احتفل الجزائريون بمناسبة عيد الفطر للمرة الثانية في ظل انتشار وباء كورونا، فكان الحذر وقلة الحركة في الشوارع والطرقات وكذا المدن، السمة الطاغية على إحياء هذه المناسبة في أغلب مناطق الوطن، حيث لزمت عديد الأسر بيوتها بعد أداء صلاة العيد، في حين اقتصرت بعض الزيارات العائلية على أقرب الأقارب فقط.
عم السكون أمس جل المدن والأحياء مباشرة بعد أداء صلاة العيد، واقتصرت الحركة في غالب الأحياء والتجمعات السكنية على الفترة الصباحية بخروج المصلين إلى المساجد لأداء الصلاة، ليعود الجميع، عقب تبادل التهاني والتبريكات إلى بيوتهم لتقاسم فرحة العيد مع الأهل، في أجواء هادئة ومستقرة، ووعي واضح بحساسية الوضع الصحي، وبضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لتفادي موجة ثانية لكوفيد 19.
ولم تختلف الأجواء بالعاصمة عن تلك التي شهدتها جل الولايات الكبرى يومي العيد، فقد لزم معظم العاصميين بيوتهم، خاصة في اليوم الأول، فكانت حركة السير في الطرقات جد محتشمة على مستوى جل المحاور المؤدية إلى أنحاء الولاية، وهو ما وقفت عليه «النصر» خلال جولة قادتها أول أيام العيد إلى بلديات القبة والمدنية والمرادية وبئر خادم، وإلى ضواحيها المعروفة باكتظاظ طرقاتها وبكثرة الوافدين إليها في الأيام العادية.
وباستثناء خروج بعض الأطفال للعب بالأحياء الشعبية وبالتجمعات السكانية المعروفة بكثافتها، صبيحة يوم العيد، انزوى أغلب المواطنين في بيوتهم لقضاء أجواء الفرحة والبهجة والسرور مع الأبناء، مكتفين بالاتصالات الهاتفية لتبادل التهاني، مظهرين وعيا كبيرا بطبيعة الظرف الصحي، والتزاما بتوصيات الأخصائيين الذين حذروا من النتائج الوخيمة للتجمعات العائلية خلال هذه المناسبة.
واقتصرت الزيارات العائلية التي أداها البعض يومي العيد على أقرب الأقارب، وأبدى الكثيرون التزاما بالإجراءات الوقائية، خشية التقاط العدوى بالفيروس، مع تنامي المخاوف من انتشار السلالات المتحورة للفيروس، وعودة المنحنى التصاعدي للوباء إلى الارتفاع بعد العيد، في حال تجاهل التدابير الاحترازية، خاصة منها احترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
وكانت حركة الطرقات بالمدن الكبرى على غرار العاصمة جد محتشمة، وساهمت الأجواء الصيفية التي عاشتها جل مناطق الوطن في اليومين الأخيرين، في تراجع مستوى الحركة على مستوى الطرقات والمحاور المؤدية إلى مختلف أنحاء الولاية، وكأنها عاشت حجرا صحيا طوعيا غير ملزم، ودون فرضه من قبل الجهات المخولة قانونا.
طرقات وشوارع شبه خالية من المارة والمركبات
وكانت الطرقات التي تؤدي إلى أحياء بلديات القبة والمرادية وكذا المدنية المعروفة بكثافتها السكانية هادئة، التي غابت فيها تماما صور الاكتظاظ والزحام، وارتفاع أصوات أبواق السيارات، واكتفى بعض مواطنيها بالخروج إلى الساحة التي يطل عليها مقام الشهيد حيث تم نصب ألعاب للأطفال، لتمضية بعض الوقت، دون تزاحم أو تقارب جسدي.
نفس المظاهر طبعت شوارع بلديتي المرادية وبئر خادم، ما يؤكد ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطن الذي أبان عن تعايش مع الوباء، وإدراكا لخطورة الوضع، بالنظر إلى ما تعرفه بلدان عدة لم تهتم جديا بالقواعد الصحية، فقد انزوت أغلب الأسر في بيوتها لإحياء المناسبة في جو من السكينة والهدوء، مما أثر على حركة السير بالطرقات.
واستغل مواطنون فترة ما بعد الظهيرة للخروج سيرا على الأقدام بين الأحياء، لا سيما بمراكز البلديات التي تعاني من الاختناق المروري في الأيام العادية، مستمتعين بخلوها من المارة ومن المركبات للقيام بجولة بين أرجائها وأنحائها وكأنهم يكتشفونها لأول مرة، في حين اختار بعضهم التوجه إلى محلات مختصة في تقديم وجبات خفيفة ومرطبات للاحتفال بالعيد.
لطيفة بلحاج