تعود ظهيرة الغد، عجلة الرابطة المحترفة الأولى إلى الدوران برفع الستار عن النسخة 59 للبطولة الجزائرية، و11 في عهد الاحتراف، والعودة ستكون بعد توقف اضطراري دام 255 يوما، على اعتبار أن الأزمة الوبائية كانت وراء توقيف النشاط منذ 16 مارس الماضي، وفيروس كورونا كان وراء تعليق الموسم المنصرم قبل 8 جولات من نهايته، الأمر الذي نتج عنه نمط منافسة استثنائي، عقب لجوء الفاف إلى إلغاء السقوط، لترتفع تركيبة الوطني الأول إلى 20 فريقا، في إجراء كانت المنظومة الكروية الوطنية، قد عاشت على وقعه قبل 32 سنة، كآخر تجربة لها بهذه التركيبة.
استئناف نشاط الرابطة المحترفة الأولى، يأتي بعد أسبوع من رفع الستار عن الموسم الجديد، باجراء نهائي الكأس الممتازة لسنة 2019، ولو أن العودة تأتي في ظروف استثنائية بسبب الوضعية الوبائية، لأن انتشار فيروس كورونا جعل وزارة الشباب والرياضة، تحصر الترخيص بالتدريبات واستئناف المنافسات الكروية الرسمية في أندية «النخبة» كتجربة ميدانية للوقوف على مدى قدرة الفرق على التعامل مع التدابير الوقائية، التي أقرتها الوصاية بالتنسيق مع اللجنة العلمية، لأن «البروتوكول» الصحي، يلقي بظلاله على أجواء المنافسة، مادامت كل اللقاءات ستجرى في غياب الجمهور، ووسط إجراءات طبية صارمة، سيما وأن فترة التحضيرات والتي امتدت على مدار 9 أسابيع، كانت قد شهدت تسجيل العديد من الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس في أوساط اللاعبين، وكانت أندية شباب قسنطينة، اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، إتحاد بسكرة، نصر حسين داي ومولودية الجزائر الأكثر تسجيلا لهذه الحالات، مما دفع بالفاف وكذا الرابطة إلى الإلحاح على ضرورة التطبيق الصارم لإجراءات الوقاية على مستوى كل الملاعب، وهي أمور كانت محور الزيارات الميدانية للمعاينة، التي قامت بها لجان فرعية تابعة للرابطة المحترفة، بحضور ممثلين عن اللجنة الطبية الفيدرالية.
4 مباريات في برنامج اليوم الأول وتأجل ظهور البطل والوصيف
تنطلق النسخة 11 للبطولة «المحترفة»، وعلى غير العادة في أواخر شهر نوفمبر، وهي الفترة التي اعتادت فيها الأندية على التأهب لدخول «الميركاتو» الشتوي، لكن فيروس كورونا تسبب في تأخير موعد انطلاق الموسم بنحو ثلاثة أشهر عن التاريخ المعتاد، مما يضع الفرق أمام مشوار ماراطوني، سيشهد برمجة مكثفة، على اعتبار أن هذا التأخير، تزامن وقرار رفع عدد الأندية إلى 20، خاصة بعد تمسك الاتحادية بموقفها، ورفض إدخال أي تعديل على نمط المنافسة، بعدما راج حديث عن إمكانية اللجوء إلى تقسيم الأندية، إلى فوجين للتعامل مع هذه المعطيات الإستثنائية، وتمكين الرابطة من ربح الوقت لضبط برمجة مريحة.
جولة رفع الستار، ستعرف إعطاء إشارة انطلاق السباق من أجل خلافة شباب بلوزداد على منصة التتويج، مع إمكانية احتفاظ أبناء «العقيبة» بتاجهم، والسباق سيكون طويلا وشاقا، في وجود الكثير من الزبائن التقليديين، لأن 15 ناديا كانوا قد تربعوا على العرش منذ الطبعة الأولى، من بينهم 5 أبطال في عهد الإحتراف، ليبقى الوفاق السطايفي، صاحب أكبر عدد من التتويجات بلقب البطولة المحترفة، بعد اعتلائه المنصة 4 مرات، متقدما بلقب واحد على اتحاد الجزائر، بينما كانت الألقاب الثلاثة الأخرى، من نصيب كل من جمعية الشلف، شباب قسنطينة وشباب بلوزداد، ولو أن دائرة الطامحين تتسع، لتضم أندية اعتادت لعب الأدوار الأولى، في صورة مولودية الجزائر، شبيبة القبائل، شبيبة الساورة ومولودية وهران، والمجموعة حافظت على نفس تركيبتها للموسم المنقضي، مع نجاح كل من سريع غيليزان، وداد تلمسان وأولمبي المدية في تحقيق عودة سريعة إلى حظيرة «الكبار»، بينما استعادت شبيبة سكيكدة مكانتها، بعد غياب دام أزيد من 3 عقود من الزمن.
إعطاء ضربة الانطلاقة للموسم الجديد، سيكون بإجراء 4 مباريات ظهيرة غد الجمعة، واحدة منها سيحتضن أطوارها ملعب بن عبد المالك بقسنطينة، ويستضيف فيها «السنافر» وداد تلمسان العائد إلى الوطني الأول، والشباب سيعمل على توظيف عامل الأرض لتدشين موسمه بانتصار مهم، مادامت ورقة الجمهور قد سقطت في الماء بسبب الإجراءات الوقائية، بينما سيكون اللقاء الثاني عبارة عن قمة تقليدية بين شبيبة القبائل وأهلي البرج، في الوقت الذي سيستهل فيه نصر حسين داي موسمه باستضافة مولودية وهران، في مباراة لها طابع خاص للمدرب لكناوي الذي يقود «النهد»، بعدما كان قبل موسمين قد أنقذ «الحمراوة» من السقوط، في حين سيدشن سريع غيليزان عودته إلى حظيرة الكبار باستقبال نادي بارادو، الذي اعتاد على التمرد وخطف الأضواء بفضل ثمار المدرسة.
للإشارة، فإن الجولة ستستكمل ظهيرة السبت باجراء 4 لقاءات أخرى، لأن افتتاح الموسم الجديد، سيكون في غياب البطل ووصيفه، جراء انشغالهما بالدور التمهيدي لمنافسة دوري أبطال إفريقيا.
ص / فرطــاس
