أكد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي أمس، بأن إعادة فتح المدارس القرآنية سيساعد قطاع التربية الوطنية على التكفل بالأقسام التحضيرية، بعد أن تم تقليص أعدادها في بعض الولايات بسبب الاكتظاظ، كما سيساهم في ضمان دروس الدعم للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية.
رحب جلول حجيمي في تصريح «للنصر» بقرار الحكومة بإعادة فتح المدارس القرآنية، ودعا المجالس البلدية والولائية والجمعيات للمشاركة في تأطير هذه الفضاءات، وتوفير وسائل التعقيم والتطهير، لأن استقبال تلاميذ الطور التحضيري والمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية للاستفادة من الدروس التدعيمية، وحتى الأطفال في سن الروضة، إلى جانب طلبة الزوايا، يجب أن يسبقه إعادة تهيئة الفضاءات التي ستحتضن هذه لفئات، من خلال تنظيفها وتطهيرها وتعقيمها، نظرا لما لحق بها من تدهور بعد غلقها لسنة كاملة تقريبا.
وأوضح حجيمي بأن استئناف نشاط المدارس القرآنية في هذا الظرف الصحي الخاص الذي يتطلب تظافر الجهود لمواجهة التحديات، سيساهم في رفع الضغط عن قطاع التربية الوطنية في التكفل بتلاميذ الطور التحضيري، من خلال استقطاب الأعداد التي لم تجد لها مقاعد على مستوى المدارس الابتدائية التي تعاني من مشكل الاكتظاظ، لا سيما وأن الوزارة أمرت بتخصيص الفضاءات المتوفرة للتكفل بالمتمدرسين وإنجاح نظام التفويج الذي تم اعتماده حصريا في هذا الموسم لضمان التباعد الجسدي بين التلاميذ، ومنع انتقال العدوى بفيروس كورونا.
وتطبق المدارس القرآنية التي تشرف عليها تطبق نفس البرنامج المعتمد من قبل وزارة التربية الوطنية بالنسبة للأقسام التحضيرية، قصد إعدادهم للالتحاق بالمدرسة رسميا وفق الأساليب البيداغوجية الصحيحة، كما تقدم هذه الفضاءات رعاية خاصة للأطفال الذين يعانون مشاكل في النطق لمساعدتهم على تخطي هذه الصعوبة عبر آلية الحفظ، إلى جانب مساهمتها في التكفل بالأطفال في سن الروضة.
وسيساعد فتح هذه الفضاءات وفق المصدر، الأسر بصورة عامة على تجاوز تداعيات جائحة كورونا على الحياة الاجتماعية، بفضل الأقسام التحضيرية التي يؤطرها أساتذة ذوي كفاءة، الأمر الذي سيؤدي إلى التخفيف من وطأة الإجراءات الصحية الصارمة الهادفة إلى التحكم في الوضعية الوبائية، التي أجبرت مدراء بعض المدارس الابتدائية على إلغاء الأقسام التحضيرية لانعدام الفضاءات الشاغرة لاستقبال هذه الفئة من الأطفال، بعد أن تم استعمال كل الأقسام والقاعات لتطبيق نظام التفويج. ومن أجل إنجاح قرار الحكومة، ناشد جلول حجيمي الأولياء للمساهمة في تطبيق التدابير الاحترازية، عبر تلقين أبنائهم قواعد البروتوكول الصحي قبل الالتحاق بهذه المؤسسات، كوضع الكمامة وغسل اليدين وتفادي الاحتكاك مع زملائهم عند الدخول والخروج، مجددا التذكير بحساسية الوضع الصحي الذي ما يزال يتطلب المزيد من الحيطة والحذر للخروج منه بأقل الأضرار.
ويشمل قرار الوزارة الأولى أيضا إعادة فتح الزوايا التي تؤطر بدورها عددا هاما من مرتادي هذه الفضاءات، سواء عبر النظام الداخلي أو النصف الداخلي، فضلا عن أقسام محو الأمية، وهي جميعها مطالبة باحترام الإجراءات الوقائية وفق تأكيد جلول حجيمي، كما تنتظر الدعم والمساعدة من السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني، لتوفير وسائل الحماية من الفيروس، فضلا عن المتابعة المستمرة من قبل المدراء المركزيين للسهر على تطبيق البروتوكول الصحي والوقوف على معالجة النقص إن وجد. وتسببت جائحة كورونا في العديد من المصاعب للأسر، بعد أن تم منع التجمعات واتخاذ قرار الغلق المؤقت لعديد من المؤسسات، خشية تفشي الوباء على نطاق واسع، لا سيما ما تعلق بغلق المدارس القرآنية التي تعد شريكا هاما لقطاع التربية الوطنية في التكفل بتلاميذ التحضيري وأقسام الامتحانات، كما تدعم هذه الفضاءات جهود وزارة التضامن من خلال الأقسام التي تستقبل الأطفال في سن الروضة. لطيفة-ب