رحّبت شارون والدر سفيرة المملكة المتحدة بالجزائر، بخطوات الجزائر بخصوص توسيع نطاق استعمال اللغة الإنجليزية، التي قالت إنها ستكون مفيدة للجزائريين في مجالات كالبحث العلمي وعالم التجارة، و أضافت في تصريح للنصر على هامش لقاء جمعها برجال أعمال بقسنطينة نهار أمس، أن الأمور بدأت تتحرك بين البلدين بعد فترة فتور تزامنت مع الجائحة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
و قالت والدر إن سفارة بريطانيا، قامت الأسبوع الماضي فقط بإمضاء مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالجزائر، وذلك على وجه الخصوص من أجل «تحديد المزيد من الفرص و توسيع التعاون في مجال التعليم و الشراكة في البحث العلمي».
وعن تعليقها على توجه الجزائر إلى توسيع استعمال اللغة الإنجليزية في عدة قطاعات، دونا عن الفرنسية، قالت السفيرة إنها ترى بأن الأمر لا يتعلق بتسابق بين اللغات، لكن من المؤكد أنه و في مجال البحث العلمي و عالم التجارة يتم التحدث باللغة الإنجليزية على نطاق واسع جدا، و هذه «ميزة أكيدة» تحمس الجزائريين على دراسة الإنجليزية في مختلف المستويات سواء في المدارس و الجامعات أو في الحياة المهنية.
و أضافت السفيرة في ردها على سؤال النصر حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين بعد «البريكسيت»، بأنها متحمسة كثيرا لاستكشاف الإمكانيات التي تتمتع بها الجزائر، لتردف قائلة “بعد خروجنا من الاتحاد الأوروبي نحن بالطبع منفتحون على توسيع العلاقات التجارية مع الجزائر. خلال فترة الجائحة كانت الأمور محدودة إلى حد ما، لكنني واثقة أن الأمور بدأت تتحرك مجددا الآن”.
و خلال لقاء جمعهم بالسفيرة في غرفة التجارة والصناعة “رمال”، استعرض رجال أعمال الإمكانيات التي تتوفر عليها قسنطينة في مجالات الصناعات الغذائية والصيدلانية والميكانيكية، معربين عن أملهم في رفع مستوى التبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين، من خلال شراكات جديدة من بينها شراكات في مجال السياحة، الأشغال العمومية و تقنيات معالجة مشاكل انزلاقات التربة و حفظ وتبريد الخضر والفواكه.
وقال رجال الأعمال إنه لا توجد عمليات تصدير كبيرة من الجزائر نحو أوروبا، على غرار ما هو مسجل مع دول أفريقيا الغربية على سبيل المثال، مرجعين ذلك بشكل أساسي إلى ارتفاع تكاليف النقل الجوي للبضائع.
وقالت السفيرة، إنها تعمل على فهم أكبر لأولويات الاستثمار في كل القطاعات و حسب خصوصية كل منطقة، و ذكرت أنه من الرائع الشروع في صناعة اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19 بقسنطينة، مؤكدة أن هناك مبادرات لتقوية العلاقات بين المؤسسات البريطانية و نظيرتها في الجزائر التي تتمتع مثلما عبّرت، بإمكانيات ضخمة.
وردا على تساؤل رجال الأعمال عن المخاوف بخصوص مستقبل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية التي أبرمت قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ذكرت والدر بأن “الأمر معقد بعض الشيء”، و قالت إنه وعلى إثر هذا الخروج منذ شهر جانفي الفارط، أبرمت بلادها اتفاقيات تقضي باستمرار الترتيبات القائمة، لكن الشركاء الجزائريين لم يكونوا، مثلما أبرزت، راضين فعلا عن الاتفاقات السابقة المبرمة مع الاتحاد الأوروبي حيث يرون أنها لا تدعم المؤسسات بصورة كافية، فلم يتم التوقيع عليها مجددا خصوصا مع ظروف الجائحة.وتابعت السفيرة أنه لا توجد لحد الآن اتفاقيات خاصة مع الجزائر، لكن المملكة المتحدة تحاول فهم الوضع أكثر بما يخدم الطرفين، لتردف بالقول “سنرى مع الحكومة كيف يمكن الوصول إلى ترتيبات و ليس اتفاقيات لأنها تأخذ وقتا طويلا”. وفي تصريح مقتضب للصحافة على هامش اللقاء، قالت السفيرة إن العلاقات بين الجزائر و المملكة المتحدة جيدة، لكن الأمور بدأت تتحرك تدريجيا باستئناف الرحلات الجوية عقب فترة الجائحة “الصعبة”، مضيفة أن بلادها تسعى لفهم أولويات الاستثمار خاصة في قطاعات الصناعات الصيدلانية و الطاقات المتجددة وغيرها.
ياسمين.ب
