياء المجاورة لها المتضررة من الهزة الأرضية بميلة، نحو مقر الولاية للمطالبة بالتكفل بانشغالاتهم المستعجلة، في الوقت الذي كان والي الولاية رفقة أعضاء اللجنة الأمنية، يعاين الأضرار التي خلفتها هذه الهزة، انطلاقا من حي الخربة العليا أو رأس البير، إلى غاية حي 240 مسكن (قندهار)، أين استمع لانشغالات المواطنين، قبل أن يعقد جلسة عمل بقاعة الاجتماعات مع ممثلي المحتجين، في حضور أعضاء اللجنة الأمنية والمدير العام لهيئة الرقابة التقنية للبناء.
مطالب بالتدقيق في نزلاء مركز العبور
في جلسة العمل اشتكى ممثلو الأحياء المتضررة، كما قالوا من غياب التكفل الفعلي والجدي بأولئك الذين ظلوا ملازمين مواقعهم بالأحياء المتضررة، حيث غابت عنهم، كما قالوا، بعدما أصبحوا بلا مأوى مياه، الشرب والوجبات الغذائية، منذ اليوم الأول حتى أمس الاثنين، مؤكدين بأنهم شعروا بالتهميش، وتساءل بعضهم عن سبب عدم مشاركة أصحاب مؤسسات الانجاز بالعتاد في إصلاح الأضرار التي لحقت بالطريق، لتمكين الشاحنات والسيارات العاملة من ترحيل العائلات من المرور بشكل أفضل، قائلين بأن لجان الأزمة التي سمعوا بتشكيلها لا تضم في عضويتها ممثلي الأحياء المتضررة.
وأشار ممثلو الأحياء الى أن الأغلبية من العائلات المتضررة رفضت التوجه لمركز العبور بملعب الشهيد بلقاسم بلعيد، وأن الكثير من المتواجدين بهذا المركز ليسوا من المتضررين بل جاؤوا من أحياء وبلديات أخرى ظنا منهم أن كل من يتواجد هناك بإمكانه الاستفادة من مسكن أو أي شكل من أشكال الإعانات التي تقدمها الدولة للمتضررين، مطالبين بالتحقق من هوية المتواجدين بالملعب.
متضررون يرغبون بالسكان مؤقت في البناء الجاهز
ممثلو السكان، طالبوا بالإسراع في إعلان منطقة الخربة وما جاورها من أحياء متضررة منطقة حمراء غير قابلة مستقبلا للسكن، بالنظر، كما قالوا، لحالة التصدع المستمرة للأرض هناك، وقد قطعت عنها عقب الهزة الأرضية مباشرة وعطلت كل الشبكات من ماء شرب و كهرباء وغاز، وحتى شبكة التطهير، مطالبين كذلك بتوفير وعاء عقاري لتهيئته وتحويله لتحصيص واستفادة العائلات المتضررة، و التي من الواجب التدقيق في إحصائها، على حد تأكيد المعنيين، قبل تمكينهم من إعانات مالية من الدولة، لبناء سكنات جديدة لهم تحافظ فيه كل عائلة على جيرانها القدماء، مع تمكين العائلات التي تريد السكن بالعمارات المقترحة عليهم بمنطقة فرضوة ببلدية سيدي مروان التي أعلن عنها وزير القطاع من هذه الرغبة.
و كحل استعجالي في إطار التكفل الفوري بالمتضررين الذين يضمون في صفوفهم أطفال وعجزة ومعاقين، فضل هؤلاء بأن تفتح لهم غرف الإقامة الجامعية لإسكان عائلاتهم مؤقتا فيها، أو توفر لهم بناءات جاهزة للإقامة بشكل مؤقت أيضا، على غرار ما تم العمل به بمناطق البلاد الأخرى التي عرفت فيما سبق هزات أرضية مماثلة، مثل ما أضاف المتحدثون، الذين ناشدوا أيضا بضرورة تفعيل دور صندوق الكوارث في هذا المجال، مشيرين في السياق أن المسكن الواحد بهذه الأحياء المتضررة فيه من تقطنه عدة عائلات وبالتالي من الواجب أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار وبالتالي يكون التعويض ليس على أساس البناية وإنما على أساس عدد العائلات التي تقطن بها، مع الإشارة وأن من المتضررين من اقترح على السلطات إخلاء منطقة الخربة من سكانها وتعويضهم لإعمار منطقة أخرى، مع تخصيص أرضية الخربة وتحويلها لمقبرة تحل المشكلة القائمة في هذا الشأن.
الوالي يؤكد تحويل انشغالات المتضررين للسلطات العليا
والي ولاية ميلة، مولاي عبد الوهاب، و بعدما أكد بأن المتضررين محل عناية وتكفل واهتمام عقب الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة الجمعة الماضي، أوضح بأن أولوياته كانت في بداية الأمر، تأمين حياة الناس، من خلال تشكيل خلية أزمة وفتح الملعب البلدي لاستقبال المتضررين، مؤكدا بأنه أمر رئيس دائرة ميلة بالإخراج الفوري للدخلاء الذين استولوا على بعض الخيم بمركز العبور بالملعب البلدي، والتنسيق الفوري مع ممثلي الأحياء الحاضرين ومنتخبي المجلس الشعبي البلدي، لأجل التكفل بإطعام العائلات المتضررة، والإسراع في إيصال المساعدات المادية، التي تصل تباعا من ولايات الوطن ومن المحسنين، لأصحابها المستحقين، بداية من عشية أمس، وفق معايير الشفافية والالتزام بروح المسؤولية.
أما فيما يخص مجمل الانشغالات والمطالب الأخرى للمواطنين المتضررين، المقدمة على لسان ممثليهم في هذا اللقاء، فقد وعد المسؤول برفع مطالب المتضررين عشية نفس اليوم، أي أمس الاثنين، لوزير الداخلية، حتى تبث فيها السلطات العليا، ودراسة الإمكانيات المتاحة للتكفل بها في القريب العاجل، مؤكدا استعداده وسعيه لتحقيق المقترحات التي يتفق عليها أغلبية المتضررين، بما فيها الرفع من حصة الوحدات السكنية، إضافة للحصة المعلن عنها من قبل المتضررين الراغبين في السكن الاجتماعي بمنطقة فرضوة، وتحصيل وعاء عقاري للراغبين في البناء، و بالموازاة مع ذلك التدقيق في القوائم الاسمية للعائلات المتضررة وضبطها بالرجوع للبنايات والتنسيق مع ممثلي الأحياء والالتزام بروح القانون في منح الاستفادة أو الإعانة المالية.
وكشف الوالي أنه لا يمكنه اتخاذ قرار إعلان منطقة الخربة والأحياء المتضررة معها منطقة حمراء، دون الرجوع لرأي الخبراء والمختصين الممثلين لمجموعة مكاتب الدراسات المختصة والمخابر التقنية المتواجدين حاليا في الميدان بتجهيزات ثقيلة، لدراسة ظاهرة انزلاق التربة وتصدع الأرض الحاصل فيها، وحصوله على تقرير ونتائج الخبرة التي يتوصل إليها هؤلاء المختصين، والتي ستحدد حتما الأسباب التي حركت الأرض وجعلتها ترتج حتى الوقت الحالي.
أما عن مطلب توفير سكنات البناء الجاهز كحل مؤقت، فقال بأنه سيسعى في إمكانية تحقيقه مع وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والسكن، غير أن مطلب استغلال الأحياء السكنية الجامعية، فمن الصعب الاستجابة له، حسب قوله، كون الدخول الجامعي على الأبواب والطلبة في حاجة لغرفهم، مختتما بأنه سيحيط السكان علما بكل المستجدات والقرارات التي ستتخذ في إطار معالجة هذه الأزمة الحاصلة والهادفة لمعالجة وضعيتهم ومشاكلهم المطروحة.
قوافل تضامن الولايات مع ميلة متواصلة
كشف بيان لخلية الإعلام والاتصال لولاية ميلة، عن استقبال قوافل مساعدات وتضامن محملة من عدد من ولايات الوطن وقد استلمت مساعدات من ولايات، سطيف، جيجل، المسيلة، أما اليوم الثلاثاء منتظر وصول قافلة الهلال الأحمر الجزائري بقيادة رئيسة هذه الهيئة السيدة بن حبيلس سعيدة.علما وأن هذه المساعدات تستلمها كل من مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن ومديرية الإدارة المحلية، و يتولى رئيس دائرة ميلة بالتنسيق مع ممثلي السكان إعداد القوائم و توزيعها على المواطنين المتضررين. إبراهيم شليغم