كشف المستشار برئاسة الجمهورية المكلف بمتابعة مناطق الظل، إبراهيم مراد، أمس من الطارف، عن تخصيص الدولة ما قيمته 18400 مليار دينار لتجسيد 48 ألف عملية تنموية في مختلف المجالات لفائدة 15040 منطقة ظل تأوي زهاء 8 ملايين ساكن عبر التراب الوطني.
وأوضح إبراهيم مراد، في تصريح صحفي خلال زيارته للولاية التي دامت يومين، عاين خلالها عدد من مناطق الظل والمشاريع التي تدعمت بها لتحسين الإطار المعيشي للساكنة، أن الغلاف المالي المذكور موجه لمعالجة الاختلالات التنموية المسجلة بمناطق الظل لرفع الغبن والتهميش على المواطنين وتوفير ظروف الحياة الكريمة لهم في عديد الميادين والمجالات، على غرار التزود بالمياه الشروب، و فتح المسالك والطرقات لفك العزلة على هذه المناطق، وكذا التغطية الصحية و تحسين ظروف التمدرس والربط بالكهرباء والغاز، وغيرها من العمليات الأخرى، الرامية إلى التكفل الحقيقي بانشغالات واحتياجات السكان وتحسين إطارهم الحياتي.
و نوّه المستشار في سياق متصل بالسياسة البراغماتية الذكية لرئيس الجمهورية، في توفير العيش الكريم لقاطني مناطق الظل وتوفير فرص الاستثمار بها، واستدراك التهميش الذي تعيشه هذه المناطق التي تبقى تفتقر لأبسط ضروريات الحياة وهذا من منطلق تكافؤ الفرص بين جميع المناطق والمواطنين على حد سواء، مع حرصه على أهمية تصنيف مناطق الظل وتحديد الأولويات وتوفير التمويل المالي للانطلاق في تجسيد المشاريع المقترحة والمبرمجة.
وأكد مستشار رئيس الجمهورية، عن الإرادة والعزيمة الصادقة في التكفل باحتياجات سكان مناطق الظل التي تعيش حسبه ثورة حقيقية في التنمية، من خلال العناية والاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية لهذه المناطق المحرومة، وذلك بتوجيه الاعتمادات المالية المطلوبة ضمن برنامج استعجالي شرع في تجسيده لإزالة الغبن والتهميش على ساكنة مناطق الظل، مشددا أنه آن الأوان لجعل من سكان مناطق الظل مواطنين حقيقيين وإعطائهم كل الاهتمام لتثبيتهم بمواطن أرزاقهم وعيشهم، وهو ما يتطلب حسبه خلق حركية توازن بين المدينة والريف وفق حسن التأطير الإيجابي لتشجيع النزوح العكسي من المدينة إلى الريف.
وأبرز المتحدث الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية لمناطق الظل التي يريد أن يسلط الضوء عليها ويجعل من ساكنتها الذين عانوا ويلات العزلة والغبن لسنوات مضت متساوين في التنمية مثل بقية المناطق الأخرى، خاصة بعد أن فرضت عليهم ظروفهم المزرية النزوح وترك مواطن رزقهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة، مبرزا أن خرجاته الميدانية للولايات تأتي في سياق تعهدات رئيس الجمهورية في الوقوف عن كثب على مدى التكفل باحتياجات السكان والمشاريع المقترحة والجاري إنجازها للتكفل بهذه المناطق.
وقال إبراهيم مراد، إنه لأول مرة منذ الاستقلال يتم التطرق لهذه المناطق، من خلال الشريط الذي عرض على الرأي العام الوطني والدولي الذي بث عبر شاشات التلفزيون والذي أظهر للملأ الظروف الصعية التي يعيشها سكان مناطق الظل وافتقارهم لأبسط الضروريات، مشيرا أن الخرجات الميدانية التي يجوب بها ولايات الوطن بأمر من رئيس الجمهورية، مكنت من الوقوف في الميدان على وضعية كل منطقة ظل وظروف ساكنتها وضبط احتياجاتهم بالتنسيق مع السادة الولاة.
نوري.ح