حذرت النقابة الوطنية للبياطرة، أمس، من اقتناء لحوم الدجاج من المذابح العشوائية التي يزداد انتشارها مع قدوم شهر رمضان بسبب ارتفاع الطلب على هذه المادة، ودعت المستهلكين لتفادي اللحوم غير المراقبة لأنها تسبب أمراضا خطيرة، من بينها مختلف أنواع السرطانات، كما تؤدي إلى إضعاف النظام المناعي لجسم الإنسان.
نبه رئيس النقابة الوطنية للبياطرة محمد دحمان إلى خطورة استهلاك لحوم الدجاج التي يتم اقتناؤها من المذابح العشوائية، بسبب ما تحتويه من مواد تشكل خطورة على صحة الإنسان، من بينها الهرمونات وبقايا المضادات الحيوية، وهي تركيبات تؤدي إلى الإصابة بمختلف أنواع السرطانات، من بينها سرطان الكولون والمعدة، كما تتسبب في إضعاف الجهاز المناعي للجسم.
ونصح الدكتور محمد دحمان عبر «النصر» المواطنين بتفادي نقاط البيع العشوائية التي تعرض لحوم الدجاج بأسعار منخفضة نسبيا مقارنة بالمحلات التجارية المعتمدة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان وشروع الأسر في التحضير له عبر تخزين كميات من المواد الغذائية خشية ارتفاع أسعارها وخضوعها للمضاربة مع بداية الشهر الفضيل، مؤكدا بأن كل اللحوم التي لا تخضع لمراقبة البيطري يجب الإعراض عنها حتى وأن بيعت بثمن بخس.
أوضح المصدر بأن كافة لحوم الدجاج التي تباع في المذابح العشوائية مصدرها مربين غير شرعيين يمارسون نشاطهم بعيدا عن الرقابة، ودون احترام الشروط والمعايير الصحية، قائلا إنهم يقتنون الكتاكيت الموجهة للتربية، وكذا الأدوية الخاصة بها من السوق الموازية، ثم يستعملونها بطرق غير صحيحة دون استشارة الأطباء البياطرة، وبعضهم يمارس التحايل بدمج الهرمونات مع الغذاء الخاص بالدواجن لمضاعفة حجمها وبيعها في ظرف قياسي لتحقيق الأرباح.
وأرجع رئيس نقابة البياطرة الكثير من المشاكل الصحية التي يشتكي منها المواطن، وكذا نقص فعالية العديد من أصناف المضادات الحيوانية إلى ما نتناوله من مواد غذائية غير صحية، من بينها لحوم الدجاج التي تحتوي على بقايا المضادات الحيوية، بسبب عدم احترام المربين غير الشرعيين للفترة الفاصلة ما بين تقديم الأدوية للحيوانات وتوجيهها إلى المذابح قصد تسويق لحومها، في ظل انعدام الرقابة البيطرية التي يمكنها الحد من هذه الممارسات التي تهدد الصحة العامة.
وأضاف المتحدث بخصوص الوضعية الوبائية لأنفلونزا الطيور الذي انتشر مؤخرا ببعض المناطق الشرقية عبر تسجيل بؤر جديدة، بأن الوسيلة الوحيدة لوقف زحفه والحفاظ على الصحة الحيوانية هو الاحترام الصارم للإجراءات الوقائية، خاصة ما تعلق بظروف نقل الدواجن إلى المذابح، قائلا إن عملية التوزيع يجب أن تخضع لرخصة مسبقة من المصالح المعنية، فضلا عن الالتزام بالشروط الصحية عبر الحرص على تنظيف المدجنة وارتداء لباس خاص من قبل المربين يمنع انتقال الفيروس، ومنع دخول الغرباء إلى مكان تواجد الدواجن.
وأوضح الدكتور دحمان بأن القضاء على المرض يستوجب رفع درجة اليقظة والحذر، للحد من سرعة انتشار الفيروس ومنع انتقاله إلى باقي مناطق الوطن، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان، مؤكدا استمرار حالة التأهب من قبل البياطرة التابعين لوزارة الفلاحة لمواجهة أي طارئ، فضلا عن البياطرة الخواص الذين يعملون بالتنسيق مع المربين المعتمدين.
وطمأن رئيس النقابة المستهلكين بشأن سلامة اللحوم التي تخرج من المذابح، سواء كانت لحوما بيضاء أو حمراء، لأن عملية الذبح تخضع للمراقبة الدقيقة خلال كافة مراحلها، مؤكدا بأن الفارق في السعر ما بين لحوم الدجاج التي تباع في النقاط العشوائية والتي تعرض في المساحات التجارية المرخص لها لا يتجاوز 20 إلى 40 دج، لذلك فإن الأولى الحفاظ على الصحة وعدم الإقبال على مواد غذائية مجهولة المصدر، بدعوى انخفاض أسعارها لأن الصحة لا تقاس بثمن.
كما عبر المصدر عن قلقه لانتشار المربين غير الشرعيين، مؤكدا بأن 90 بالمائة ممن يمارسون نشاط تربية الدواجن غير معتمدين قانونا، مما يثير المخاوف من انتشار فيروس أنفلونزا الطيور على نطاق أوسع بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة خلال نقل الطيور إلى المذابح.
لطيفة بلحاج
