فيما سجل كل من اتحاد وجمعية التجار استجابة واسعة للبرنامج المسطر: وزارة التجارة تشيد بتقيد التجار و المتعاملين بالمداومة يومي العيد

أشادت وزارة التجارة أول أمس بتقيد كافة التجار و المتعاملين الاقتصاديين المسخرين للمداومة «بشكل كلي» في أول أيام عيد الفطر المبارك كما ثمن كل من الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين والجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين بالالتزام الكبير للتجار، ببرنامج المداومة، رغم ما لوحظ من غلاء بعض المنتوجات والمواد على مستوى بعض المحلات سيما الخضر والفواكه.
وأوضحت وزارة التجارة في بيان لها، نشرته عبر صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أنها «تشيد بتقيد كافة التجار و المتعاملين الاقتصاديين المسخرين للمداومة بشكل كلي في أول أيام عيد الفطر المبارك».
كما أشادت «بالعدد الكبير من التجار غير المسخرين الذين قاموا بمزاولة نشاطاتهم التجارية بشكل عادي مما سهل على المواطنين اقتناء حاجياتهم من مختلف السلع و البضائع عبر كامل القطر الوطني».
وفي ذات الصدد أكد الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين حزاب بن شهرة، للنصر، أن التجار والمتعاملين الاقتصاديين المعنيين ببرنامج المداومة قد استجابوا بنسبة «كبيرة جدا»،  للبرنامج المسطر سيما الخبازين ومحلات المواد الغذائية، وعدد معتبر من محلات بيع اللحوم، والأكشاك فضلا عن محطات الخدمات، وهو ما أثار ارتياح المواطنين، وأيضا الأطفال الذين تقاطروا خاصة على محلات بيع الألعاب، غير أن السيد حزاب تأسف في المقابل لالتهاب أسعار بعض المواد سيما الخضر والفواكه.
ودعا المتحدث في هذا الشأن إلى ضرورة تنظيم قطاع التجارة في المستقبل المنظور، وقال أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين سيقدم قريبا للحكومة مشروعا يتضمن رؤيته ومقترحاته الرامية إلى تنظيم السوق، من بينها " حلولا للقضاء على التجارة الموازية"، وتتضمن مقترحات الاتحاد – حسب بن شهرة في هذا السياق، تسليم ما لا يقل عن 50 ألف محل مغلق لنشطاء التجارة الموازية، فضلا عن منحهم حق الاستفادة من محلات على مستوى 537 سوق تجارية عبر الوطن وتقديم تسهيلات للمستثمرين الخواص لبناء أسواق جديدة التي من شأنها أن تساهم في ترسيم نشاط باعة الأسواق الموازية.
من جهتها عبّرت الجمعية الوطنية للتجّار و الحرفيّين عن ارتياحها لنسبة التزام التجّار بالمداومة خلال يومي العيد.
وأوضح رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار للنصر، أمس  أن المعلومات الواردة من ممثلي الجمعية و كذا ممثّلي مديريات التجارة عبر ولايات الوطن وصلت في أغلب البلديّات إلى 100 بالمائة، مشيرا إلى أن " نسبة المداومة تعتمد بالمقارنة مع عدد التجار المسجّلين على القوائم التي أعدّتها مديريات التجارة و ليس بالمقارنة مع العدد الإجمالي للتجّار في الولايات او البلديات ".
وبحسب بولنوار، فإنه زيادة على عدد المداومين المسجّلين على المستوى الوطني البالغ عدد 50 ألفا و 42، فإنّ المعلومات تشير إلى أنّ أكثر من 10 تاجر فتحوا محلّاتهم رغم أنّهم غير مسجّلين على قوائم المداومة ممّا يجعل عدد التجار العاملين خلال يومي العيد ( تجارة بالتجزئة - خدمات - مخابز - وحدات إنتاج و تحويل - النّقل - محطات الوقود، يفوق 60 ألف بمعدّل يقارب 40 محلّا و نشاطا في كلّ بلدية .
زيادة كبيرة على الطلب فاقت 50 بالمائة عشية العيد
من جهة أخرى سجلت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين في بيان نشرته عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، زيادة كبيرة في الطلب قبيل العيد فاقت 50 بالمائة، خاصّة على الخبز و المواد الغذائية و مكوّنات الحلويات، إلى جانب ارتفاع مؤقت في أسعار الخضر و الفواكه، مرجعة ذلك إلى "توقّف الفلاحين عن جني محاصيلهم، لاسيما وأنهم غير معنيين بالمداومة".
وتتوقع الجمعية عودة الأسعار إلى طبيعتها مع عودة الفلاحين إلى مزارعهم و تموين السوق مع بداية الأسبوع الداخل.
كما تم في ذات السياق تسجيل انخفاض حركة نقل المسافرين بالمقارنة مع أعياد السنوات الماضية " بسبب إجراءات الحجر و الوقاية من كوفيد19-  ".
ميدانيا ومن خلا جولة قامت بها "النصر"ـ بالعاصمة، فقد عمل تجار المواد الغذائية العامة، ومحلات الخضر والفواكه فضلا عن بعض محلات الجزارة، على ضمان الخدمة لفائدة سكان مختلف بلديات ولاية الجزائر، حسب البرنامج المسطر ، كما استجاب لبرنامج المداومة أصحاب الأكشاك الذين أبوا إلا أن يرضوا زبائنهم الذين توافدوا عليهم لشراء الحلويات والألعاب بشكل خاص، ناهيك عن بعض المقاهي.
وكانت وزارة التجارة قد أعلنت عن تسخير 50 ألفا و 42 تاجرا ومتعاملا، عبر كامل ولايات الوطن من أجل ضمان المداومة خلال يومي عيد الفطر بما يسمح بتموين منتظم للمواطنين بالمواد ذات الاستهلاك الواسع والخدمات.
وأوضحت الوزارة أن من بين هذا العدد الإجمالي للتجار المناوبين، هناك 5 آلاف و 886 ينشطون في قطاع المخابز و 30 ألفا و 752 تاجرا ناشطا في قطاع المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه و 12.953 ألفا و 953 تاجرا آخر ينشطون في قطاعات مختلفة.
كما تم تسخير451 وحدة إنتاجية، يوجد من بينها 131 ملبنة و 276 مطحنة و 44 وحدة إنتاج مياه معدنية.
وحذرت الوزارة في ذات السياق من أن العقوبة الخاصة بالمعنيين غير الملتزمين ببرنامج المداومة، تتمثل في غرامة مالية بين 30 ألف دينار و 200 ألف دينار و قد تمتد إلى غلق إداري للمحل التجاري مدة 30 يوما.
وإن كان قد لوحظ قلة الحركة في شوارع وسط العاصمة، فإن الحركة كانت أفضل في عدد من البلديات على مستوى مختلف المقاطعات الإدارية.
هذا ولاحظت النصر فتح عدد من محطات الوقود وإن قلت السيارات صباح اليوم الأول، باعتبار أن معظم السائقين يفضلون ملء خزان الوقود على آخره عشية عيد الفطر، في حين تم تسجيل ندرة كبيرة في وسائل النقل، ما دفع بالكثيرين إلى اللجوء لخدمة استئجار السيارات من خلال تطبيقات الهاتف النقال لأنها أسرع استجابة.
ومعلوم أن المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها (إيتوزا) قد وضعت حيز الخدمة في اليوم الأول 128 حافلة موزعة على 118 خط، وفي اليوم الثاني 223 حافلة لتغطية 118 خط، بين الساعة السابعة إلا ربع صباحا إلى غاية الساعة السابعة مساء بمعدل رحلات من 30 إلى 50 دقيقة، لتسهيل تنقلات المواطنين ما بين أحياء و بلديات العاصمة.
ع.أسابع