قال البروفيسور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين للصحة العمومية ورئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بولاية البليدة، بأن استمرار التراخي وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية الخاصة بمحاربة فيروس كورونا سيجعلنا ندخل حتما موجة ثالثة من الوباء، موضحا بأن ارتفاع حالات الإصابة خلال الأيام الأخيرة جاء نتيجة تراخي المواطنين في الالتزام بالإجراءات الوقائية، قائلا «لم ندخل الموجة الثالثة، في حين سنصل لها حتما إذا استمر التراخي المسجل حاليا».
وكشف البروفيسور يوسفي في تصريح للنصر عن ارتفاع حالات الإصابة بأكثر من الضعفين خلال 10 أيام الأخيرة، كما ارتفع شغل الأسرة بمستشفى بوفاريك من 15 بالمائة إلى 40 بالمائة خلال الأيام الأخيرة.
وفي سؤال حول إمكانية العودة للغلق من جديد بعد ارتفاع حالات الإصابة، أوضح يوسفي بأن الحل موجود، وعوض أن نعود إلى الغلق وفرض الحجر الصحي نلجأ إلى تطبيق الإجراءات الوقائية في الأماكن المغلقة، والنقل العمومي، وأماكن العمل والأسواق، وجل الأماكن التي تشهد اكتظاظا للمواطنين، وتساءل عن سبب العودة إلى الغلق وفرض الحجر الصحي وغلق المؤسسات التربوية والجامعية والحل موجود بين أيدينا، ويتمثل في العودة إلى تطبيق الإجراءات الوقائية.
وأضاف رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين بأن عدم احترام الإجراءات الوقائية وعزوف المواطنين عن تطبيقها وتراخي السلطات العمومية في مراقبتها، أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة، وهو نفس ما عرفته الوضعية الوبائية الموسم الماضي لما دخلت الجزائر في موجة ثانية في الخريف الماضي، وقال بأن عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية يكون نتيجة حتمية لارتفاع حالات الإصابة، مضيفا بأن تراجع حالات الإصابة أو استقرارها لا يعني التراخي في احترام الإجراءات الوقائية، أو التخلي عن مراقبة مدى تطبيقها في الميدان.
من جهة أخرى قال البروفيسور يوسفي بخصوص السلالات الجديدة المتحورة بأنهم لا يملكون فكرة عن النسبة المئوية لهذه السلالات من حيث مجموع الإصابات، مشيرا إلى أن معهد باستور الوحيد الذي يقوم بالتحاليل الجينية، و لا يقدم فكرة عن نسبة السلالات المتحورة من حيث مجموع الإصابات، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه إذا كانت نسبة الإصابات بالسلالات المتحورة قليلة يمكن التحكم فيها، على عكس عندما تكون أعداد الإصابات بهذه السلالات كبيرة، فلا يمكن التحكم فيها، كما هي عليه الوضعية الوبائية ببعض الدولة الأوروبية وأمريكا الجنوبية والهند.
من جهة أخرى تحدث محمد يوسفي عن التأخر الكبير المسجل في عملية التلقيح، وقال بأنه كان بالإمكان استغلال فرصة ثلاثة أشهر الأخيرة التي كانت تعرف فيها حالات الإصابة استقرارا لتسريع علمية التلقيح.
وبخصوص أعراض حالات الإصابة التي تصل المستشفيات في الأيام الأخيرة، أوضح نفس المتحدث بأنها لا تختلف عن تلك التي شهدتها أعراض الموجة الثانية، مشيرا إلى أن أغلبية المرضى بحاجة إلى الأوكسجين، إلى جانب نسبة كبيرة من المصابين من كبار السن، مع تسجيل بعض الحالات لصغار السن.
نورالدين ع
