الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

رئيس الجمهورية يعزي عائلة الفقيد

 

الموت يُغيّب عملاق الأغنية الجزائرية رابح درياسة
غيب الموت صباح أمس، عملاق الأغنية الجزائرية الأصيلة رابح درياسة، عن عمر ناهز 87 عاما، تاركا خلفه رصيدا ثريا من الأغاني الخالدة التي تتغنى بحب الوطن و جماله و وحدته و ثقافته الواسعة و تدعو لتآزر أبنائه، كما  تغنى  بالمرأة الجزائرية الأصيلة و أرقى المشاعر الإنسانية و الروابط الاجتماعية، كما أدى الأناشيد الدينية و القصائد التراثية، مقدما الكثير من الحكم و العبر من خلال تحفه الفنية، و لا تزال مختلف الأجيال تستمع إليها، بالكثير من الإعجاب و الحنين و الاستمتاع، و تستحضر على متن صوته الشجي، زمن الفن الجميل و الأصيل.

الفقيد من مواليد 01 جويلية 1934 بمدينة الورود البليدة، و قد وافته المنية صباح أمس الجمعة بمنزله في شارع العربي التبسي بمسقط رأسه، و ووري جثمانه الثرى عصر نفس اليوم، بمقبرة سيدي حلو هناك، حسب مصالح الولاية.
رئيس الجمهورية و أعضاء في الحكومة يعزون أسرة الفقيد
توجه أمس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عبر صفحته الرسمية، بموقع فايسبوك، بخالص تعازيه لعائلة الفنان و الأسرة الفنية، مؤكدا « تفقد الجزائر برحيل الأستاذ المرحوم رابح درياسة، أحد روافد الوطنية، و شعلة متقدة، لعقود من خلال الأغنية الملتزمة، التي أبهجت أجيالا من الجزائريين، و وصلت إلى العالمية ، تعازي و مواساتي لعائلته، و للأسرة الفنية الجزائرية جمعاء».  
من جهته، تقدم الوزير الأول، وزير المالية السيد أيمن بن عبد الرحمان، بتعازيه للأسرة الفنية ولأهل الراحل رابح درياسة، وفي تغريدة له على موقع «تويتر»، كتب الوزير الأول: «تفقد الساحة الثقافية الوطنية، الفنان القدير رابح درياسة، أحد قامات الأغنية الجزائرية الأصيلة الذي أطربنا بروائع علقت في أذهاننا، مقدما صورة ناصعة عن الفن الهادف المتشبع بالوطنية». وتابع السيد بن عبد الرحمان «تعازي الخالصة لأهل الفقيد و للأسرة الفنية. و أدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته و يلهم ذويه الصبر و السلوان».
كما أعرب وزير الاتصال، السيد عمار بلحيمر، عن «خالص التعازي» لكافة الأسرة الفنية و لعائلة الفقيد،    وجاء في منشور لوزارة الاتصال على صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «متأثرا بوفاة أحد أعمدة الفن الجزائري الفنان رابح درياسة، الذي وافته المنية صباح اليوم، يتقدم وزير الاتصال البروفيسور عمار بلحيمر،  بأخلص عبارات التعازي وصادق المواساة لعائلة الفقيد ولكافة الأسرة الفنية في هذا المصاب الجلل».
وذكر المصدر بأنه «تشاء الأقدار أن يرحل عنا أسطورة الفن الجزائري و التراث الشعبي عن عمر ناهز 87 عاما، تاركا وراءه رصيدا فنيا حافلا لأكثر من 100 أغنية، أشهرها: أنا جزائري، نجمة قطبية، الممرضة، أولاد بلادي، يا عبد القادر، يا راشدة، يا قارئ سورة النساء، وغيرها...».    ويعد الفنان رابح درياسة، يتابع المصدر ذاته، مغن ومؤلف موسيقي، ذي جمهور عريض، «بفعل عذوبة صوته، نقاء كلماته وأصالة إبداعه في مختلف الأعمال الفنية التي لطالما حظيت بإعجاب واحترام الجمهور».
و جاء في تغريدة لوزارة الثقافة و الفنون في حسابها بموقع التواصل تويتر» تتقدم وزيرة الثقافة و الفنون وفاء شعلال بأصدق عبارات التعازي و المواساة إلى عائلة الفنان القدير رابح درياسة»، كما رثاه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عدد كبير من الفنانين و الإعلاميين و المثقفين و جمهوره الواسع بمختلف أنحاء الوطن، إلى جانب عشاقه بالوطن العربي.
سفير الأغنية الجزائرية سطع نجمه بين خمسينات و تسعينات القرن الماضي، و بلغ صيته كافة أنحاء الجزائر و بلدان المغرب العربي و المشرق و أيضا أوروبا، و قام بإحياء حفلات كثيرة ببلادنا و كذا بسوريا و المغرب و غيرهما، و نحت اسمه من ذهب في الساحة الفنية،  فلم يكن مجرد مطرب يؤدي الطابع البدوي و الشعبي الأصيل، بل كان يضفي لمساته الجذابة عليها، و كان أيضا مؤلفا بارزا، يبدع في كتابة كلمات أغانيه و ألحانها و  ينقب في كنوز التراث و يستخرج لآلئه المكنونة، كما كان يعبر بالرسم و الفن التشكيلي و الزخرفة  و المنمنمات، عندما تتمرد عليه الكلمات و الأنغام، فيحولها إلى خطوط و أشكال و أجسام و ألوان تعانق الضوء و الحكايا العتيقة، أقام معارض لعرضها على جمهوره.
عمره الفني أكثر من 37 عاما
مارس مطرب «يحياو أولاد بلادي» عدة أعمال في ميادين مختلفة، قبل أن يستقر به المقام في عالم الفن و الإبداع، و ذلك خلال الفترة من 1953  إلى 1990، فكان المحطة الأهم في حياته، حيث تألق بصوته العذب و الشجي، و استقطب إعجاب و محبة و احترام ملايين الجزائريين و العرب و الجالية الجزائرية  في الخارج بأغانيه الأصيلة، الملتزمة، النقية و الراقية، التي كان يختارها بعناية و دقة لتلامس القلوب و تهز الضمائر و تطوع العقول و السواعد  لخدمة  الوطن  الذي عشقه و غنى له و به طويلا، بكل فخر و جدارة.
غنى للوطن و وحدته
ترك أسطورة الأغنية رابح درياسة خلفه أكثر من 100 أغنية خالدة، لا يمكن أن تدخل الأرشيف أو تبقى في الأدراج أو أغوار ذاكرة الفن، لأنها تتحدى الزمن برونقها و سحرها، و تجذب مختلف الشرائح و الأعمار لمتابعتها، فمن يصمد أمام وهج «نجمة قطبية» أو «يا القمري»؟  التي تدعو الجميع إلى رحلة عبر مختلف أرجاء الوطن ـ القارة، لاستكشاف أجمل اللوحات الطبيعية و التراثية و أيضا لجمع شمل كافة الجزائريين و توحيد صفوفهم.
و تحظى أغنيته الشهيرة «يحياو أولاد بلادي» إلى غاية اليوم بمكانة خاصة في قلوب كافة الجزائريين لحد اليوم، و يحفظ العديد منهم كلماتها الحبلى بروح الوطنية و التضامن، و يرددونها بفخر و اعتزاز و محبة، احتفاء بمختلف الأعياد و المناسبات، من بينها تتويج الفريق الوطني لكرة القدم، أو تحقيق نتائج علمية أو أدبية مرموقة في منافسات دولية أو استثمارات كبرى..إلخ، فهذه الأغنية للفرح و النجاح و التفوق الجزائري، كما أن تحفته الفنية «يا القمري»، عبارة عن دعوة مفتوحة لجولة ممتعة بين شرق و غرب و جنوب و شمال الجزائر، و لا يزال عديد الجزائريين يتذكرون الأغنية الوطنية»حزب الثوار» التي أداها فناننا غداة الاستقلال . .
أول من غنى للممرضة  الساعة!
أسطورة الغناء الجزائري تطرق  في أغانيه لمواضيع عديدة لم يتطرق لها غيره من الفنانين داخل و خارج الوطن، على غرار أغنية «يا عبد القادر» التي تغنى بها ببطولات الأمير عبد القادر الجزائري، كما تجاوز  قصص الحب العادية و التغني بجمال المرأة، إلى التغني بمهنتها و خصائصها، على غرار أغنية «الممرضة»، التي وجدت حيزا كبيرا لها في البث الإذاعي خلال جائحة كورونا، التي أبرزت أهمية مهنة التمريض و دورها الحيوي.
كما غنى فقيد الجزائر للساعة و رموزها، من خلال أغنيته «دوري يا الساعة» و أغنية «يا التفاحة» التي ترمز لجمال و كبرياء المرأة الجزائرية.
غنى لآلئ التراث و المدائح الدينية
استخرج درياسة من عمق التراث قصيدة «حيزية» التي كتبها الشاعر محمد بن قيطون البوزيدي الخالدي، لتخليد قصة حب شهيرة ولدت بين كثبان الصحراء بين الشابين حيزية و سعيد، و انتهت بموت بطلتها و سقوط حبيبها في قبضة الحزن الأبدي الذي جسدته القصيدة، و أضفى عليها درياسة لمسته الإبداعية الساحرة، كما أدى الفنان القصيدة التراثية الدينية «راشدة» للشيخ الهاشمي و كذا قصيدة «راس بنادم»، المليئة بالحكم و العبر و المواعظ التي اشتهر بها قبله اعمر البار.
و تألق أيضا العملاق الراحل في أداء المدائح و الأغاني الدينية، على غرار أغنية للحجاج الميامين عنوانها «الله، الله»،و «قصة سيدنا إبراهيم»، و «يا قاري سورة النساء»، و كذا «حبيب الله محمد صلى الله عليه و سلم».
و السؤال المطروح اليوم، هل يمكن لابن الفقيد المغني الشاب عبدو درياسة، أن يصبح فعلا خليفته في الساحة الفنية الجزائرية؟، خاصة و أن عبدو أعاد أداء عديد روائعه الغنائية بصوته و نال إعجاب البعض ممن حبذوا عدم مقارنته بصوت و أداء والده.
حظي عبدو درياسة، كما سبق و أن صرح عبر وسائل الإعلام، بتشجيع و توجيه الوالد، و اجتهد و ثابر لصقل موهبته الغنائية، و لم يكتف بإحياء رصيد والده، بل قام بتحضير باقة من الأغاني الجديدة الخاصة به، التي جعلته يتألق لفترة معتبرة، عبر إحياء حفلات و المشاركة في برامج تلفزيونية، قبل أن يختفي من الساحة الفنية خلال السنتين الأخيرتين بسبب كورونا، كما يرجح، و ربما لأنه منهمك في التحضير لانطلاقة قوية بألبوم جديد.
إلهام طالب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com