حذّر مختصون، أمس، من إمكانية تعقد الوضعية الوبائية في الأيام القادمة، في ظل التهاون والتراخي من قبل المواطنين في تطبيق تدابير الوقاية وعدم الاهتمام بالبروتوكولات الصحية، وشددوا على أهمية رفع وتيرة التلقيح و القيام بحملة تحسيسية وتبديد المخاوف حول اللقاحات،
و ضرورة احترام التدابير الوقائية، لأن الخطر ما زال قائما.
وأوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور إلياس مرابط في تصريح للنصر، أن هناك ارتفاع مستمر في حالات الإصابة بفيروس كورونا ، بينها حالات خطيرة ومعقدة و حالات وفاة ، لافتا إلى تسجيل إصابات لمهنيين في قطاع الصحة وحالات وفيات في السلك الطبي .
و اعتبر الدكتور إلياس مرابط ، أن الوضعية الوبائية الحالية «خطيرة»، مشيرا إلى وجود استخفاف بالوضع وعدم تقيد المواطنين بالإجراءات الوقائية والتراخي في تطبيق البروتوكولات الصحية في مختلف القطاعات ، مشددا في هذا الإطار، على ضرورة الاستعجال في العودة للتطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية والعودة إلى التحسيس والتوعية والردع وتطبيق القانون بصرامة على المخالفين للتدابير الوقائية.
وعبر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، عن تخوفه بخصوص الوضع الوبائي الحالي ، وأضاف أننا في موجة أخرى من الوباء وقال في السياق ذاته، إن الوضع خطير
و قد يتعقد أكثر بسرعة ، بالنظر إلى مجموعة من الأسباب ، على غرار اللامبالاة من قبل المواطنين وعدم الاهتمام بالبروتوكولات الصحية، وأيضا فصل الصيف الذي تكثر فيه الحفلات والأعراس و تنقل المواطنين إلى المدن الساحلية والزيارات العائلية وحلول عيد الأضحى وغيرها .
و أكد الدكتور الياس مرابط، على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية والإسراع في عملية التطعيم، داعيا إلى ضرورة تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا.ومن جانبه ، أوضح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي ، أمس، في تصريح للنصر، بخصوص الوضعية الوبائية، أنه يجب الانتظار ثلاثة أو أربعة أيام لمعرفة إذا كان الارتفاع الحالي سيتواصل أم يتراجع كما كان الحال في الأسابيع الماضية. وقال إنه إذا ارتفعت الأرقام، معناه أننا في بداية منحنى جديد لارتفاع في عدوى جديدة ، إما إذا تغيرت الأرقام ونزلت نوعا ما ، فيمكننا القول إننا في حالة استقرار وبائية هشة والتي بدأت منذ 5 أشهر.
وأرجع أسباب الارتفاع المسجل في عدد الإصابات إلى، ابتعاد المواطنين عن الإجراءات الوقائية اللقاءات العائلية، حفلات الزواج، بداية الموسم الصيفي.
وقال : نتمنى، أن المواطنين عند رؤيتهم لهذه الأرقام المرتفعة، يعودون إلى تطبيق إجراءات الوقاية ويحترمون الإرشادات الطبية لحماية عائلاتهم و كبار السن و الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ، مضيفا في نفس السياق ، أن أغلب الشباب، لا تكون لديهم أعراض الإصابة، لكنهم ينقلون هذا المرض إلى عائلاتهم .
و من جهة أخرى، أشار البروفيسور مصطفى خياطي، إلى أهمية رفع وتيرة التلقيح، وأن تصاحبها حملة تحسيسية، مؤكدا على ضرورة تلقي كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ، اللقاح المضاد لكورونا ، معبرا عن التخوف من ارتفاع حالات الاصابة في هذا الفصل. وقال نحن أمام جائحة لا ندري تطورها وكل يوم تأتينا بشيء جديد ، لذلك لا يجب أن ننسى أننا أمام مرض خطير، مؤكدا على ضرورة أخذ الحيطة.
ومن جانبه ، اعتبر الباحث في علم الفيروسات و بيولوجي سابق في مخابر التحليلات الطبية، الدكتور محمد ملهاق، في تصريح للنصر، أمس، أن الوضعية الوبائية «مقلقة جدا وعلى أبواب الخطورة»، نظرا لاستمرار حالة التراخي وتسجيل عدد كبير من الإصابات ، حيث تجاوزت 400 إصابة و أيضا تسجيل 10 وفيات .
واعتبر أن المعيار الآخر، لقياس درجة الخطورة هو اكتظاظ المستشفيات، مشيرا إلى أن المستشفيات ستصل سريعا إلى مرحلة التشبع .
ومن جانب أخر ، ذكر الباحث في علم الفيروسات، أنه لا يوجد إقبال كبير على عملية التلقيح ضد الفيروس من طرف المواطنين، و نصح بضرورة التلقيح، موضحا أن اللقاح هو أكثر فعالية ، وأضاف أن الإجراءات الوقائية أثبتت محدوديتها لعدم الالتزام بها من طرف البعض وذلك يؤثر على الجميع .واعتبر، أن الخطورة تكمن في حالة التراخي والتهاون، فيما يخص احترام التدابير الوقائية ووجود سلالات متحورة سريعة الانتشار ، داعيا المواطنين لاحترام التدابير الوقائية، لأن الخطر ما زال قائما. وبخصوص إمكانية أن تتعقد الوضعية الوبائية في الفترة المقبلة، أوضح الدكتور محمد ملهاق، أنه إذا لم تأخذ السلطات العمومية التدابير الضرورية ولم يندمج المواطنون مع الإجراءات الوقائية ، سنذهب إلى وضعية خطيرة ، محذرا من إمكانية تعقد الوضعية الوبائية وخروج الوضع عن السيطرة .
وطمأن الدكتور محمد ملهاق، أن الوضع حاليا مازال تحت السيطرة ، مبرزا أهمية القيام بالتوعية والتحسيس والتلقيح. وتبديد مخاوف المواطنين بخصوص اللقاحات.وأكد أن التلقيح هو حماية لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والفئات الهشة ، من التعقيدات .
مراد - ح