* نشهد تفشي سلالات جديدة لكورونا و العزوف عن التلقيح سيكلفنا غاليا
أكد المدير العام لمعهد باستور فوزي درار « للنصر» أمس، بأن استمرار انتشار السلالات المتحوّرة لكورونا، مع ازدياد الضغط على الأسرة بالمستشفيات سيؤدي لا محالة إلى تشديد التدابير الوقائية للتحكم في الوضع، كاشفا عن الاستعداد لاستلام 3 ملايين جرعة من لقاح «سينوفاك» الروسي نهاية الشهر، ليصل العدد الإجمالي للجرعات المستوردة إلى 10 ملايين جرعة.
أفاد فوزي درار المدير العام لمعهد «باستور» في تصريح خص به « النصر»، بأن الوضع الصحي المتعلق بانتشار فيروس كوفيد 19 الذي تعيشه الجزائر حاليا، يتمثل في تفشي السلالات المتحورة، أي السلالة البريطانية المعروفة بتسمية «آلفا» و»بيتا» الهندية لكن بدرجة أقل، وهو ما يفسر حسبه، ارتفاع عدد الإصابات المسجلة مؤخرا، وكذا ازدياد الحالات الاستشفائية بالمصحات المختصة.
ولم يخف المصدر حالة الضغط التي تعانيها حاليا مختلف مستشفيات العاصمة، سواء من ناحية عدد الإصابات المتكلف بها، أو عدد المرضى المتواجدين بالعناية المركزة جراء تدهور أوضاعهم الصحية، مؤكدا خشيته من أن يتفاقم الوضع أكثر في حال استمرار انتشار الفيروس بنفس الوتيرة.
التلقيح هو الحل الوحيد لتحقيق مناعة جماعية
وشدد البروفيسور فوزي درار على أن الحل الوحيد للتحكم في الوضع الصحي هو التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية، ولتحقيق هذا المسعى قال المتحدث إن المفاوضات مع الجانب الروسي مستمرة لاقتناء 3 ملايين جرعة من لقاح «سينوفاك»، ليصل العدد الإجمالي للجرعات التي تم اقتناؤها إلى 10 ملايين جرعة.
وتأسف المتدخل لظاهرة العزوف عن حملة التلقيح التي تم إطلاقها من قبل وزارة الصحة في إطار التغلب على فيروس كورونا، قائلا إنه على مستوى منتزه «الصابلات» بالعاصمة تم نصب خيام خاصة بعملية التلقيح لاستقطاب السياح الذين يقصدون المكان بكثافة، لاسيما أيام العطل لكن دون جدوى، فقد تم الوقوف على عزوف كلي، وهو نفس ما عرفته عديد الخيام المنصبة في نقاط أخرى داخل وخارج الولاية.
ويؤكد مدير معهد باستور بأن الاستمرار في تجاهل عمليات التلقيح، سيكلف غاليا، لأن ارتفاع عدد حالات المرضى والمتكلف بها في المستشفيات سينهك قطاع الصحة، وسيخرج الوضع عن السيطرة، لذلك ينبغي التحلي بالوعي الجماعي، لاسيما وأن الفيروس قد يكسب أسبابا تجعله أكثر انتقالا وعدوى، وبمضاعفات أخطر وأعقد مما هي عليه اليوم. ويرى المصدر بأن الجزائر تعيش حالتين متناقضتين تماما، فالمطلع على وضعية المستشفيات سيقف على مشاهد مؤلمة لأناس فارقوا الحياة بسبب الفيروس، أمام بكاء وآهات ذويهم، وعلى الجهة المقابلة نجد مواطنين يمارسون حياتهم العادية دون الاكتراث لخطورة الوباء، متجاهلين تماما البروتوكول الصحي.
وبشأن مدى إمكانية تشديد إجراءات الحجر الصحي بسبب عدم استقرار الوضع الوبائي، أكد فوزي درار بأن ذلك مرهون بعوامل أساسية، وهي عدد الإصابات الجديدة، وسرعة انتشار الفيروس وحالات الاستشفاء والمتواجدين بالعناية المركزة.
وبحسب المتحدث فإن القرار الأخير يعود إلى السلطات المعنية، اعتمادا على معطيات يحوز عليها معهد باستور، سيقدمها للجنة العلمية في إطار الاستشارة، وهي ليست متاحة للعامة، وستساعد على اتخاذ القرارات المناسبة في حال تأزم الوضع الصحي أكثر فأكثر، وتزايد الوافدين على المصالح الاستشفائية جراء تعقيدات التي يسببها الفيروس.
العزوف عن التلقيح سببه الحملات المضادة
ورد المتحدث على سؤال «للنصر» حول سبب عدم إقبال المواطنين على حملات التلقيح التي تشهدها مختلف الولايات، رغم سهر الدولة على استقدام كميات معتبرة من اللقاح حتى تشمل العملية أكبر عدد ممكن من الأفراد، قائلا إن ذلك يعود إلى الحملات المضادة التي تنتقد في كل مرة حملة التلقيح، والتصريحات التي يدلي بها البعض، والمتضمنة معلومات مغلوطة بشأن عدد الجرعات المستوردة، على أساس أنها غير كافية ولا تلبي الطلب.
وذكر درار بأنه إلى غاية اليوم تم اقتناء 7 ملايين جرعة، في انتظار وصول 3 ملايين جرعة إضافية، منبها إلى أن استمرار العزوف عن التلقيح سيعقد الوضع أكثر، داعيا المواطنين للتوجه إلى الخيام التي نصبت لهذا الغرض.
وصنف فوزي درار ما تم تداوله بشأن ظهور سلالة جزائرية، ضمن الحملات المضادة لعمليات التلقيح ضد الفيروس، هدفها زعزعة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وما تتخذه من تدابير لصالحه، داعيا إلى استقاء المعلومة من مصدرها، أي من الوزارة الوصية ومعهد باستور والمعهد الوطني للصحة العمومية، وكذا اللجنة العلمية لرصد تفشي الفيروس.
وأوضح المصدر بأن السلالة المتحورة تعني حدوث طفرة في الفيروس، وأن أكثر ما يهم المختصين والباحثين هي الطفرة «501»، منتقدا التصريحات المغرضة التي يتحدث أصحابها عن إخفاء حقيقة الوضع الصحي و التكتم عن المعلومات الصحيحة.
لطيفة بلحاج