تسببت موجة الحرائق الغابية التي تشهدها ولاية الطارف، في توقف عملية جني الفلين لهذا الموسم، خصوصا بغابات أملاك الدولة لمناطق الشريط الحدودي حيث تنتشر أشجار البلوط الفليني الكثيفة التي أتلفت النيران مساحات معتبرة منها.
وسجلت مصالح محافظة الغابات، تراجعا في إنتاج الفلين بنسبة 60 بالمائة منذ بداية حملة الجني في جوان الفارط، حيث لم تتعد الكمية التي تم جمعها 3371 ستارا منها 2700 ستار من الفلين إنتاجي الذي يبقى الطلب عليه كبيرا من قبل المتعاملين والمؤسسات لأهميته الاقتصادية في الصناعات التحويلية والتصدير، يُضاف إلى ذلك 664 ستارا من الفلين الذكري، وهذا على مساحة 644 هكتارا من مجموع المساحة الإجمالية المبرمجة للجني والمقدرة بحوالي 3800 هكتار تتركز ببلديات دائرة بوحجار، الطارف، القالة وبوثلجة.
وذكر مسؤول من محافظة الغابات بالطارف، للنصر، أن إنتاج هذا الموسم من الفلين يعد الأسوأ منذ سنوات بفعل مخلفات الحرائق، حيث كانت الولاية تحتل أولى المراتب وطنيا في إنتاج هذه المادة سنويا.
وأسنِدت حملة الجني للمؤسسة الوطنية للهندسة الريفية بابور جيجل (مشروع القالة)، غير أنها عرفت بعض العراقيل والمشاكل، خاصة ما تعلق بموجة الحرائق المهولة، زيادة على مشكلة نقص العمالة وتفشي جائحة كورونا، بالرغم من لجوء المؤسسة إلى فتح عدة ورشات موزعة عبر 10 بلديات غابية للإسراع في جني مساحات الفلين المبرمجة ضمن الآجال المحددة، مع اتخاذ كل التدابير والإجراءات الوقائية لحماية العمال الموسميين من عدوى الإصابة بالجائحة، و تجنيد كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية.
وأضاف نفس المصدر، أنه يتم تحويل محصول الفلين نحو المخازن المخصصة له للحفاظ على جودته وحمايته من التلف والأضرار الناجمة عن سوء العوامل المناخية، وخصوصا الحرائق.
وتمت حملة الجني هذا الموسم، تحت المتابعة والمرافقة الميدانية لأعوان مقاطعة الغابات للوقوف على مدى احترام شروط الجني، والحفاظ على ديمومة الثروة التي تدر مداخيل هامة للخزينة العمومية تتراوح عند ذروة الإنتاج محليا بين 10 و 20 مليار سنتيم سنويا، إلى جانب استحداث مناصب شغل تتراوح بين 300 و600 منصب موسمي، في حين تعمل مصالح الغابات بحكم خصوصيات الولاية الغنية بغابات الفلين، على تثمين هذه الثروة الاقتصادية الهامة من خلال تقنيين عملية استغلالها لضمان ديمومتها، بما فيها وضع آليات لحمايتها من كل أشكال النهب والأضرار التي تتهددها، خاصة الحرائق.
وسطرت محافظة الغابات برنامجا سنويا لتوسيع و تجديد مساحات الفلين وإعادة تشجير المساحات المحروقة، وكذا وضع تحفيزات لتشجيع المستثمرين على اقتحام هذا الميدان الذي تبقى نتائجه مضمونة وآفاقه واعدة، خاصة وأن منتوج الفلين المحلي يبقى ذا جودة عالية، غير أنه يواجه مشكلة التسويق والكساد في ظل غياب وحدات تحويلية مختصة محليا و وطنيا، ما يجعله عرضة للتلف جراء بقائه مكدسا في المخازن والمستودعات وعرضة للعوامل الطبيعية والمناخية، ما ينقص من قيمته ونوعيته، حيث تضطر المصالح المختصة في بعض الأحيان، إلى بيعه بالتراضي لمؤسسات وطنية بعد فشل عملية المزاد العلني لبيعه وتجنب الخسائر.
و تشير أرقام مصالح الغابات، إلى أن ثروة الفلين البلوطي بولاية الطارف، تتربع على مساحة 80 ألف هكتار، ما يمثل نسبة 60بالمائة من المساحة الإجمالية للغابات المقدرة بـ 168 ألف هكتار.
وتأتي الطارف في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تيزي وزرو من ناحية وفرة منتوج الفلين الذي يسوق جله خارج الولاية، فيما تتوجه السلطات المحلية نحو تخصيص مناطق نشاطات صغيرة للراغبين في تحويل و استغلال هذا المنتوج.
نوري.ح