قيّم أساتذة أداء التلاميذ في امتحانات شهادة التعليم الابتدائي بالإيجابية، لا سيما في مادتي اللغة العربية والرياضيات، مع تفاوت في المستوى في مادة اللغة الفرنسية بين منطقة إلى أخرى، وتوقعوا أن تكون نسبة النجاح جد معتبرة رغم ظروف الدراسة الاستثنائية.
أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري بأن تعامل تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي مع مواضيع شهادة التعليم الابتدائي كان جد إيجابي، رغم المخاوف التي عبر عنها الأولياء من تأثير ظروف الدراسة الاستثنائية وتغيير نظام التدريس على أقسام الامتحانات، مؤكدا بأن عملية التقييم الأولية لأوراق الإجابات أظهرت تحسن المستوى في مادة اللغة العربية التي تمحور موضوعها حول مكانة المعلم والرسالة النبيلة التي يؤديها.
كما كان أداء التلاميذ في مادة الرياضيات جد إيجابي، بعد أن كانت تشكل هذه المادة عقبة أمام الكثير من التلاميذ، ورغم احتواء موضوع السؤال على بعض الأجزاء المخفية لاختبار ذكاء التلاميذ، ومدى تحكمهم في المادة، إلا أن العديد منهم تمكنوا من الوصول إلى الحل الصحيح استنادا إلى ما كانوا يحصلون عليه من دعم وتأطير داخل الأقسام، وبحسب رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين فإن سلم التنقيط سيراعي بدوره مختلف الجوانب، بطريقة لن تظلم التلميذ، لتكون العلامة في صالحه وليس ضده.
وفسر صادق دزيري في تصريح «للنصر» تباين المستوى في الأداء بالنسبة للغة الفرنسية من منطقة إلى أخرى، بدرجة اهتمام التلميذ بإتقان هذه المادة، الذي قد يكون أكثر وضوحا في المدن الكبرى مقارنة بالمناطق الداخلية، مرجعا ذلك أيضا إلى درجة حرص الأسر على تمكين الأبناء من التحكم في جميع المواد دون التركيز على بعضها فقط، اعتقادا منها بأنها ليست كلها ضرورية لتحقيق النجاح في المسار الدراسي.
كما أبدى الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش تفاؤله بخصوص نتائج شهادة التعليم الابتدائي، قائلا إن نظام التفويج والدراسة بالتناوب لم تؤثر على تعامل الممتحنين مع المواضيع، خاصة في مادة اللغة العربية وأيضا الرياضيات، لا سيما وأن الأسئلة كانت في المتناول.
واستبعد المصدر أن يؤثر الخطأ المتضمن في موضوع اللغة الفرنسية على نتائج هذه السنة، بعد أن قررت وزارة التربية الوطنية اتخاذ إجراءات لفائدة التلاميذ، لذلك يمكن القول حسبه، بأن الأداء بصورة عامة يبعث على التفاؤل بعد سنة دراسية استثنائية، وعقب قرار الوزارة بإلغاء شهادة التعليم الابتدائي السنة الماضية بسبب الوضعية الوبائية.
وأضاف الأستاذ جهيد حيرش بأن عملية التصحيح هي مجرد تحصيل حاصل للانطباعات التي عبر عنها التلاميذ بعد خروجهم من مراكز الإجراء، فأغلبهم غادروا القاعات وهم يعبرون عن ارتياحهم لمستوى المواضيع، وللظروف التي جرت فيها هذه الاختبارات رغم الوضعية الصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
ولم يخف المتحدث بدوره ارتياحه لنجاح هذا الموعد، عقب مخاوف من إقرار سنة بيضاء جراء الوضع الصحي، خشية انتشار الفيروس على نطاق واسع داخل المؤسسات التعليمية، نقل العدوى إلى خارجها، قائلا إن تنظيم شهادة التعليم الابتدائي يعد نجاحا في حد ذاته بالنسبة لكل القطاع، آملا أن تجري امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا في نفس الظروف.
وتمنح وزارة التربية الوطنية فرصة ثانية للتلاميذ الذين يخفقون في الحصول على معدل خمسة من عشرة في شهادة التعليم الابتدائي، باحتساب المعدل السنوي لتمكينهم من الانتقال إلى الطور المتوسط، تطبيقا لقرار الدولة بضمان التعليم الإلزامي لجميع التلاميذ إلى غاية سن 16، مع توفير فرصة في قطاع التكوين المهني لمن لا يسعفهم الحظ لمواصلة المشوار الدراسي.
لطيفة بلحاج