دعا أول أمس الخميس، ناشطون في جمعيات ونقابيون ومقاولون شباب في قسنطينة إلى أداء واجب التصويت في الاستفتاء القادم حول الدستور الجديد، فيما اعتبر أستاذ جامعي في العلوم السياسية أن الجزائر دخلت مرحلة الشرعية البراغماتية من خلال تلبية مطالب الشباب.
وعقد المكتب الولائي للفيدرالية الوطنية للمقاولين الشباب بقسنطينة لقاء في قصر الثقافة مالك حداد من أجل التحسيس بالعملية الانتخابية، حيث قدم فيه الأستاذ الجامعي المتخصص في العلوم السياسية، البروفيسور عبد اللطيف بوروبي، مداخلة شرح فيها ضرورة الدستور الجديد بالقول "إننا في مرحلة جديدة تتطلب قوانين وأحكام دستورية جديدة"، مشيرا إلى أن المطالب والتحولات السياسية والاجتماعية تحتاج إلى تحديدها والتفكير في كيفية بلورتها على أرض الواقع. وأضاف نفس المصدر أن جميع الإصلاحات تنطلق من وثقة الدستور، في حين أشار إلى أن الشباب براغماتي ويطرح مطالب براغماتية، كما "أننا خرجنا من الشرعية الثورية والشرعية الإيديولوجية، ونحن اليوم نتحدث عن الشرعية البراغماتية"، مثلما قال.
وأضاف البروفيسور الذي افتتح بمداخلته اللّقاءَ أن المطلب الوحيد للشباب هي المطالب التي عبّر عنها في الحراك الشّعبي، ولا يمكن، بحسبه، الاستجابة لها إلا من خلال مراجعة منظومة القوانين ومنظومة المؤسسات القائمة، فيما نبه بوجود نوع من الصيرورة والديناميكية، بحيث أن الأحكام الدستورية تأتي عامة وتحتاج إلى قوانين لتجسيدها. وخلف البروفيسور على المنصة ممثل عن النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية بولاية قسنطينة، محمد بوليفة، حيث قال "أن الشعب الجزائري تواق إلى الحرية والعيش بكرامة في ظل جمهورية جديدة يسودها العدل والمساواة في ظل دستور جديد يكفل الحقوق في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية".
وأوضح نفس المصدر أن العيش بالقيم التي ذكرها في ظل منظومة قانونية عادلة تتسم بالاستقرار والثبات والديمومة لا يتسنى إلا من خلال دستور يؤكد على هذه الحقوق ويصونها ويحفظها، بما يتماشى مع النضج الذي بلغه الشعب الجزائري، كما يلبي تطلعاته المستقبلية. وتحدث في اللقاء الشّابُ يونس بن خالد، ممثل عمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية عن مباركته باسم الفئة التي يمثلها لمسعى الرئيس في لمّ الشعب الجزائري ومرافقته للحراك الشعبي، كما دعا إلى المشاركة بقوة في التعبير عن الأصوات في استفتاء الأول من نوفمبر القادم، فضلا عن دعوته لفئة الشباب إلى المشاركة في بناء الجزائر الجديدة.
وألقى رئيس جمعية صدى الشباب، حسن هوام، كلمةً دعا فيها فئة الشباب إلى صناديق الاقتراع من أجل التعبير عن أصواتهم، التي اعتبر أنها "صارت مسموعة في الجزائر الجديدة"، مؤكدا أن لكل مواطن الحرية في التعبير عما يقتنع به، فيما أوضح أن الشباب يسعون إلى تقديم تصوراتهم حول مستقبل جزائرٍ تَسعُ الجميع وتمنح الفرص لجميع أبنائها. وذكر نفس المصدر أن الاستفتاء خطوة أولى نحو الازدهار ونحو جزائر جديدة تبنى بسواعد شبابها، معربا عن تمنيه في عقد لقاءات أخرى ما قبل الدستور وما بعده.
وختم الأمين الولائي للفيدرالية الوطنية للمقاولين الشباب، مصطفى بن لطرش، اللقاء بمداخلة قدم فيها تعريفا بالفيدرالية التي قال إنها تستهدف حماية حقوق المؤسسات المصغرة والمقاولين الشباب، كما تحدث عن الاتفاقيات التي أبرمتها الفيدرالية مؤخرا مع وزير المؤسسات الناشئة، فيما صرح لنا الأمين العام للمكتب الولائي للفيدرالية، شكري ليتيم، أن الموقف الرسمي للفيدرالية يتمثل في أداء الواجب الوطني بالتصويت، فيما أوضح أن الفيدرالية تلمس بوادر التغيير مع رئيس الجمهورية، من خلال إنشاء وزارة للمؤسسات الناشئة واستحداث منصب مستشار الرئيس للمجتمع المدني، فيما أكد أن الفيدرالية ستكون مع قرار الأغلبية الذي سيفرزه الصندوق بعد الاستفتاء، داعيا جميع المواطنين إلى الإدلاء بأصواتهم. وقد حضر اللقاء رؤساء جمعيات وناشطون من المجتمع المدني من ولاية قسنطينة.
سامي .ح
