دعا رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري أمس إلى تكاثف جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص للتضامن مع الفئات المتضررة من الجائحة، مؤكدا بشأن تواصل إجراءات الحجر الصحي بأن الهدف منها الحفاظ على الحياة، وأنها مست الجميع دون تمييز. أوضح بوزيد لزهاري رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تصريح «للنصر» بأن وباء كورونا أثر كثيرا على اقتصاديات الدول، بل إن نتائجه كانت تدميرية بالنسبة لعدد من البلدان، لأنها مست بأهم الحقوق وهو الحق في العمل، بعد أن توقف مصدر رزق بعض الفئات ممن يشتغلون في السوق الموازي وفي القطاع الخاص، وكذا العمال اليوميين.
وقال لزهاري إن التضامن مع الشرائح الهشة يعد جزء هاما من من حقوق الإنسان، وتجسيد ذلك يكون عبر مساعدة هذه الفئات على مواجهة صعوبة الظرف للتخفيف من وطأة الوضع الصحي الاستثنائي عليها، مؤكدا بأن النساء المعنفات والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة من بين الشرائح التي يستوجب الوقوف إلى جانبها.
وعاد المصدر إلى تدابير الحجر الصحي التي تم تمديد آجالها لأسبوعين آخرين، موضحا بأنه من شروط القيود التي يتم فرضها على حقوق الإنسان أن لا تكون تمييزية بين فئات المجتمع أو حسب الجنس، موضحا بأن كوفيد 19 فرض على الحكومة وضع قيود على حقوق الإنسان في إطار ما يسمح به القانون، وأن احترام القيود التي تضعها الدولة يتحقق عبر سن قانون يتم نشره أو الإعلان عنه لإعلام المواطن بما تم اتخاذه من تدابير.
ويضيف الأستاذ لزهاري بأن الهدف من الحجر الصحي ينبغي أن يكون مشروعا، وهو حماية الحق في الحياة في إطار احترام مقتضيات النظام الديمقراطي، تطبيقا لما تنص عليه المادة 4 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي يعطي للدولة صلاحية تقييد بعض حقوق الإنسان وفقا للشروط التي تم ذكرها سابقا لحماية الحق في الحياة.
وبخصوص حملة التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 التي انطلقت مؤخرا، أيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري قرار وزارة الصحة بجعل التلقيح ضد فيروس كورونا اختياريا وليس إجباريا، لكنه حرص على التأكيد على ضرورة توفير المعطيات الكافية للمواطن بخصوص اللقاح، حتى يتخذ القرار الذي يراه مناسبا، عبر إشراك قطاع الإعلام وتمكينه من مصدر المعلومات الصحيحة.
ويرى المتحدث في حملة التلقيح ضد الفيروس بأنها وسيلة فعالة للحفاظ على صحة الأفراد، مشيدا بجهود وزارة الصحة واللجنة العلمية لرصد انتشار فيروس كورونا إلى جانب الأطباء والأخصائيين لمحاربة الوباء، مجددا التأكيد على أهمية شرح المعلومات المتعلقة باللقاح لضمان نجاح واستمرار العملية.
كما دعا بوزيد لزهاري الإعلاميين والمجتمع المدني للمشاركة في شرح طبيعة الوضع، والأهداف التي يرجى تحقيقها من خلال إجراءات الحجر الصحي، وذلك في رده على سؤال «للنصر» بخصوص احتجاج مواطنين بولاية جيجل على استمرار تدابير الحجر، قائلا إن هذه الإجراءات ليست تمييزية والغرض منها حماية حياة الأشخاص، كما انها مست كل بلدان العالم وليس الجزائر فحسب.
ويعتقد الأستاذ لزهاري بأن الوضع يتطلب القيام بعمل توعوي، وإيصال المعلومة إلى الجميع بشأن كل ما يتعلق بالظرف الصحي الاستثنائي، قائلا إن تحقيق هذا المسعى يكون بالإقناع وليس بالإجراءات الأمنية، التي يمكن اللجوء إليها في حال المساس بالنظام العام، على أن يكون التدخل باحترافية ودون استعمال العنف، وفي إطار احترام حقوق الإنسان.
وبخصوص تأثير تدابير الحجر الصحي على أهم قطاع، وهو قطاع التربية والتعليم أفاد المتحدث بأن وباء كورونا مس الحق في التربية بعد أن تم غلق مدارس وإكماليات وثانويات، قبل أن يصدر قرار إعادة فتحها من جديد في إطار التدابير الوقائية، مع اعتماد التعليم عن بعد، غير أن هذه الطريقة ليست مضمونة للجميع بسبب إشكالية الربط بشبكة الأنترنيت، مما يتطلب من المختصين الاجتهاد لإيجاد الوسائل حتى يستفيد كافة التلاميذ من هذه الطريقة في التعليم.
لطيفة بلحاج