الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

شرفي يؤكد بأن الشعب استجاب لنداء الوطن: نتائـــج الاستفتـــاء لا غبــار عليها والجزائــر ستدخــل عهدا جديــدا بدستــور ''حــلال''


أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات، محمد شرفي، أمس، أن نتيجة التصويت على مشروع تعديل الدستور لا غبار عليها من الناحية القانونية والدستورية، واعتبر بأن نسبة المشاركة في الاستفتاء في ظل الظروف التي تعيشها البلاد دليل على التفاف الشعب حول التغيير، مشددا على أن الجزائر ستدخل عهدا جديدا بدستور جديد وهو الدستور الذي وصفه شرفي بالدستور «الحلال» في إشارة إلى مصداقية الأرقام التي أعلنت عنها السلطة.
قال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أن إقبال الجزائريين على صناديق الاقتراع رغم جائحة كورونا «دليل استجابة الشعب لنداء الوطن»، وأضاف في الندوة الصحفية لعرض النتائج الأولية للاستفتاء على الدستور، بأن الشعب الجزائري هبّ للإدلاء بصوته على مشروع تعديل الدستور، وقال إن المشاركة في الاستفتاء بمثابة تحد آخر لبناء الجزائر الجديدة واستكمال المسار الذي بدأ في 22 فيفري من العام الماضي.
وأوضح رئيس السلطة الوطنية للانتخابات، أن الجزائر ستدخل «عهدا جديدا بدستور جديد اختاره الشعب بكل حرية ومسؤولية»، مضيفا بأن الدستور الجديد سيكون حجر الزاوية في بناء جزائر جدية تكرس الديموقراطية التشاركية الحقيقية بمشاركة شعبية.
نتائج الاستفتاء لا غبار عليها
وفي رده على سؤال يتعلق بنسبة المشاركة المسجلة والمقدرة بـ 23,72 بالمائة، أوضح شرفي أنه بالنظر لكون السلطة المطلقة تعود للشعب ولا يوجد في القانون حد أدنى لنسبة المشاركة، فإن “النتائج لا غبار عليها دستوريا وقانونيا”. وأضاف أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “تعتمد فقط المعايير القانونية والدستورية للنظر في صحة النتائج وليس المعايير السياسية التي تخضع للتقديرات الشخصية”.
واعتبر في هذا السياق أن مجرد تنظيم الاستفتاء في ظل الظروف الصحية الخاصة يعتبر “تحديا في حد ذاته” ويمنح للعملية “قيمة مضافة لا يستهان بها, في الوقت الذي لم تتمكن فيه بعض الدول العظمى من تنظيم انتخابات ولو على المستوى المحلي”.
وقال شرفي، أن نسبة 23 بالمائة بالنسبة للظروف التي سادت العملية وتفشي الفيروس هي برهان على التفاف الشعب حول التغيير. و أكد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، إن نتيجة التصويت على مشروع تعديل الدستور لا غبار عليها من الناحية القانونية والدستورية، وتابع قائلا «هنيئا لنا جميعا على هذا الدستور”. وأضاف أن الإستفتاء كان نزيها وشفافا وخلال ديسمبر 2019 اكتسبنا رئيسا «حلالا» واليوم اكتسبنا دستورا «حلالا».
وأضاف أن المهم في هذه العملية هو “شفافية النتائج”، مشيرا في هذا السياق إلى أنه في الماضي “كانت هناك نسب مشاركة أعلى لكنها تدل على كل شيء ما عدا المشروعية الديمقراطية”. ولفت رئيس السلطة من جهة أخرى إلى “المشاركة القوية” للمجتمع المدني في هذا الاستفتاء, فضلا عن “السلوك الحضاري والمسؤول للأحزاب التي شاركت في الحملة بكل توجهاتها, سواء دعت للتصويت بـ»نعم» أو «لا”. وأضاف أنه بعد إعلان المجلس الدستوري عن النتائج النهائية، سينشر النص الدستوري الجديد في الجريدة الرسمية ويصبح ساري المفعول.
  الرئيس تحلى بالشجاعة السياسية
في السياق ذاته، أكد شرفي، أن رئيس الجمهورية تحلي بـ»الشجاعة والبصيرة» عندما دعا إلى تنظيم استفتاء شعبي حول التعديل الدستوري في هذا الظرف ورغم تفشي وباء كورونا، وقال إن ما قام به الرئيس تبون، الذي تمنى له شرفي الشفاء والعودة إلى مهامه وقيادة البلاد، يعد في حد ذاته من سمات الحوكمة الرشيدة. وقال شرفي، إن رئيس الجمهورية حرص على وضع كافة الشروط والوسائل لتمكين الشعب من ممارسة حقه الانتخابي في أمان ومسؤولية.
وأوضح ذات المتحدث، أنه لأول مرة المجتمع المدني يشارك بقوة في الاستفتاء، بالرغم من معارضة بعض الأحزاب في حدود احترام الديمقراطية. واعتبر رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أن انخراط المجتمع المدني في الاستفتاء لا يعني إطلاقا التخلي عن الأحزاب السياسية أو منح دورها للمجتمع المدني، وقال بأن الأحزاب هي خزان النخبة السياسية.
وأوضح محمد شرفي، أنه لا توجد أي دولة في العالم ستستفيد من التخلي عن الأحزاب السياسية. وأضاف رئيس السلطة، أن من “المستحيلات السبعة التخلي عنها لأن ذلك يتنافى مع البناء الديمقراطي ”.
  التصويت الأبيض والمقاطعون وتدني مشاركة الجالية
وتحدث شرفي، عن ارتفاع نسبة المقاطعة في منطقة القبائل، وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات إنه “من حق كل جزائري أن يمارس حقه الانتخابي بالكيفية والاتجاه الذي يريده “. مؤكدا أن “هذه هي الجزائر الجديدة التي نناضل من أجلها والتي أقسمنا عليها بقسم أمام الله تعالى بأن نحافظ على أمانة الشعب وصوته مهما كان”.
وأكد شرفي أن النتائج والنسب في كل ولايات الوطن “سيتم نشرها مثلما جرت العملية في الرئاسيات الماضية، حتى ولو كانت النسب 0.04 ستنشر”. وأكد قائلا “نحن مع الشفافية التامة، ولا نفرق بين مواطن من منطقة لأخرى ونحترم جميع المواطنين وآراءهم”. وأضاف شرفي قائلا “السلطة سياسية هي التي تستنتج ما يبتغي استنتاجه، لأخذ ما ينبغي أخذه سياسيا”.
وأكد ضرورة الاستماع للشعب بكل مكوناته وتابع يقول «هناك جزء ينادي للمشاركة، والجزء الآخر ينادي للمقاطعة وآخر ينادي بالتصويت الأبيض، وجزء ينادي بالتصويت بنعم أو لا”. وأوضح شرفي أنها “كلها مواقف سياسية واجتماعية لا يؤاخذ عليها صاحبها، لكن الحاكم يستمع إليها ويستنتج منها ما يفيد البناء الديمقراطي للدولة الجزائرية”. وأشار شرفي قائلا “لست في حيرة من الوضع من حيث هو، ولكن كجزائري وكمسؤول أي إشكالية تطرح في أي منطقة من القطر الجزائري فهي إشكاليتنا جميعا وسنفكر فيها ونتعاون عليها جميعا”.
و عن الأصوات الملغاة، ذكر شرفي أن المواطن يؤدي واجبه بكل أريحية واستقلالية. وأضاف رئيس السلطة، أن الذين لم يرغبوا بالتصويت، فضلوا الذهاب إلى مكاتب الاقتراع للتعبير عن مسؤوليتهم ووطنيتهم.
كما تطرق رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، إلى تراجع نسبة مشاركة أفراد الجالية الجزائرية بالخارج،  وقال إن “تفشي فيروس كورونا عبر مختلف دول العالم كان السبب الرئيسي في تسجيل النسبة التي كانت ضئيلة جدا”. وأكد أن “الكثير من البلدان لم تعلن عن موقفها إزاء تمكين الجالية من التنقل لمكاتب التصويت إلا في اللحظة الأخيرة”.
وأضاف شرفي “مثلا فرنسا قررت وفي اللحظة الأخيرة السماح للقاطنين الجزائريين على أراضيها بالتنقل لمكاتب التصويت لإجراء حقهم الانتخابي، رغم إجراءات الحجر التي فرضتها بسبب تفشي فيروس كورونا”. وأوضح شرفي أن “الجالية الجزائرية بالخارج وجدت نفسها مضطرة في غالب الأحيان للتنقل لمسافات طويلة نحو تلك المكاتب، لهذا فلم يكن الوقت كاف أمامهم لأداء الواجب الانتخابي”.
وأكد شرفي أن “فيروس كورونا هو السبب الرئيسي في تراجع نسبة التصويت هذه المرة، لأن جاليتنا في الخارج لطالما عودتنا أن تكون المنارة التي تضيء الطريق في كل مرة”.
وتطرق شرفي، خلال الندوة الصحفية، إلى التجاوزات المسجلة خلال الاستفتاء على التعديل الدستوري والتي قال بأنها «فردية» ولا تؤثر على نتيجة الانتخابات، وقال بهذا الخصوص انه تم تسجيل حالتين في كل من البيض ومعسكر، ويتعلق الأمر بتجاوزات فردية، اصدر بشأنها تعليمات للجهات القضائية للتعامل معها وتحريك الدعوى العمومية، موضحا بان التبليغات جاءت من منسقي السلطة.  
كما رد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، عن سؤال بخصوص تصرف وزيرة التضامن، كوثر كريكو خلال إدلائها بصوتها في الاستفتاء، بعدما رفضت حمل الورقة الزرقاء المكتوب عليها «لا» واكتفت بورقة «نعم»، حيث قلل شرفي من الأمر، وقال بأن ما قامت به الوزير لم يكن له تأثير على مجرى العملية الانتخابية.
وأضاف شرفي “أي إنسان يأتي للإدلاء بحقه في التصويت ويدخل المكتب فهو مواطن جزائري”. تابع قائلا: “الكيفية التي يعبر بها تحسب له أو عليه، ولكن لا يمكن القيام بحراسة مشددة على كل شخص يدخل للتصويت”. وأضاف “هل الموقف أثر على إدلاء باقي الناخبين بأصواتهم، لا، لأنه لا مفعول له”. وأضاف “هذا التصرف فردي ويبقى مجرد تصرف فردي لا يحسب على السلطة ولا على مؤطري المكتب”.
وعن إمكانية اللجوء مستقبلا إلى التصويت الالكتروني، أكد شرفي أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “لن تتبنى هذا الخيار حاليا بالرغم من وجود الكفاءات والإمكانيات اللازمة حتى تتأكد بشكل تام من خلو هذا الأسلوب من أي
 مخاطر”.                                              ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com