ترغب الأحزاب السياسية التي أعلنت قبل مدة دعمها لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على أن يكون ذلك في الميدان ضمن شراكة في إطار الأغلبية الرئاسية، و بعيدا عن صيغ التحالف التقليدية التي عرفتها الساحة السياسية الجزائرية في الخمسة عشر سنة الأخيرة.
أعلنت أربعة أحزاب سياسية زائد النواب المستقلين مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة دعمهم لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون و التفافهم حوله في المستقبل في إطار ما سمي بالأغلبية الرئاسية، إلا أن شكل التحالف بين هذه القوى السياسية الداعمة للرئيس لم يتضح بعد بالنسبة للرأي العام والمتابعين.
وردا عن سؤال حول ما إذا كان التحالف بين الأحزاب الداعمة لتبون سيأخذ شكل التحالف الرئاسي السابق الذي كان بين جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم والذي دام لسنوات، أوضح عضو المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي المكلف بالاتصال صافي لعرابي ان «التحالف التقليدي لن يتكرر».
وأضاف مسؤول الأرندي في تصريح «للنصر» أن التحالف الجديد في إطار الأغلبية الرئاسية «سيكون في العمق وسيتجه نحو تطبيق البرامج»، وقال هناك حكومة شراكة بين مجموعة من القوى السياسية سيتم مناقشة برنامجها على مستوى البرلمان عند عرض مخطط عمل الحكومة.
وحرص المتحدث على التوضيح بأنه مبدئيا فإن الأحزاب السياسية التي أعلنت دعمها برنامج رئيس الجمهورية متفقة على العمل في إطار الأغلبية الرئاسية بحكم أن هناك قواسم مشتركة وتقاطع مع برنامج الرئيس و الأغلبية الرئاسية.
ولحد الساعة- يضيف صافي لعرابي- لم يبرمج أي لقاء بين هذه القوى السياسية في المستقبل المنظور لكنه ترك الباب مفتوحا لإمكانية بروز أفكار جديدة في المستقبل حول هذه المسالة.
من جهته قال، فاروق معمري، عضو المكتب السياسي لجبهة المستقبل المكلف بالإعلام في تصريح مقتضب للنصر بأن حزبه يقف ويدعم رئيس الجمهورية من الناحية المبدئية في هذه المرحلة رفقة مجموعة من الأحزاب، أما الحديث عن تحالف في المستقبل بين مجموعة من القوى السياسية فستتم مناقشته داخل الهياكل القيادية للحزب.
و يفهم من التصريحات سالفة الذكر لمسؤولي كلا من التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل أن الأحزاب التي أعلنت مساندتها لبرنامج رئيس الجمهورية ملتزمة فقط مع الرئيس في هذه المرحلة على الأقل، في انتظار بروز معطيات جديدة على الساحة السياسية في قادم الأيام.
وقد تجسد هذا الالتزام الخميس الماضي في المجلس الشعبي الوطني خلال جلسة تنصيب النواب الجدد، عند انتخاب رئيس المجلس حيث صوت نواب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، جبهة المستقبل وحركة البناء الوطني فضلا عن النواب المستقلين على السيد إبراهيم بوغالي وقد فاز فعلا برئاسة الغرفة السفلى للبرلمان.
من جهة أخرى فإن الأحزاب المذكورة تشارك في حكومة واحدة يقودها الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، وهي بذلك ملزمة بالدفاع عن خياراتها وسياساتها سواء في المجلس الشعبي الوطني بصورة أكبر أو في المجالس المحلية التي ستنتخب في قادم الشهور، ما يعني أن تقاطع هذه الأحزاب في دعم برنامج الرئيس سيكون أمرا واقعا على مستوى الحكومة والبرلمان في الظرف الحالي.
للإشارة فقد أجرى الرئيس عبد المجيد تبون سلسلة من اللقاءات التشاورية مع الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية ومع المستقلين من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وقد قبلت كلها المشاركة في الطاقم التنفيذي الجديد عدا حركة مجتمع السلم.
إلياس -ب
