قال الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة يوم الخميس المنصرم، أن الدستور الجديد هو محطة هامة في مسار التغيير من أجل تأمين مطالب الحراك وإحداث قطيعة مع ممارسات الماضي، وكذا الإستجابة لمطالب الجزائريين بالتغيير الفعلي الذي بدأ نهاية السنة المنصرمة 2019 بتغيير المؤسسات الدستورية وعلى رأسها إنتخاب رئيس جمهورية.
وأكد لعباطشة في كلمته التي ألقاها خلال الندوة الجهوية لإطارت الغرب والتي جرت بميناء وهران أن دستور 2016 صنعته أقلية لفائدة خدمة مصالحها ومصالح لأطراف أجنبية، و اعتبر لعباطشة أنه من حق العمال المشاركة في التصويت على الدستور الجديد لأن نقابييها هم مواطنين جزائريون قبل النضال النقابي، وأن المركزية النقابية درست مضمون المشروع الجديد والنصوص القانونية التي يحملها، وشاركت باقتراحات نابعة من الواقع الذي تتواجد فيه قواعدها.
وشدد الأمين العام للمركزية النقابية، أن التغيير المنشود من طرف الجميع لا يجب أن يتم تداوله بالكلام فقط، ولكن يجب السعي لتجسيده بالعمل وبضوابط جديدة، وأنه على القواعد العمالية أن تشارك بقوة لطي صفحة الدستور القديم بصفة نهائية، ودعا الحاضرين لضرورة إنجاح هذا الدستور الذي يضم عدة مقترحات للمركزية النقابية، معتبرا أن الدستور الجديد وضع الإصبع على هم الجزائريين وهو الفساد والذي وصفه «بأم الخبائث» والذي جاء بشأنه، كما قال، مواد تم من خلالها دسترة مكافحة الفساد، وهي خطوة اعتبرها المتحدث مهمة جدا نحو التغيير ورفع الغبن عن الجزائريين.
وقال لعباطشة أنه بفضل الدستور الجديد ستصبح الإدارة مجبرة على إشراك منتخبي الشعب في اتخاذ القرار، وعدد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عدة نقاط إيجابية تضمنها الدستور الجديد، معتبرا أن إعادة فتح ملف الهوية من طرف البعض هو محاولة لزرع الفتنة في قضية تم الفصل فيها سابقا ولا نقاش حولها حاليا، مبرزا أن الشعب الجزائري اليوم أكثر وعيا ولن يسمح بخدمة الأطماع المغرضة لمن يتواجدون وراء البحار من أعداء الجزائر، مضيفا بأن هناك تعليقات حول الدستور الجديد منتشرة عبر شبكات التواصل الإفتراضي مثلما فضل لعباطشة تسميتها، تزامنت و الوقت الذي تبنى فيه جزائر الغد مما يفرض على المركزية النقابية أن لا تبقى على الهامش بل يجب أن تلعب دورها وسط العمال، من أجل بناء جزائر جديدة التي تتطلب حتما، كما قال، المرور بدستور جديد بضوابط جديدة لتجسيد كل المكاسب التي حققها الحراك والحفاظ عليها.
وقدم الأمين العام للمركزية النقابية حوصلة عن نشاطات النقابة بعد أكثر من عام عن المؤتمر 13، الذي اعتبره جاء نتيجة حراك داخل هذه المنظمة العمالية وانبثق عنه قيادة جديدة وصيغة جديدة للقانون الأساسي والنظام الداخلي يكون فيها العامل العضو الفعال، مبرزا أن من يريدون التمسك بالنمط القديم داخل «الإيجيتيا» ويعرقلون المسار الجديد تم اتخاذ ضدهم إجراءات عقابية، وأفاد المتحدث في كلمته بخصوص مطالب العمال أنها متمحورة حول الزيادات في الأجور ورفع القدرة الشرائية وتحسين ظروف العامل وغيرها، وهي مطالب يتم إعادة النظر فيها تدريجيا، حسب لعباطشة، الذي نوه في الوقت ذاته باستجابة رئيس الجمهورية لمطلب رفع الضريبة على الدخل العام للعامل رغم الوضع الاقتصادي التي تعيشه البلاد والأزمة الصحة التي ضاعفت الثقل الاقتصادي، والمهم وفقه هو الحرص للحفاظ على مناصب الشغل، بالإضافة لملفات هي قيد الدراسة على مستوى اللجنة المركزية للاتحاد العام للعمال الجزائريين. بن ودان خيرة