كثفت كثير من الأحزاب السياسية الحملات التضامنية مع الفئات الهشة خلال الشهر الفضيل، عبر تنظيم موائد الإفطار الجماعي، والتواصل مع الطبقات الشعبية للاطلاع على انشغالاتها واهتماماتها، في إطار العمل الجواري هدفه التعبئة والتحسيس، تحضيرا للحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة.
شكل شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الأعمال الخيرية والتضامنية مع الفئات المعوزة والمحتاجة، فرصة ملائمة لعديد من التشكيلات السياسية لتوسيع نشاطها الاجتماعي، من خلال تنظيم موائد الإفطار الجماعي وتوزيع قفة رمضان بمساهمة الخيرين، إلى جانب العمل الجواري الذي يستهدف الأحياء والتجمعات السكانية الشعبية، للتقرب أكثر من المواطن البسيط، لمعرفة انشغالاته ومتطلباته وما ينتظره من ممثليه بقبة البرلمان.
ويظهر بأن الأجواء الرمضانية التي تعيشها كافة مناطق الوطن، أضحت عاملا مساعدا على التحضير المبكر للحملة الانتخابية بالنسبة للتشكيلات السياسية المشاركة في الانتخابات القادمة، التي سارعت إلى رفع مستوى التأهب، وتجنيد مناضليها على أرض الميدان، للمساهمة في الهبة التضامنية التي تستهدف الأسر المحتاجة، وفي تنظيم موائد الإطار الجماعي، وتوزيع المساعدات على المعوزين.
وفي إطار هذه الجهود التضامنية، قام التجمع الوطني الديمقراطي بتسطير عمل جواري على المستوى المحلي تقوده إطارات حزبية، ويتضمن أساسا حملات تضامنية وخيرية هدفها التقرب من العائلات المعوزة، والتجمعات السكانية الشعبية لمرافقتها خلال هذا الشهر الفضيل، وفق ما كشف عنه للنصر الناطق باسم الحزب الصافي العرابي.
كما وجه الأرندي تعليمات إلى الإطارات الولائية لمضاعفة العمل الجواري المحلي، نفى الناطق باسم الحزب أن يكون له علاقة بالحملة الانتخابية المسبقة، بل من أجل تحضير طاقات الحزب لإنجاح الانتخابات، وكذا ضبط المحاور الكبرى للحملة على المستوى الولائي.
كما باشر بدوره حزب صوت الشعب الإعداد للحملة الانتخابية، عن طريق حملات جوارية تحسيسية تشهدها حاليا أغلب الولايات، بعد أن تمكنت هذه التشكيلة السياسية من تجاوز عقبة جمع التوقيعات بنجاح، بحسب رئيس الحزب لمين عصماني، الذي ترأس أول أمس اجتماعا للمكتب السياسي الولائي للعاصمة.
ووجهت قيادة هذه التشكيلة تعليمات لإطاراتها للانطلاق الفوري في العمل الجواري لا سيما بالأحياء الشعبية، والتواصل المباشر مع المواطنين، كما أوصت رؤساء وأعضاء المكاتب الولائية بالحرص خلال الحملة على شرح الـ 120 التزاما التي سيعمل الحزب على تنفيذها بعد دخول البرلمان، كما شددت القيادة على ضرورة التحلي بالصدق والابتعاد عن الوعود الكاذبة، وتبني مقابل ذلك خطابا شفافا.
ولم تمنع الوضعية الوبائية حركة البناء الوطني من الالتزام بتقليدها السنوي، بتنظيم موائد إفطار جماعية تتسع لأزيد من 300 شخص على المستوى الولائي، من ضمنهم إطارات وشخصيات وفاعلين في المجتمع المدني، لتتزامن هذه الحملات التضامنية مع قرب الانطلاق في الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة، دون أن يكون الغرض منها حشد أصوات الناخبين، وفق العضو القيادي أحمد الدان.
وبحسب نائب رئيس الحركة، فإن الحملات التضامنية أضحت تقليدا سنويا ليس له أي صلة بالانتخابات القادمة، وستكون هذه السنة للحديث عن توطيد العلاقات الاجتماعية، أما كل ما يتعلق بالانتخابات التشريعية سيتم إثارته على مستوى الهيئات البلدية الانتخابية للحزب، التي تجتمع بشكل يومي تقريبا، لرسم معالم الخطة الانتخابية التي سيتم تكييفها بحسب طبيعة كل منطقة.
وتعتزم حركة البناء الوطني وضع برنامج انتخابي محلي إلى جانب البرنامج الوطني، وصياغته بشكل يتلاءم مع تطلعات المواطنين، وهذا يتطلب حسب أحمد الدان تواصلا دائما ومستمرا مع أفراد المجتمع، وإلى جانب ذلك تنسق الحركة مع الطبقة السياسية بكل أطيافها، لإنجاح المواعيد القادمة، حتى تفرز حكومة ائتلافية، فضلا عن التحضير لتشكيل تحالفات مع تشكيلات أخرى على أساس البرامج.
وتنتظر حاليا مختلف التشكيلات السياسية إلى جانب القوائم الحرة ما ستفرزه دراسة ملفات المترشحين للانتخابات القادمة من قبل السلطة المستقلة، لتشرع فعليا في ضبط اللمسات الأخيرة لبرنامج الحملة الانتخابية، بعد الفصل النهائي في قوائم مترشحيها الذين سيخوضون السباق الانتخابي. لطيفة بلحاج
